واحد من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.

النشأة والتعليم :

وُلد الإمام “محمد عبده” في عام (1266هـ = 1849م) لأب تركماني الأصل، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة “بني عدي” العربية، ونشأ في قرية صغيرة من ريف مصر هي قرية “محلة نصر” بمحافظة البحيرة ، والتحق بالجامع الأزهر عام 1866 م وحصل على الشهادة العالمية عام 1877 م ، كما عمل عمل مدرساً للتاريخ فى مدرسة دار العلوم عام 1882 م .

أستاذة الإمام محمد عبده :

تأثر الشيخ “محمد عبده” بعدد من الرجال الذين أثروا حياته وأثّروا فيها ، على رأسهم الشيخ دروشيد خضر الذي كان يلتقي به في إجازته من كل عام فيتلقى منه الزاد الروحى والتربية الوجدانية ويشحذ عزيمته ونفسه بالإرادة الواعية، ويحركه للاتصال بالناس، والتفاعل مع المجتمع، ويدعوه إلى التحدث إلى الناس ونصحهم ووعظهم

كما حركت دروس الشيخ حسن الطويل كوامن  نفس محمد عبده، ودفعته إلى البحث عن المزيد، وقد وجد ضالته أخيرًا  في “مدرسة الألسن”، كما اتصل بالحياة العامة ، وكانت دروسه في الأزهر في المنطق والفلسفة والتوحيد، وكان يُدرّس في دار العلوم مقدمة ابن خلدون، كما ألّف كتابًا في علم الاجتماع والعمران

وكتب الإمام محمد عبده لعدد من الجرائد منها ” الأهرام ” فكتب فيها مقالات في الإصلاح الخلقي والاجتماعي، ومقال في “الكتابة والقلم”، وآخر في “المدبر الإنساني والمدبر العقلي والروحاني”، وثالثا في “العلوم العقلية والدعوة إلى العلوم العصرية”.

اهتمامه بالسياسة :

شارك الإمام محمد عبده فى ثورة الزعيم أحمد عرابي ضد الإنجليز ، ولأنه كان صاحب توجه إصلاحي تردد فى المشاركة لإنه كان يخشى التصدام ، إلا أنه شارك في نهاية الأمر ، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات ، ثم سافر الى باريس بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني عام 1884 م وأسسا صحيفة العروة والوثقى ، ثم غادر باريس عام 1885 مُتوجهاً الى بيروت مرة أخرى ليؤسس جمعية سرية بذات اسم الجريدة .

العودة إلى مصر

بعد محاولات كثيرة لعدد من الساسة والزعماء، منهم: “سعد زغلول”، والأميرة “نازلي”، و”مختار باشا”، صدر العفو عن “محمد عبده” سنة 1889م  بالعودة الى مصر و كان كل شيء قد أصبح في يد الإنجليز، وكان أهم أهداف الشيخ “محمد عبده” إصلاح العقيدة، والعمل على إصلاح المؤسسات الإسلامية كالأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية .

وكان الشيخ “محمد عبده” يأمل أن يكون ناظرًا لدار العلوم أو أستاذًا فيها بعد عودته إلى مصر، ولكن الخديوي والإنجليز كان لهما رأي آخر؛ ولذلك فقد تم تعيينه قاضيًا أهليًا في محكمة بنها، ثم الزقازيق، ثم عابدين، ثم عين مستشارًا في محكمة الاستئناف عام 1895م.

الإمام محمد عبده مُفتياً

عندما تُوفي الخديوي “توفيق” سنة 1892 وتولي الخديوي عباس، الذي كان متحمسًا على مناهضة الاحتلال، سعى الشيخ “محمد عبده” إلى توثيق صلته به، واستطاع إقناعه بخطته الإصلاحية التي تقوم على إصلاح الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية، وصدر قرار بتشكيل مجلس إدارة الأزهر برئاسة الشيخ ” حسونة النواوى ” وكان الشيخ محمد عبده عضوا فيه، وهكذا أتيحت الفرصة للشيخ محمد عبده لتحقيق حلمه بإصلاح الأزهر، وهو الحلم الذي تمناه منذ أن وطئت قدماه ساحته لأول مرة .

وفاة الإمام :

انقلبت العلاقة بين الإمام محمد عبده وبين الخديوي فبدأت المؤامرات والدسائس تُحاك ضد الإمام الشيخ، وبدأت الصحف تشن هجومًا قاسيًا عليه لتحقيره والنيل منه، ولجأ خصومه إلى العديد من الطرق الرخيصة والأساليب المبتذلة لتجريحه وتشويه صورته أمام العامة؛ حتى اضطر إلى الاستقالة من الأزهر في عام 1905 ، ونتيجة لذلك إشتد المرض عليه والذي تبيّن أنه السرطان، وما لبث أن تُوفي بالإسكندرية في يوليو 1905 عن عمر بلغ ستة وخمسين عامًا .

مقالات متعلقة بـ : من هو الإمام محمد عبده

الإلحاد .. النشأة والأسباب والعلاج‎

الإلحاد .. النشأة والأسباب والعلاج‎

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

محمد رشيد رضا‎

محمد رشيد رضا‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

تصفح المزيد