اطفالنا أعظم ثروة لنهضة الوطن و مرحلة  الطفولة مهمة في حياة الطفل و للأسرة دورٍا مهما في حياة الأطفال، وتمثل قدراً كبيراً في التأثير على الصحة النفسية والجسدية من عدة جوانب ففيها يتعلم ويكتسب المهارات وفيها يمارس الأنشطة وفيها يتأثر بالبيئة الجغرافية والاجتماعية والعلمية والنفسية وفيها يتواصل ويتفاعل وفيها يتعرض للمؤثرات الإيجابية أو السلبية التي تؤثر على حياته من كافة جوانبها.. نتعرف معا من خلال المقال التالي على كيفية الاهتمام بـ صحة الطفل في النفسية والبدنية...

اولا : الصحة النفسية او النمو النفسي لدى الطفل  فى المراحل العمرية الاولية             

حَظِيت مرحلةُ الطُّفولة واحتياجاتها المتنامية في العقود الأخيرة باهتمام كبيرٍ من قِبَل كلِّ المَعنيِّين بشؤون الطفل والقائمين على تربيته، من علماء نفس وآباء ومربِّين، وأُدباء وغيرهم، وبشكل خاص احتياجاته النفسيَّة، التي تتمركز أهمها في الاتى...

احتياجه إلى الحب والعطف والحنان، والأمن والطمأنينة والانتماء، وإلى الجو الأُسري المُفعم بالدِّفء، والمودَّة والرَّأْفة، القائم على التفاهُم والثِّقة والاحترام ، كل هذه العوامل تُعزِّز لَدَيه الشعور بالأمان والثقة بالذات ، مما يؤدى وإلى اكتساب بعض المهارات العقليَّة والحركيَّة والاجتماعيَّة الأساسية، وبعض المعايير الأخلاقيَّة المهمَّة في المجتمع.

إنَّ حاجة الطفل للحب هي كحاجته للطعام والشراب، كما يقول " أبراهام ماسلو" عالم النفس :" إنَّ هناك احتياجات جسمانية بيولوجيَّة تمثِّل قاعدة الهرم، لا بد أن تُشبع أولاً، يَليها احتياجٌ للأمن والاستقرار، واحتياج للانتماء، الانتماء لأسرة ولبلد وللإنسانية، يَليه احتياج للحب، بمعنى أن يكونَ الإنسان قادرًا على أن يحب ويُحَب، يَليه احتياج للتقدير يتمثَّل في إحساسه أنَّ الناس يُقَدِّرونه كشخص، ويُقدرون ما يفعله ليحقق ذاته " .

ثانيا : واجبات الأسرة تُجاه الطفل لتحقيق احتياجاته النفسية

إنَّ للأسرة - كما سبق - تأثيرًا أساسيًّا في تكوين شخصية الطفل من سائر جوانبها ومراحل نموِّها، خاصة النمو النفسي أو الانفعالي؛ لذا تلعب الظروف التي تعيش فيها أيُّ أسرة، والعلاقات التي تسود بين أفرادها - دورًا مهمًّا وأساسيًّا في هذا المجال ومن اهم هذه الواجبات :

  • إبعادهم عن أجواء المشاحَنات التي تحدث بين أفراد الأسرة وبين الوالدين على وجه الخصوص، والتي تكون عادةً بيئة نفسيَّة سيِّئة للنمو، ومصدرًا للعديد من المشكلات النفسية والاجتماعية.
  • تتجنَّب التفرقة في المعاملة. ‏
  • اللجوء إلى المقارنة بين الأطفال.
  • استخدام أساليب الزجر والتهديد والحِرمان.
  • العقاب البدني والنفسي المبالَغ فيه، أو توجيه عبارات التوبيخ .
  • الانتقاد المستمرَّة لهم، اعتقادًا بإسهامها في تربيتهم تربية قويمة والكثير من الافعال والعادات التى نراها.
  • ألاَّ تتجاوز حدود الحرص والاهتمام بأطفالها، أو تُسرف في تدليلهم وحمايتهم، وتُغدق عليهم الهدايا والهِدايا.
  • تقوم بالمسؤوليَّات التي يجب أن يقوموا هم بها، فالدلال الزائد يجعل الطفل أكثر تمرُّدًا وأكثر ميلاً إلى الغضب، ويَحرمه من فرص التفاعل الأمثل مع بيئته، إضافة إلى مشاكل أخرى؛ كضَعف الشخصيَّة، والخوف والانطواء، والأنانية وغيرها.
  • كما عليها ألاَّ تتغاضى أو تتجاهل سلوكَهم السلبي، أو تتستَّر على أخطائهم.
  • ألاَّ تفرضَ عليهم ما لا يرغبونه أو يُطيقونه؛ تحقيقًا لرغبات الكبار في جَعْلهم نسخًا مُكَرَّرة عنهم، ولا بد وَفْقًا للتربية الحديثة - من إعطائهم الحرية المناسبة التي تُمَكِّنهم من اختياراتهم وَفْق رغباتهم .
  • عدم تَرْكهم فِعْلَ كلِّ ما يريدون بدون توجيه وإرشاد غير مباشر.

إنَّ الاتجاه السليم في التربية النفسية، هو إيجاد نوعٍ من التوازن المُمكن بين العطف والشدَّة، وبين الحب والحَزم، أو الحب المعتدل والنظام الثابت، وبين الحرية والتوجيه، إلى جانب خَلْق بيئة مواتية لعلاقات تعاطُف وتعاون بين الأبناء، والاتفاق على نَهْجٍ تربوي واضح بين الوالدين.

لقد أثبتَت الدِّراسات النفسيَّةُ الحديثة أنَّ للعلاقات الإنسانية السائدة في الأسرة تأثيرات بالغة في الخِبرات والانطباعات التي يكوِّنها الطفل من محيطه، وأنَّ الاضطراب العائلي بأشكاله يَخلق لَدَيه الشعور بعدم الاستقرار، ويُضعف قدرته على التلاؤم مع نفسه ومع مجتمعه، ويُمَهِّد لمشكلات سلوكيَّة عدَّة، بعكس الأسرة التي يسودها الدِّفء العاطفي والاحترام المتبادل، والتي تعوِّد طفلها على حرية الرأي واتخاذ القرار، وتُعامله وَفْقًا للقِيَم التربوية الحديثة، وتؤكِّد دراسات أخرى أن الأطفال الأكثر صحة وذكاءً، والأكثر مقدرة على الإبداع والتواصل - هم الذين يعيشون في أجواء أُسرية كهذه.

ومن الضرورة أن تَعتمدَ الأسرة مع أبنائها أساليبَ المصارحة والمناقشة والحوار البنَّاء، وأن تُتيح لهم فُرَص إبداء آرائهم ومُقترحاتهم، والسماح لهم بالحديث عن مشكلاتهم، وتقبُّل ما يَطرحونه من أفكار وملاحظات .

ومن الخطأ أيضًا تخويفهم من أشياء معيَّنة أو سَرْد قَصصٍ راعبة لهم؛ كقَصص الأشباح والحيوانات المُفترسة، أو الكائنات الغريبة، أو السماح لهم بالإسراف في مشاهدة التلفاز أو متابعة الإنترنت واللعب الإلكترونيَّة.

إلى جانب الاهتمام بميولهم وهواياتهم، وتَهيئة الأجواء لهم؛ لممارسة أنشطتهم، وتشجيعهم على القراءة والكتابة، وممارسة الرياضة بأنواعها

كما يجب تدريبهم على المثابرة ومواجهة الصعوبات والتغلُّب عليها، ووَضْع العراقيل المُصطنعة أمامهم؛ ليتعلموا كيف يَجتازونها بأنفسهم، مع عدم السخرية أو الاستهزاء بقدراتهم، وأخيرًا تربيتهم على الاعتزاز بالذات وتقديرها، وعلى حبِّ النظام وتحمُّل المسؤولية واحترام الآخرين.

مقالات متعلقة بـ : كيف تعتنى الأسرة بالطفل نفسيا وبدنيا؟

كم ساعه من النوم نحتاج؟‎

كم ساعه من النوم نحتاج؟‎

اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه‎

اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

العنف‎

العنف‎

أهمية الرياضة للأطفال‎

أهمية الرياضة للأطفال‎

صحة الطفل الغذائية‎

صحة الطفل الغذائية‎

اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه‎

اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه‎

ما هو مفهوم العنوسة؟‎

ما هو مفهوم العنوسة؟‎