مع إستقبال فصل الشتاء يشعر الإنسان بالخمول ويزيد إحساسه بالكسل ويميل أكثر إلى دفئ الفراش ويغلب عليه النوم، بل لا يكاد ينهض من نومه بسهولة سواء إلى صلاته أو عمله، وأكثر ما يستهين به الإنسان في الشتاء هو ترك صلاة الفجر والإغفال عن قيمتها وعِظم أجرها في الإسلام وكذلك خطورة النوم عنها وتركها، لذا تجد بين كلمات هذا المقال بيان ذلك كله.
قيمة صلاة الفجر:
كم في صلاة الفجر من كنوز وحسنات عظيمة لما تتمتع بع من مكانة خاصة بين الصلوات الخمس، لإنها تُعد إختبار حقيقي لصدق إيمان المسلم وإخلاصه، فهي صلاة مشهودة في الملاء الأعلى " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودً " الاسراء، ولذلم فصلاة الفجر تتمتع بقيمة عظيمة في الأسلام وبمعرفة قيمتها سيكون سهلاً على المسلم أن يُضحي بنومة هنية من أجل صلاة الفجر.
قيام ليلة كامِلة : عن أبي ذر - رضيَ الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (مَن صلَّى العشاء في جماعة، فَكَأَنَّما قام نصف الليل، ومَن صلَّى الفجر في جماعة، فكأنما قام الليل كله)؛ رواه مسلم.
فى ذمّة الله : قول النبي - صلى الله عليه وسلّم (مَن صلَّى الصُّبح في جماعة، فهو في ذمَّة الله) رواه مسلم ، فهو بِحَوْل الله في حِفْظ ورعاية من ملك الملوك، ورب الأرباب - سبحانه وتعالى - ذلك المعنى الذي يفيض على النفس ثقةً وطمأنينةً؛ ليقين العبد أنه في كَنَفِ الله، وأنَّ عينَ الله تَرْعاه.
نور يوم القيامة : ومِن بركات صلاة الفجر: أنها تفيض منَ النور على وُجُوه أهلها ما يُمَيِّزهم عن غيرهم، وكيف لا، وهذا هو أعز الأماني عند أحدهم وهو في طريقه إلى مسجده (اللهُمَّ اجْعَل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فَوْقي نورًا )، وعند لقاء الله تعالى يَفُوزون بِمطلبهم، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بشِّر المشَّائينَ في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التَّامِّ يوم القيامة))؛ رواه التِّرمذي، وابن ماجه
سنة الفجر خير من الدنيا : وإذا كنا لا نعرف قيمة صلاة الفجر فيكى أن نعرف أن قيمة ركعتان سنة الفجر قيمتها عند الله خير من الدنيا وما فيها ، يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (ركعتا الفجْر خيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها) رواه مسلم عن عائشة بسندٍ صحيح.
الرِّزق والبَرَكة: ومن بركات صلاة الفجر: أنها تنزل العبد في مقام الطاعة وقت البكور، الذي هو ذاته وقت البركة في الرِّزق؛ فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لأمته بقوله: ((اللهُمَّ بارك لأمتي في بكورها))؛ رواه التِّرمذي بسندٍ صحيح، عن صخر الغامدي.
البشرى بالجنة : قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم (مَن صلَّى البردَينِ دخل الجنة) والبردان هما: الفجر والعصر، رواه البخاري، عن أبي موسى الأشعري بسند صحيح.
التحذير من ترك صلاة الفجر:
كذلك كما حض الإسلام على صلة الفجر ، كذلك حذر من تركها فجاءت الأحاديث الدالهة على التحذير الشديد لمن ترك صلاة الفجر
صفات المنافقين قال الله تعالى عنِ المنافقينَ {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} النساء
وقال صلى الله عليه وسلم (ليس صلاة أثقل على المنافقينَ من صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبْوًا) متفق عليه
ويُؤَكِّد ذلك ابن عمر رضي الله عنه حيث يقول: "كنَّا إذا فقدنا الرجل في الفجر، أسأنا به الظن "
منْع بركة الرِّزق : قال الإمام ابن القيِّم: "ونومة الصبح تمنع الرِّزق؛ لأنَّه وقت تقسَّم فيه الأرزاق"، وقد رأى ابن عبّاس - رضي الله عنه - ابنًا له نائمًا نوم الصبح، فقال له: قم، أتنام في الساعة التي تُقسَّم فيها الأرزاق؟
الويل والغي: توعد القرآن الكريم لمن يتهاون في حق الصلوات ولاسيما صلاة الفجر، فقال الله " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا " مريم.
وسائل للحفاظ على صلاة الفجر:
هناك العديد من الوسائل والتي يمكن إتباعها حتى يتمكن الإنسان من الحفاظ على صلاة الفجر، مثل:
البعد عن الذُّنوب والمعاصي، فقدِ اشتكى أحدُهم إلى أحد العلماء قلَّة قيامه باللَّيل، فردَّ عليْه ذاك قائلاً: قيَّدتك الذُّنوب، فالذّنوب لها آثارٌ على النَّفس، ومنها الحرمان من الطَّاعات وإسقاط الواجبات، ولا تحقر أيَّ ذنبٍ وإن كان صغيرًا
ومن الأسباب المُعينة على صلاة الفجْر: قراءة الأوْراد عند النَّوم
ومنها تطْبيق سنن النَّوم الفعليَّة
ومنها التَّبكير في النَّوم وعدم السَّهر
ومنها إذا ما استيقظْتَ فلا تنم مرَّة أخرى، فإنَّ الشَّيطان يقول لك: ارقد عليك ليلٌ طويل
استخدام الوسائل المساعِدة كالساعة المنبِّهة، والهاتف وجرس المنزل وغيرها.
صحبة الأخيار:
الاتِّفاق مع جارك لإيقاظِك للصَّلاة
إن صلاة الفجر هي المؤشر الحقيقي لحقيقة الإيمان وصدق التعامل مع الله، ويمكن للإنسان أن يعرف قدره ومقدار إيمانه بصلاة الفجر، فإذا كان يحافظ عليها فهو وتنعكس بشكل إيجابي على سلوكياته وأقواله فهو من المؤمنين حقا، وأذا كان لا يحافظ على صلة الفجر فلابد أن يراجع نفسه وأن يتبع التعليمات التي ذٌكرت في المقال حتى يتمكن من الحفاظ عليها.
