إنتهت الحرب العالمية الأولى بتغيير إستراتيجي في الخريطة السياسية للدول العظمى المُشاركة سلفاً في الحرب ، من أبرز نتائج هذه الحرب هو إبرام معاهدة فرساي سنة 1919 والتى كان بموجبها خسرت ألمانيا 12.5% من مساحتها و12% من سكانها، وحوالي 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد ، كما نصت على الأ يزيد الجيش الألماني على مائة ألف جندي، ودفع تعويضات كبيرة للحلفاء .

أسباب الحرب :
رأى هتلر أن هذه المعاهدة جارت على حق ألمانيا ولابد من التخلص منها وبالفعل مجرد وصول الفاشية الألمانية لسدة الحكم عمل هتلر على قص أجنحة تلك المعاهدة ، وفي ذات الوقت كانت الفاشية الإيطالية قد إقترب من السيطرة على إيطاليا بقيادة موسوليني وقد إستطاع أن يُسقط الحكومة ويؤلف الوزارة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الفاشية في إيطاليا، وقاد سياسة توسعية خارجية، وطالب بإعادة النظر في مشكلة التعويضات، ومعاهدات الصلح .

بوصول النازية الألمانية والفاشية الإيطالية إلى حكم البلاد تعرض ميزان القوى في أوروبا للخطر، وكانت سياسة هتلر الخارجية تهدف في البداية إلى إزالة عار الهزيمة وتبعاتها عن ألمانيا؛ لكي تحتل مكان الصدارة بين الأمم ، وعلى الفور شرع هتلر في إعادة تسليح ألمانيا، فأعلن في مارس 1935 امتلاك السلاح الجوي، ثم عقد اتفاقًا بحريًا مع بريطانيا في نفس العام، ألغى فيه التحديد الصارم للقوات البحرية الألمانية مقابل اعترافه بتفوق القوات البحرية البريطانية، وتساهلت معه بريطانيا في عدد وحمولات الغواصات التي يمكن لألمانيا امتلاكها .

بداية تكوين دول المحور :
جاء إحتلال إيطالي للحبشة إلى تدهور العلاقات بينها وبين بريطانيا وفرنسا وجاءت كلمة المحور في خطاب لموسوليني 1936 ثم بدأ تشكيل دول المحور بين إطاليا وألمانيا واليابان ومن تبعاته توسعت إيطاليا في البحر المتوسط وتوسعت ألمانيا في وسط وشرقي أوروبا ، وبدأت عملية إستقطاب دولي فانضمت المجر وبلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا وكرواتيا إلى المحور .

دق طبول الحرب :
مع تطور الأحداث إتجة هتلر إلى إحتلال النمسا وفي العام الثانى سيطر على تشيكوسلوفاكيا ثم ابتلع بولندا ، وفي الوقت نفسه قامت إيطاليا بغزو ألبانيا ، وفي المقابل حدث تقارب (فرنسي – بريطاني) مماثل، وتعهد الإنجليز بضمان استقلال بولندا ، وعندما اشتدت الأطماع الألمانية في بولندا فشلت جهود بريطانيا وفرنسا في إقناع بولندا في حمايتها .

أحداث الحرب :
فى سبتمبر 1939 كانت ألمانيا تجتاح الحدود البولندية وتشعل شرارة الحرب العالمية الثانية، وبدا واضحًا أن بريطانيا وفرنسا هما الخاسرتان من الحرب مهما كانت نتائجها، واضطُّرت الدولتان إلى توجيه إنذار نهائي لألمانيا في اليوم الثالث لدخولها بولندا، وبدأت الحرب تستعر، واستطاع الجيش الألماني دخول الدانمارك والنرويج وهولندا وبلجيكا وفرنسا والبلقان، لكنه فشل في احتلال بريطانيا، بعد المعارك الجوية الرهيبة بين الألمان والإنجليز . وفي ذات الوقت قامت اليابان بمهاجمة الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي في ميناء بيرل هاربر، وأغرقوا كثيرًا من قطعه، ثم انطلقوا في جنوب شرقي آسيا، وأصبحوا على مقربة من أستراليا، وحتى أوائل 1942 .

نقطة التحول :
وحتى هذه الأحداث يمكن القول أن دول المحور مازالت مُتقدمة وتحقق نجاحات عسكرية ، ولكن قبل نهاية 1942 تغير الحراك العسكري وانعسكت الصورة تماما ً حيث هُزم الأسطول الياباني في معركة (ميداوي)، ثم هُزم القائد الألماني رومل في العلمين، وبعد بضعة أشهر كانت القوات الألمانية تستسلم في ستالنجراد بالاتحاد السوفيتي مسجلة بذلك نقطة تحول في الحرب الألمانية السوفيتية .

إستغل الحفاء حالة الأنهيار لدول المحور، حيث عبر الروس الحدود الألمانية لأول مرة واستمر الحلفاء في التقدم رغم بسالة الألمان في الدفاع عن دولتهم وخسارتهم مئات الآلاف من القتلى، وأصبح قلب ألمانيا مفتوحًا، فتدفق داخله السوفيت والأمريكان، كذلك نجح الحلفاء في دخول روما، ثم أعدم الثوار الإيطاليون “موسوليني” وعلّقوه من قدميه في أحد أعمدة الإنارة في ميلان، أما هتلر فقد انتحر في 1945 .

وبقي من دول المحور دولة اليابان حيث وقًعت على وثيقة الاستسلام بدون قيد أو شرط  1945 وذلك  بعد إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما ونجازاكي، وبذلك تم تدمير دول المحور تماما وإعلان نجاح دول التحالف بعد صفعة قوية على وجة دول المحور ولاسيما هتلر-ألمانيا .

نهاية الحرب :
إنتهت الحرب العالمية الثانية والتى إستمرت ست سنوات من القتال المُحتدم الشرس ، خلًفت ورائها  خسائر بشرية بلغت 17 مليونا من العسكريين وأضعاف هذا العدد من المدنيين ، تم إنشاء عصبة الأمم، ومن بعدها الأمم المتحدة. فالعصبة أنشئت برأي من الرئيس الأميركي توماس ويلسون، بينما كانت الثانية بمبادرة من الرئيس الأمريكي هاري ترومان ، لينعم بعدها العالم بجو من السلام والرخاء والإهتمام ببناء الدول والحضارات .

مقالات متعلقة بـ : الحرب العالمية الثانية

ألبرت آينشتاين‎

ألبرت آينشتاين‎

أبو علي بن الحسن بن الهيثم‎

أبو علي بن الحسن بن الهيثم‎

الثقافة والتعليم .. علاقة تكامل أم تنافر‎

الثقافة والتعليم .. علاقة تكامل أم تنافر‎

مفهوم الثقافة والتعليم‎

مفهوم الثقافة والتعليم‎

سمات التعليم فى مجتمعات مختلفة‎

سمات التعليم فى مجتمعات مختلفة‎

من هي ملالا يوسف زاي؟‎

من هي ملالا يوسف زاي؟‎

أفضل الجامعات في العالم‎

أفضل الجامعات في العالم‎

من هو أحمد زويل؟‎

من هو أحمد زويل؟‎

من أرنستو تشي جيفارا‎

من أرنستو تشي جيفارا‎

تصفح المزيد