المتغيرات فى عالمنا الاّن أصبحت سمة العصر ,فبعيدا عن المعتقدات الدينية الثابتة والراسخة أصبح كل شئ معرض للتغير , بالأمس القريب كنا نعتقد كذا وكذا واليوم نقول شئ مختلف تماما..

فعندما نتحدث عن قضية جدلية وهى علاقة العلم أو التعليم بالثقافة نجد إختلافا كبيرا وتباين فى وجهات النظر التى تطرح العديد من الأسئلة هل هناك تعليم بلا ثقافة أم ثقافة بلا علم؟ .. هل كل متعلم مثقف وهل كل مثقف يجب أن يكون متعلم.

ما هى الثقافة ؟؟
لا يمكن أن نحُدد تعريف صريح ومحدد لكلمة ثقافة فهى متغيرة حسب الزمان والمكان ولكنها تتصل بالمعنى العام للمعرفة ومدى تأثير هذه المعرفة على السلوك الإنسانى وهى تشمل العلوم والفنون والآداب والمعارف والعادات والتقاليد والقيم والمبادئ ..

ما هو التعليم ؟؟
فى قديم الزمان كان يطُلق لقب متعلم على كل من يجيد القراء والكتابة ولكن التعليم فى عالمنا المعاصر أصبح معرفا على أنه النظام الذى يقوم الشخص من خلاله بالإلتحاق بالمدارس النظامية عبر مراحلها المتعاقبة حتى يتمكن فى النهاية من الحصول على شهادة تخرج , بعدها نستطيع أن نطلق عليه لقب متعلم , ومن هنا تأتى الكارثة ففى بعذ نظم التعليم الضعيفة ربما نجد طفلا لا يجيد القراءة والكتابة لكنه ينتقل من صف إلى اّخر ومن مرحلة تعليمية إلى اّخرى ..

هل هناك علاقة بين التعليم والثقافة ؟؟
مما لا شك فيه أن العلاقة جدلية بين التعليم والثقافة فهناك من يرى ترابط كبير بينهما وهناك من يرى أن كل منهما قد هجر الاّخر ويبدو هذا الأمر أحد المتغيرات الكبيرة حسب الزمان والمكان..

الثقافة فى معناها وتعريفها أشمل وأعم من التعليم بل يمكننا أن نقول أنها النتيجة والمحصلة المنطقية للتعلم , فالدافع من خلال التعليم والمعرفة وتحصيل المعلومات هو التثقف , وهو أمر بديهى يجب أن يكون مستقيما وراسخا فى المجتمعات المتحضرة ..
ففى مصر على سبيل المثال وفى ظل نظام التعليم الحالى والذى يعتمد بقدر كبير على الحفظ وتخزين المعلومات أصبحنا نجد كثيرا من هم يطلق عليهم لقب متعلمين بحكم حصولهم على شهادة تخرج لكنهم لا يملكون أى قدرة ثقافية بشكل عام..

وبالتالى فإن ربط العلم بالثقافة هو ضرورة كبرى فلا يصح أبدا أن يسير العلم فى هذا الإتجاه وهو حفظ معلومات من أجل الإمتحان وتحصيل الدرجات فحسب..

فقديما كان يشاع تفريق بين المتعلم والمثقف، حتى قال أحدهم: إن المثقف قد يكون أميا لا يقرأ ولا يكتب.. وهذه يعد من عجائب الزمان , ولكن ما يعد أكثر غرابة أن نجد متعلم يقرأ ويكتب وتحصل على شهادة جامعية وفى النهاية هو غير مثقف !!

وإذا نظرنا إلى تاريخ الحضارات والأمم والتى أصبحت يطلق عليها مجتمعات مثقفة نجد أن نواة هذا الأمر كانت هى الإهتمام بالتعليم وتطويره, الأمر الذى من خلاله يخرج العلماء والأدباء والمثقفين القادرين على بناء دولة والنهوذ بالمجتمع من التخلف إلى التحضر والرقى.

فالعلاقة وثيقة وحتمية بين كل من التعليم والثقافة فالمرء يتعلم ويدرس المناهج والمقررات العلمية والأدبية حتى يتثنى له فى نهاية الأمر تكوين مخزون ثقافى يعبر عن هويته..

التعليم المصرى الذى هجر الثقافة !!
وتعد الأزمة الحقيقية التى تعانى منها مصر حاليا ليست فى مشاكل التعليم أو غياب الكوادر أو عدم توافر بنية تحتية ووجود خلل فى النظام التعليمى بشكل عام فكل هذه مشاكل طبعا ولكن المشكلة الأكبر هى إنفصال الثقافة عن التعليم بشكل كبير..
فربما نجمع أكثر من شاب متعلم وتلقى شهادته الجامعية نجد أن لكل منهم رصيده التعليمى فى مجال معين سواء كان فى الطب أو الهندسة أو العلوم ولكن هل هناك ثقافة عامة تجمع هؤلاء ؟؟
كما قلنا ربما نجد متعلم وطالب جامعى بل وأستاذ جامعى لا يملك أى رصيد ثقافى ربما رصيده فى الحياة المعلومات والأرقام التى تلقاها عبر سنواته دراسته فى إحدى المجالات وربما نجح فى التحصيل الدراسى وتفوق بشكل كبير لكنه فى النهاية لا يمتلك شرف المثقف ..
فالإهتمام بالتعليم وتنظيمه بشكل أفضل والعمل على تنويع أساليب التعلم وتحصيل المعلومات بشكل سليم يؤدى فى النهاية إلى تكوين ثقافة المجتمع والإرتقاء بها ..

 

مقالات متعلقة بـ : مفهوم الثقافة والتعليم

بداية التعليم فى مصر‎

بداية التعليم فى مصر‎

ألبرت آينشتاين‎

ألبرت آينشتاين‎

أبو علي بن الحسن بن الهيثم‎

أبو علي بن الحسن بن الهيثم‎

الثقافة والتعليم .. علاقة تكامل أم تنافر‎

الثقافة والتعليم .. علاقة تكامل أم تنافر‎

سمات التعليم فى مجتمعات مختلفة‎

سمات التعليم فى مجتمعات مختلفة‎

من هي ملالا يوسف زاي؟‎

من هي ملالا يوسف زاي؟‎

أفضل الجامعات في العالم‎

أفضل الجامعات في العالم‎

من هو أحمد زويل؟‎

من هو أحمد زويل؟‎

من أرنستو تشي جيفارا‎

من أرنستو تشي جيفارا‎

تصفح المزيد