سيدنا عمر بن الخطاب

حين تُقلب صفحات التاريخ تجد أن ملئ بسيرة رجال عظماء قلما يأتي التاريخ بمثلهم ، هولاء العظماء كتبوا أسمائهم من نور على صفحات من ذهب بما قدموا من أطروحات وأفكار وبما ضحوا بما يملكون من مال ومتاع، ويأتي هذا المقال كسرد موجز لسيرة واحد من هؤلاء العظماء لعل البعض يأخذ منه الدروس والعبر ، ويستلهم منها ما ينفعه في دينه ودنياه .

الفهرس:

  • إسلام عمر
  • عدل عمر
  • تواضع عمر
  • زهد عمر

    إسلام عمر بن الحطاب

    أسلم عمر بن الخطاب في السنة السادسة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت قصة إسلامه معبرة للغاية ،لما بلغ عمر أن النبي ساوى بين الرجال والنساء وأعطى المرأة حقوق ما كان العرب يعطونها من قبل ، إستشاط عمر غضباً وعزم على قتل محمد ، فخرج من بيته قاصدا بيت النبي فقابله رجل كان يُخفي إسلامه ، فسأل عمر عن وجهته فقال إلى بيت محمد حتى أقتله ، وهنا خاف الرجل على النبي من بطش عمر فأراد أن يُغير بوصلته فقال قبل أن تقتل محمد فانظر أولاً في أمر أهل بيتك وكان يقصد أن اخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما فى السر .

    فغير عمرُ وجهته نو بيت اخته فطرق الباب ودخل فلما علم بإسلام اخته وزوجها ضربها لطمة على خديها فسال الدم من أُذنها ، وهنا رق قلب عمر لهذا المشهد ثم طلب أن يرى ما يقرؤون فطلب منه اخته أن يتوضأ أولاً ثم قرأ من أول سورة طه "طه مأنزلنا عليك القران لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" . فكانت هذه الأيات كسهام التي إخترقت قلب عمر فأسلم .

عدل عمر بن الخطاب

كان عمرُ أعدل الناس فكانت خلافته كلها عدل وإنصاف ، فيأخذ حق الضعيف من القوي ومن الفقير إلى الغني ، ومن مظاهر عدله : أتاه شاب قبطي من مصر يشكو إليه ظلم ابن عمرو ابن العاص حيث تسابقا فسبق القبطُ ابن عمروَ فقال ابن عمرو أتسبق إبن الأكرمين؟ وضربه بالسوط ، فأرسل عمرُ إلى ولي مصر عمرو بن العاص أن يأتى هو وولده, فلما وصلا إلى المدينة نادى على الشاب القبطي وأعطاه سوطاً وأمره أن يضرب ابن عمرو بن العاص كما ضربه ثم قال عمر رضى الله عنه: "يا عمرو منذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم احرار".

تواضع عمر بن الخطاب

كان عمرُ أكثر تواضعاً فكان يسمع من الصغير قبل الكبير ومن الضعيق قبل القوي ومن الفقير قبل الغني فتجلت مظاهر تواضعه كالتالي:

قال عروة بن الزبير: رأيت عمر يحمل على عتاقه قربة من الماء فقلت يا أمير المؤمنين ما ينبغي لك ذلك فقال يا عروة لما جاءني الوفود سامعين مطيعين دخلت في نفسي نخوة فأردت أن أكسرها، مشهد اخر يحكي تواضع عمر رضي الله عنه ، أنه لما كان يوم فتح بيت المقدس ذهب ليتسلم مفاتيح بيت المقدس فكان برفقة خادمه ودابة يتبدلان الركوب عليها، فلما كانت لحظة الدخول إلى البيت المقدس والأساقفة ينتظرون الرجل الذي كان يحكم نصف العالم وقتها وتخاف منه الملوك والجبابرة، فإذا بعمر يدخل ماشياً على قدمية وخادمه يركب حيث كان الركوب من نصيب الخادم والسير على القدم من نصيب عمر.

زهد عمر بن الخطاب

رأى عمرُ أن التخفف من متاع الدنيا هو سبيل النجاة ، ولذلك ترك كل متاع الدنيا وزهد في كل شئ ، قال أنس رضى الله عنه : رأيت بين عاتقي عمر أربع رقاع ملبدة وكان ذلك يوم كان أمير المؤمنين ، بل الأدهى أنه تأخر يوماً على الناس يوم الجمعة فلما خرج قال : لقد كنت اغسل ثوبي ولم يكن لي ثوباً غيره فانتظرت حتى يجف .

إنً المُتأمل في شخصية هذا الرجل الفذ يجد أنه تجتمع فيه كل صفات القائد العسكري والمُربي والأب الحنون والحاكم العدل والزاهد في الدنيا والمُقبل على الأخرة ، جمع عمرُ بين الحكمة والقوة وبين العفو والغضب وبين السياسة والشدة ، ولذلك صدق من قال إن النساء قد عقُمت أن تلد مثل عمر .

مقالات متعلقة بـ : عمر بن الخطاب

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

محمد رشيد رضا‎

محمد رشيد رضا‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

من هو الإمام محمد عبده‎

من هو الإمام محمد عبده‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

تصفح المزيد