يُعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمى  ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺘﺤﻒ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﻶﺛﺎﺭ ﺍﻷﺳﻼمية في العالم ، حيث يزخر الشارع بمجموعة من المعالم الأثرية الإسلامية والتي تؤرخ لحقبة زمنية شهد لها العالم بالتقدم والإزدهار، ويجعل الناس شارع المعز وجهة سياحية ممتعة ، حيث يتميز بالسهولة في الوصول وإنخفاض تكلفة الزيارة. فالشارع هو تحفة معمارية بامتياز .

الموقع الجغرافي:
يقع شارع المعز في منطقة القاهرة القديمة ويمتد الشارع من باب القتوح شمالاً حتى باب زويلة جنوباً مرتبطاً بشارع الخيامية ثم شارع المغربلين كامتداد له ناحية الجنوب وشارع باب النصر وامتداده بشارع الجمالية الموازيان له من ناحية الشرق. ويتقاطع شارع المعز عرضياً مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر .

سر التسمية:
يستمد الشارع اسمه من اسم الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدي عبد الله الفاطمي المغربي الملقب بالمعز لدين الله ويعود أصله إلى جزيرة صقلية ، بُويع بالخلافة في المغرب وكان أول خليفة فاطمي يدخل مصر بعد فتحها سنة 358هـ.

محتويات الشارع:
بحسب هيئة الأثار المصرية فإن شارع المُعز يحتوي  على مجموعة من الآثار والقيم التخطيطية والمعمارية التي يرجع تاريخها إلى مجموعة عصور متوالية منذ أُنشئت القاهرة الفاطمية وعبر عصر الأمويين والمماليك البحرية والمماليك الشراكسة، وهي فترة العصور الوسطى التي تمتد من القرن العاشر حتى القرن السادس عشر، ثمَّ الحكم التركي والذي خلف أيضًا العديد من العناصر المعمارية والمباني الأثرية .

تطوير وتجديد:
إهتمت الحكومة المصرية بشارع المعز فقد شهد الشارع تطويرات حكومية لا سيّما في عامي 2008 و2014، ما أدى إلى إضفاء روح جديدة على الشارع فازدات جذابيته ، فصار الشارع يجذب كثيرًا من الزوار ليلًا، بجماله الخلاب مع الأضواء التي تخرج متناسقة مبهرة على مقاره الأثرية، وخطوات المارة ما بين مصريين وسياح عرب وغربيين، لا تتوانى أن تقف على مظاهر الجمال بالشارع التاريخي وبضائع المحال الغنية بالحلي والمشغولات التاريخية.

المعالم التاريخية:
يضم شارع المعز عددًا من المساجد الأثرية،‏ والمدارس‏، والأسبلة‏،‏ والقصور‏،‏ ووكالتين‏،‏ وثلاث زوايا‏،‏ وبوابتين،‏ وحمامين،‏ ووقفاً أثريا ومن أهم تلك المعالم :

  • باب الفتوح‏ (480 هـ ـ‏1087 م): أحد بوابات أسوار القاهرة، أنشئ للسيطرة على مداخل القاهرة الفاطمية، بأبراج من الحجر
  • باب زويلة (485‏ هجرية ـ‏1092‏ ميلادية‏): أحد بوابات أسوار القاهرة، يتكون من كتلة بنائية ضخمة ارتفاعها ‏24‏ مترًا عن المستوى الأصلي للشارع .
  • جامع الحاكم بأمر الله (380-403هـ/990-1013م): بني في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ / 989م وتوفي قبل إتمامه، فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ لذا نُسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم، وهو ثاني مساجد القاهرة اتساعاً بعد مسجد ابن طولون.
  • مسجد وسبيل وكُتّاب سليمان أغا السلحدار: أحد أروع وأندر المساجد الأثرية بطرازه المعماري الذي جعل منه لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية، ويقع المسجد بشارع المعز لدين الله على يسار السائر المتجه إلى باب الفتوح .
  • جامع الأقمر: من أصـغر مسـاجد القـاهرة  بني عام 1125م ويعتبر  تحـفة معمـارية أصيلـة، وهو المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض مستـواه عن سطح الأرض، وهو أول جامع توازي واجهته خط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية للصحن، لتتخذ القبة وضعها الصحيح، وسُمي بهذا الاسم نظراً للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر .
  • سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا: يرجع إنشاؤه إلى عام 1744م وأنشأه الأمير الكبير عبدالرحمن كتخدا، ويتكون من غرفة سبيل لتزويد العابرين بالماء، ويعلوه غرفة الكُتاب لتعليم أيتام المسلمين .
  • قصر الأمير بشتاك: أنشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري، أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، وهو من أفخم مباني القرن الثامن الهجري ، ويتكون من ثلاثة طوابق ‏وبه‏ ‏رسومات‏ ‏هندسية‏ ‏تمثل عند المعماريين آية للجمال .
  • سبيل وكُتاب خسرو باشا 943هـ / 1535م : يعتبر أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة، ورغم إنشاء هذا السبيل في العصر العثماني إلا إنه يُعد امتداداً للنموذج المحلي المصري في تخطيط الأسبلة، وهو مستقل وغير ملحق بأبنية أخرى .
  • مدرسة وقبة نجم الدين أيوب: أنشأ الصالـح نجم الدين أيوب آخر سلاطين الأيوبيين مدرسة سُميت باسمه، تـقع إلى الـشرق بين شارع الصاغة وبين القصرين، لتدريس المذاهب الأربعة في مصر بدلاً من المذهب الشيعي الذي كان يدرسه الفـاطميون، ولم يـبق من المدرسـة سـوى الواجهة الـرئيـسيـة التي تتـوسطهـا المئذنة وأجــزاء من الإيوان الغربي .
  • سبيل محمد علي بالعقادي: أنشئ عام‏1820‏ م بواجهة نصف دائرية، ويتضح فيها السبيل تأثرها بالفن الأوروبي، فالواجهة مكسوة بالرخام الأبيض أما الشبابيك فعددها خمسة ومصنوعة من النحاس المصبوب ويعلو كل شباك لوحة رخامية تعلوها زخارف ويتغطي السبيل قمة من الخشب المغطي بألواح من الرصاص .
  • سبيل محمد علي بالنحاسين: أنشئ بوصفه “صدقة على روح إسماعيل باشا” الذي توفي عام‏1822‏ وواجهته مكونة من أربعة أضلاع، يغطي كلٌ منها شباك نحاس وقد اكتست الأضلاع بالرخام ويعلو كل شباك لوحة مكتوبة بالتركية كما هو الحال في السبيل التي تسبقها.

    سيظل شارع المعز تحفة معمارية وجوهرة تتلألأ في قلب القاهرة القديمة بما تحملة من عبق التاريخ وتجليات التاريخ المُشرف للدولة الفاطمية والعباسية وما تعاقب على مصر من خلافات وحكومات . ويعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي نموذجًا لتاريخ مصر المعماري الإسلامي، يعطي ملامح لطراز العمارة الفاطمية مرورًا بحكم محمد علي لمصر .

مقالات متعلقة بـ : شارع المُعز لدين الله الفاطمي

دولة تركيا‎

دولة تركيا‎

دولة اليابان‎

دولة اليابان‎

دولة المغرب‎

دولة المغرب‎

معلومات عن برج إيفل‎

معلومات عن برج إيفل‎

البحر الأصفر‎

البحر الأصفر‎

كيف تم بناء الأهرامات‎

كيف تم بناء الأهرامات‎

ماذا تعرف عن جزر المالديف‎

ماذا تعرف عن جزر المالديف‎

خمس بلدان عربية يجب زيارتها‎

خمس بلدان عربية يجب زيارتها‎

للسفر فوائد‎

للسفر فوائد‎

تصفح المزيد