المدرسة والمنزل مصدران مهمان للنمو والتطور الجسدي والنفسي إذا أحسن استخدامهما فينمو فيها الطفل ويتطور ويتواصل ويتفاعل وقد تؤدي للعكس تماما إذا أسيئ التصرف فيها فيضمر الطفل ويضعف وينطوي وينزوي ؛ فالطفل في البيئة  المزلية والمدرسية يكتسب العادات الصحية المفيدة أو الضارة كما قد يكتسب المهارات النفسية المفيدة أو الضارة وكما قد يكتسب العدوى الميكروبية قد يكتسب العدوى السلوكية أو النفسية لذا وجب الترتيب لحسن استثمارها وتوظيفها.

صحة الطفل جسديا ونفسيا تتطلب تفاعل عدة جهات مع بعضها البعض يشترك فيها الآباء والأمهات والمعلمين والإدارة المدرسية وأطباء الصحة الجسدية والأطباء النفسيين والممرضات والأخصائيين النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين، ويجب أن يكون هناك تنسيق وتواصل وتحديد أدوار وتحمل مسئوليات يقوم على التقييم والملاحظة والمتابعة وتعليم السلوك وإكساب العادات والمهارات وتجنب الأضرار والمشكلات والعمل بالقاعدة الصحية الجوهرية “الوقاية خير من العلاج” أو “درهم وقاية خير من قنطار علاج” بتوفير التطعيمات والتحصينات.

وحين نتحدث عن الرعاية الصحية والنفسية للاطفال فى المدارس والمنازل  فلابد أن نستعرض المراحل التالية:

التقييم الشامل لحالة الطفل يجب أن يتم تقييم وتشخيص حالة الطفل في بداية كل مرحلةمن حياته العمرية بواسطة مختصين وبالتعاون مع الآباء والمعلمين لإجراء: تقييم صحي وتقييم نفسي وتقييم علمي وتقييم اجتماعي لكل طفلسواء بالمدرسة او المنزل، ومن خلال هذه التقييمات نستطيع كشف الجوانب الإيجابية ونعمل على تنميتها، والجوانب السلبية ونعمل على علاجها والتخلص منها ونحدد بدقة الاحتياجات الخاصة بكل مرحلة من مراحل النمو والاحتياجات الخاصة بكل طفل على حدة من الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والعلمية وأن يكون هناك ملف خاص بكل جانب من هذه الجوانب ونعمل على توفير ما يلزم للوقاية والعلاج وتجنب المخاطر وغرس القيم والعادات الخاصة بها وإكساب المهارات اللازمة لها.

التقييم الجسدي

تقييم القدرات والمهارات الجسدية من خلال التقييم الشامل للتطور والنمو، وهل يناسب خصائص المرحلة السنية. الاهتمام بفحص النظر وفحص السمع للتأكد من القدرة على التواصل الجيد. الاهتمام بصحة الفم والأسنان. الفحص الصحي الشامل بغرض اكتشاف أي خلل صحي يعوق القدرة على الأداء والتحصيل الدراسي والاستمتاع بالحياة وهل يعاني من مشكلات صحية حادة أو مزمنة وكيفية التعامل الصحيح معها. هل لدية احتياجات جسدية خاصة. كذلك اكتشاف الأمراض المعدية التي قد تؤثر على الأطفال الآخرين في جو المدرسة الجماعي.

التقييم النفسي

تقييم نسبة ذكاء الطفل ونوع ذكائه طبقاً للذكاءات المتعددة. التعرف على طباعه، مزاجه، ومواهبه، ومهاراته وميوله ومفتاح شخصيته. تقييم مدى الاستقرار النفسي وكيفية تفاعله مع المحيطين. مدى تعرضه للضغوط النفسية.

  • هل يعاني من مشكلات سلوكية أو أمراض نفسية.
  • تحديد الاحتياجات النفسية الخاصة بكل طفل.

فرط الحركة وتشتت الانتباه من الحالات المهمة التي بدأت تنتشر حديثا بكثافة وتزداد وتتنامي، هي حالة فرط الحركة وتشتت الانتباه والتي وصلت في بعض الدول الخليجية إلى 17% من الأطفال في المملكة العربية السعودية وتمثل 50% من عدد الطلاب المترددين على العيادات النفسية في دولة الإمارات العربية المتحدة لذا وجب التخطيط جيداً لتقييم النشاط الحركي والقدرة على التركيز الذهني للتلاميذ حالة فرط الحركة وتشتت الانتباه. لذا يجب تقييم النشاط الحركي للطفل الذي يتراوح بين الأداء الحركي الطبيعي النشط المتوازن أو الخمول والكسل أو حالة فرط الحركة وكذلك تقييم القدرة على التركيز الذهني وهل لديه اندفاعية وتهور وعدم تقدير للمخاطر لكشف الحالات المصابة.

التقييم العلمي

رغم أن التقييم العلمي جزء من التقييم النفسي لكن يجب أن يفرد وحده حينما نتعامل في جو المدرسة، لأنه صلب المهمة التعليمية لذا من الضروري الاهتمام بدراسة والقدرة على الاستيعاب والتحصيل ودرجة التركيز وقدرات الذاكرة وتخزين واستدعاء المعلومات، وهل هي فائقة أو عادية أو متوسطة أو ضعيفة، وتقييم صعوبات التعلم بوجه الخصوص التي تحتاج لقدرة جيدة على الاكتشاف المبكر وتحتاج تعامل جيد من خلال فريق عمل مختص.

التقييم الاجتماعي: التعرف على الجو والمناخ الأسري السائد في كيفية التعامل مع الطفل.

  • أساليب الثواب والعقاب وتعديل السلوك.
  • مدى استقرار الأسرة وتأثيره على الطفل.
  • التعرف على المشاكل الأسرية.
  • دراسة المستوى الاقتصادي ودخل الأسرة وتأثيره على الطفل.
  • اكتشاف حالات تحتاج لرعاية خاصة مثل اليتم والطلاق وانفصال الوالدين أو فقدان شخص عزيز.

دراسة قدرة الطفل على اكتساب الصداقات وتكوين العلاقات ومستوى مهارات الاتصال والتفاعل والقدرة على الحوار وحل المشكلات وهل يعاني من الانعزال والانطواء.

الاهتمام بالجانب الغذائي لـ صحة الطفل في المدرسة التأكيد على الغذاء الصحي الطبيعي المتوازن المجهز في المنزل والتحذير من الأطعمة الضارة وتجنب الوجبات السريعة التي تصيب بالسمنة وتجنب الأطعمة المحفوظة التى تحتوي على: مواد ملونة أو مواد حافظة أو مكسبات طعم ، وهذه مواد مسرطنة وتؤثر على الكبد والكلى وتحدث شبعاً كاذباً وتؤثر على الصحة العامة. التأكيد على تناول الإفطار قبل الخروج من المنزل لما له من أثار صحية جيدة أولاً للبناء الصحيح للجسم وإمداده بالطاقة اللازمة للأنشطة والمهارات الذهنية والجسمية.

وثانياً للوقاية من العدوى فالجسم الضعيف المرهق أكثر عرضة للعدوى وتأثير الميكروبات واكتساب الأمراض، وكذلك أقل قدرة على اكتساب المعلومات والتفاعل مع الأنشطة المدرسية المتنوعة، لذا يجب أن تحرص الأسرة على الإفطار الجماعي وأن يتابع المعلم الطلاب في التأكد من تناولهم الإفطار حتى تتأصل لهم هذه العادة تعليم وغرس القيم الخاصة بالغذاء يجب أن تعلم المدرسة الطفل العادات الصحية السليمة عن طريق توفير المعلومات وغرس القيم الصحيحة عن طريق الاقناع والحوار والمتابعة فعلى سبيل المثال نسبة كبيرة من الطلاب لا يتناولون الإفطار لأن الجهد المبذول هو فقط إصدار أوامر وفي الواقع يتجاهلها الطفل أما إذا تم الأمر عن طريق الحوار والاقناع ثم المتابعة العملية للطفل من قبل المعلم لفترة زمنية مع الوالدين فسوف يتم تعديل السلوك ويستقر وكذلك الأمر بالنسبة للوجبات السريعة والأطعمة الضارة.

تهيئة المناخ لـ لطفل في المدرسة

أن تكون البيئة المدرسية بيئة محببة وجاذبة للطفل يمارس فيها الأنشطة المتنوعة إلى جانب الناحية العلمية فيمارس الرياضة التي تبني البدن ويمارس الترويح والترفيه والنشاط الفني والمسرحي والثقافي والصحي ويمارس علاقات الصداقة والمسابقات، والتنافس الشريف البعيد عن البغضاء والتشاحن وكافة الأنشطة التي تناسب ميوله فيحب المدرسة ويرغب فيها. مناخ التفاهم والانسجام والحب المتبادل بين الطالب والمعلم وبين الطالب وزملائه يقوي الصحة الجسدية والنفسية ويزيد القدرة على التحصيل، أما المناخ القائم على التهديد وسوء العلاقات فهو ضار جدا من كافة النواحي وتسبب كثيراً من المشكلات والأمراض وما يعرف بالأعراض النفسجسمية التي تصيب الطالب كل صباح قبل ذهابه للمدرسة فقد يعاني من القئ والمغص والآلام البطنية والصداع وغيرها من الأعراض بسبب سوء العلاقة بالمعلم أو سوء العلاقة بالزملاء، وهي خلل وظيفي غير عضوي. ويجب حماية الطفل من سخرية الزملاء أو سوء التعامل من المعلمين التي قد تؤخر نموه الصحي والنفسي وتضر حياته ضرراً بالغاً.

ومن الجوانب المهمة نفسيا لـلطفل في المدرسة

أن تكون العملية التعليمية جذابة ومشوقة وتعتمد على الوسائل الممتعة، وليس التلقين والضغط النفسي، لذا من أنجح الوسائل مسرحة المناهج واستخدام المعامل والتجارب والرحلات العلمية وكل ما هو مرئي ومحسوس.

وقاية الطفل من أضرار البيئة المدرسية صحة الطفل في المدرسة تتطلب التأكد من وقايته من الأمراض التي يمكن أن يصاب بها أو يعدي بها الآخرين.

تعليم الطفل عدم العطس أو السعال في الجو المفتوح بل يعطس أو يسعل في منديل ويتخلص منه في سلة القمامة حتى لا ينقل العدوى للآخرين.

تجنب الزحام لخطره في نقل العدوى أو الإصابة الجسدية بسبب التدافع ويراعى توفير كمامات وتعويد الطفل أن يرتديها في أماكن الزحام حماية لنفسه وإلزام الطفل المصاب بالبرد وتكرار العطاس أن يرتدي الكمامة حماية لزملائه.

تعويد الطفل الحفاظ على نظافة اليدين أولاً بأول وعدم لمس الفم أو الأنف أو العين، لأن ذلك يسبب نقل العدوى غسل اليدين جيداً قبل وبعد الأكل.

الحفاظ على نظافة الفصل والتخلص من القمامة في أماكنها الصحيحة. تعليم مهارات الاستخدام الصحيح للجسم بكيفية حمل الحقيبة المدرسية بطريقة صحيحة وطريقة الجلوس الصحية على الكرسي والمكتب وأهمية الحرص على استقامة الظهر أثناء الاستذكار.

مقالات متعلقة بـ : صحة الطفل الغذائية

أنواع الأكتئاب‎

أنواع الأكتئاب‎

ما هى أسباب الطلاق‎

ما هى أسباب الطلاق‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

العنف‎

العنف‎

أهمية الرياضة للأطفال‎

أهمية الرياضة للأطفال‎

كيف تعتنى الأسرة بالطفل نفسيا وبدنيا؟‎

كيف تعتنى الأسرة بالطفل نفسيا وبدنيا؟‎

اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه‎

اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه‎

ما هو مفهوم العنوسة؟‎

ما هو مفهوم العنوسة؟‎