بعد وفاة نبي الله اليسع بدأ بنو اسرائيل يقتلون الانبياء حتى إنهم كانوا يقتلون في اليوم الواحد 3 أنبياء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كان بنو اسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما مات نبي قام نبي".

وتسلط عليهم الملوك الجبابرة بعد انفصال الدين عن الدنيا، وظلموهم ظلمًا شديدًا لأنهم كانوا فسقة وظلمة، وهزم بنو اسرائيل في معارك متتالية.

وفي احدى معاركهم مع قبيلة العماليق هزم بنو اسرائيل هزيمة نكراء واستطاع العماليق أن يأخذوا منهم التابوت.

التابوت هو صندوق من الخشب كانوا يتبركون به ويحملونه معهم في المعارك وكانوا إذا رأوه تنزل عليهم السكينة، وكان فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون كان فهي ألواح التوراة التي أعطاها الله لموسى ففيها ما بقى مما منها، وكان فيها عصا موسى عليه السلام التي انقلبت حية والتي ضرب بها البحر، وكان بها ملابس موسى، وأشياء لهارون وشيء من المنّ الذي كان ينزل عليهم في التيه.

وشاعت الفوضى بين بني اسرائيل وعاشوا بدون ملوك إلى أن جاءهم نبي كريم هو شمويل ويسمى شمعون وهو بالعربي اسماعيل فبدأ يدعوهم إلى الحق والخير وبدأوا يستجيبون ثم أنهم يحتاجون لملك يسوس أمرهم فقالوا لـ شمويل اختر من بيننا ملكا يحكمنا ونطيعه.

يقول الله تعالى في سورة البقرة

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)

ويشيرون في الآية إلى هزيمتهم من الملك بختنصر فأوحى الله تعالى إلى شمعون وكتب عليهم القتال، وتولوا ولم يجاهدوا أيضا رغم أنهم أعطوا المواثيق أنه إذا نزل الجهاد.

ولم يبق مع شمعون إلا عدة الاف من بين ملايين من بني اسرائيل، وهؤلاء الذين بقوا قالوا أين الملك الذي يقودنا للقتال فاختار لهم رجلا من بينهم اسمه طاولت بن طيش من ذرية بنيامين بن يعقوب عليه السلام.

والملوك الذين سبقوا طالوت كانوا من ذرية يهوذا فاستغربوا كانوا يتوقعون أن يختار واحد من ذرية يهوذا فاختار من ذرية بنيامين.

طالوت كان رجلا بسيطا دباغا فقير لكنه عليم ٌحكيمٌ وعنده بسطة في الجسم وضخم ويصفونه أنه كان ضخمًا أبيضًا جميلًا، فاستعجب ذرية يهوذا وقالوا أنهم أولى بالملك منه، وقال الباقون انه لم يؤت سعة من المال ولم يقبلهم، فرد عليهم النبي شمعون قال إنه متفوق عليكم في العلم والجسم.

فرفضوا وطلبوا منه أن يأتيهم الله بمعجزة، فقال لهم أنه يأتي بالتابوت الذي أخذه العماليق فيه سكينة من الله وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة.

فنظروا فإذا التابوت نازل عليهم من السماء إلى أن وضع بين أيديهم، فعندها أطاعوا وتحركوا.

يقول الله تعالى:

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248) ( سورة البقرة).

ومروا على نهر وقد أصابهم العطش وهذا النهر هو نهر الأردن الذي بين فلسطين والأردن، وقال لهم فمن شرب منه فهو مستبعد من الجيش، ومن لا يشرب إلا من اغترف غرفة باليد يذهب في الجيش وهو ابتلاء من عند الله.

والآلاف شربوا والذين لم يشربوا 313 رجل فقط ولما تجاوز طالوت فقط ومن معه، والتقى جيش طالوت بجيش جالوت وجنوده وبدأت المعركة بخروج جالوت للمبارزة فخرج وكان أشدهم قوة لأنه كان عملاق فقال من يخرج له؟ فلم يخرج أحد؟ فقال طالوت من يخرج له وأزوجه ابنتي؟! ويكون وريثي في الملك فهنا تقدم شاب من أتباع طالوت هو داوود عليه السلام،

وفي رواية تقول أن عمره كان 16 سنة وكان يقاتل بالمقلاع، فرفض جالوت وقال له ارجع يا غلام فإني لا أحب أن أقتلك فقال له أنا أحب أن أقتلك.

وكان في المقلاع ثلاثة أحجار، فهزّه هزة شديدة فقذفها عليه فجاءت الأحجار الثلاثة في ناصيته ( جبهته) فقتله بضربة واحدة من أول المعركة، فدبت الفوضى، وهزموهم بإذن الله وتزوج داوود بابنة طالوت وصار وريثه في الملك، وهكذا كانت ولاية داوود عليه السلام على بني اسرائيل فجمع الله على يديه الملك والنبوة بعد شمعون.

يقول الله تعالى:

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252) ( سورة البقرة).

مقالات متعلقة بـ : قصة شمعون نبي الله عليه السلام

قصة إلياس نبي الله عليه السلام‎

قصة إلياس نبي الله عليه السلام‎

قصة اليسع نبي الله عليه السلام‎

قصة اليسع نبي الله عليه السلام‎

قصة شمعون نبي الله عليه السلام‎

قصة شمعون نبي الله عليه السلام‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

من هو الإمام محمد عبده‎

من هو الإمام محمد عبده‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

تصفح المزيد