الصوم هو أحد أهم العادات الصحية لجسم الانسان فهو ليس فقط عبادة للتقرب من الله سبحانه وتعالى، ولقد كان الصوم سنة في خلق الله عز وجل منذ نزول آدم من الجنة إلى الأرض، فتشير كتب التاريخ إلى أن الفرس ، والرومان ، والهنود ، واليونانيين ، والبابليون ، والمصريين القدماء كانوا يصومون ويرون أن هذا عمل جيد، كذلك اعتاد اليهود والمسيحيون على الصيام - وما زالوا يفعلون - على الرغم من أنه يتم بأشكال مختلفة ابتكروها ، وبالتالي ينحرف عن معناها الحقيقي، أما الصوم في الاسلام فهو الابتعاد عن الطعام والشراب والشهوات من الفجر إلى المغرب.

علماء الغرب يطلبون الصوم من الشعوب

الله سبحانه وتعالى خلق جميع الكائنات الحية ما عدا الإنسان لهم قانون طبيعي متوازن فيما يخص طعامهم، حيث ترتبط شهية الحيوان بالطعام دائمًا وبحاجته الحقيقية إليها فعلى سبيل المثال قد يمتنع حيوان ما عن تناول الطعام لفترة طويلة، كما هو موضح عند قيام بعض الحيوانات بالسبات أو تناول الطعام على فترات متباعدة مثل الثعابين، لكن الله خلق الانسان كائن مختلف وله ارادة وحرية الاختيار فشهيته للطعام قد لا تكون مرتبطة بحاجته الحقيقية له.

فالانسان لا يأكل فقط لأنه جائع بل لارضاء شهيته من الطعام لذلك طوال العام تتراكم مجموعة من سموم الطعام في الجسم ويؤدي ذلك إلى مخاطر كثيرة، تؤدي إلى تقليل إفرازات هرمونات الجهاز الهضمي والأنسولين بكميات كبيرة.

مع بداية عصر النهضة العلمية في أوروبا ، بدأ العلماء يدعون الناس إلى عدم استهلاك كميات كبيرة من الطعام ، أو الانغماس في الملذات بشكل مفرط ، وبدلاً من ذلك اقترحوا الصوم من أجل الحد من هذا.

وهذا في حد ذاته صدق لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الاسراف في الطعام وتقسيم الطعام لثلاثة حصص ثلث للشراب وثلث للطعام وثلث للنفس.

أهم الفوائد التي يقدمها الصوم للصحة العامة

1- هناك علاقة بين الصيام والنظام المناعي حيث يتحسن بعشرة أضعافه مع الصيام، وخلايا الدم تقوى وتدافع عن الجسم ضد الكائنات الحية الدقيقة والأجسام الأجنبية التي تهاجمها. علاوة على ذلك ، فإن نسبة الخلايا المناعية النوعية تزداد بشكل كبير في العدد.

2- هناك علاقة بين الصيام والوقاية من السمنة وكذلك علاج مخاطرها. قد تنتج السمنة عن خلل في التمثيل الغذائي ، أو من ضغوط بيئية ونفسية واجتماعية. الصيام الإسلامي هو الحاجز الوقائي لكل هذه الأسباب ، بسبب الاستقرار العقلي والنفسي الذي يسببه الصيام ، والذي ينتج عن الجو الروحي المحيط ؛ الكثير من العبادة وذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، والبعد عن الإثارة والتوتر ، والاستفادة البناءة المفيدة من الطاقات النفسية والجسدية. كما يعالج الصيام الأمراض الناتجة عن السمنة مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وعدة أنواع من أمراض القلب.

3- يعتقد الأطباء وما زالوا يعتقدون أن الصيام له تأثير سلبي على المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز البولي التناسلي ، وخاصة أولئك الذين هم أكثر عرضة لحصيات الكلى أو الفشل الكلوي ، ولذلك ، ينصح الأطباء بعدم الصوم وشرب كمية كبيرة من السوائل ، على الرغم من أن بعض الأبحاث العلمية أثبتت خلاف ذلك ، حيث أنه أثناء الصيام ، يرتفع معدل الصوديوم في الدم، مما يعوق تبلور أملاح الكالسيوم ويزيد اليوريا في الدم ويساهم في منع ترسب الأملاح اليورية التي شكل الحجارة من الجهاز البولي التناسلي.

4- الصيام أيضا ليس له أي تأثير سلبي على أولئك الذين يعانون من الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى المتكرر ، نظرا لأنها واحدة من أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز البولي. وقد ثبت أيضا أن الصيام لا يعرّض معظم مرضى السكري للخطر: بل على العكس ، فهو مفيد للكثير منهم. كما أنه لا يشكل أي خطر على الرضاعة الطبيعية والحوامل ، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من الحمل.

5- الصيام يحمي الجسم من السموم المتراكمة في خلاياه وبين أنسجته التي تنتج عن تناول الطعام - خاصةً الأغذية المعلبة والمصنعة ، وتناول الأدوية ، والتنفس في الهواء الملوث بهذه السموم.

6- يستفيد الإنسان من العطش الذي يشعر به أثناء الصيام. فهو يساعد على تزويد الجسم بالطاقة وتعزيز قدرة التعلم وتقوية الذاكرة.

7- الصيام يعزز خصوبة كل من الرجل والمرأة ، وفي كثير من الأحيان يهدئ الرغبة الجنسية لدى الشباب. بهذه الطريقة ، يمنع الاضطرابات النفسية والجسدية والانحراف السلوكي.

8- تنهار الخلايا الضعيفة والمريضة عندما يسود التفكيك على البناء أثناء الصيام. ويتم تجديد خلايا الجسم في عملية البناء.

9- يعتقد الكثير من الناس أن الصيام له تأثير سلبي على صحتهم ، وأنهم يرون أجسادهم وكأنهم آلات لا حياة فيها تعمل إلا بالوقود. يبدو أنهم يتفقون على فكرة أن عدم تناول ثلاث وجبات يوميا يشكل مخاطر كبيرة ويشكل نتائج ضارة. وهذا يجعلهم يقضون ليلة رمضان كلها في محاولة لتعويض هذه الوجبة المفقودة من خلال استهلاك كميات كبيرة من الطعام والشراب ، ويقضون معظم اليوم في النوم بسرعة. عندها يتوقف العمل ، تنخفض الإنتاجية ، ويزداد معدل استهلاك الطعام والشراب!

يعني :

قراءة كُل مقالات الكاتب