الثقافة والتعليم هما عمودان مهمان يقف عليهما مُستقبل أي مجتمع في العالم، فكلما كانا يحظيان بالاهتمام الكافي من جانب ذوي المسؤولية كلما انعكست نتيجتهم الإيجابية على كافة المجتمع بأسره، واهم ما يميزهما انهما لا ينفصلان عن بعض ويجمع بينهما رباط موصول يظهر في نتائجهم كانعكاسهما لبعضهما في المرآه.

وهناك نماذج كثيرة توضح النهضة التعليمية والثقافية التي حدثت داخل مُجتمعاتهم مثل “سنغافورة والامارات وكوريا الجنوبية وفنلندا وتايوان وغيرهم”، الا ان يبقى النموذجان السنغافوري والفنلندي هما الأبرز على الاطلاق وسنستعرضهما معاُ.

التعليم في سنغافورة:

تجربة التعليم في سنغافورة هي واحدة من أكثر التجارب ابهاراً في العالم، فسنغافورة دولة في مدينة واحدة وحجمها صغير جداً مقارنة بباقي الدولة فضلاً عن انها لا تملك موارد أي موارد طبيعية، ولكن بعد أعوام قضتها في التخلف، قررت ان تستثمر في اهم مورد عندها الا وهو الانسان وتعليمه، وأصبحت في غضون سنوات قليلة واحدة من أكثر الدول المُتقدمة في العالم وواحدة من أكثر التجارب التعليمية احترافية يُحتذى بها حول العالم.

وتتركز اهم سمات التعليم في سنغافورة في التالي:

1- المُعلم في سنغافورة يُكثف تركيزه على العلاقة الوطيدة بينه وبين الطلبة وهذا محور الجزء التربوي، اما التعليمي فمثلاً دول كثيرة غربية تحرص على الاهتمام بالمعرفة المُسبقة للطالب في اجابته على الأسئلة، اما في سنغافورة فالوضع مختلف فالمعلم يهتم بتوصيل الحلول والاجوبة الحقيقية للطلبة بغض النظر عن استيعابهم لها.

2- التأكيد من المعلم في جعل الطلبة مُتقنون للعمليات الحسابية والرقمية والاعداد المستمر للمهارات الذهنية التي تجعل الطالب في اوج تركيزه اثناء دراسته داخل الفصل الدراسي.

3-التركيز على رفع مستويات التدريس للمُعلمين بشكل مُستمر حتى يخرج المُعلم عن الصورة النمطية التي يعتاد عليها الطلبة لزرع إحساس التغيير عندهم تجاه مُعلميهم مما يجعل شغف الدراسة مُتجدد بشكلٍ دائم عندهم.

4-الاهتمام بالبحث العلمي وضخ ملايين الدولارات فيه.

5-الثقافة العامة للمجتمع السنغافوري تجاه التعليم، فتجد مسالة التعليم وتطويره عند المواطن السنغافوري لها أهمية كبيرة فبالتالي يسير المُجتمع على خُطى ثابته تجاه التقدم والازدهار التعليمي.

التعليم في فنلندا:

يُعد التعليم في فنلندا الأكثر نجاحاً في الدول الإسكندنافية والأول على مستوى العالم، فالتعليم في فنلندا حقق نتائج مذهله خلال الأعوام الماضية القليلة وقٌدم كنموذج جاذب للعديد من الدول المُتقدمة، فالأسباب التالية توضح سر نجاح نموذج التعليم الفنلندي:

1- التركيز على المُعلم كحجر أساس على غرار سنغافورة، فالمُعلم في سنغافورة يتم اختياره بعناية دقيقة جداً حتى وان حصل على شهادة تخرج في كليات التدريس بتخرج عالي، فاغلب المُتقدمون يجب ان يكونوا مُتحلين بصفات مثل الشغف والحماس ومهارات مختلفة مثل مهارة توصيل المعلومة، الامر الذي يجعل القبول في تلك الوظيفة صعباً للغاية.

2-عدم التفرقة بين الطلاب على أساس مستوياتهم التعليمية، وهذا يُحسب كأهم علامة تميز شعار تطوير التعليم في فنلندا، فالطلبة الذين يتأخرون قليلاً عن المُتقدمين في المستويات التعليمية لأسباب مثل السقوط او غيرها، يتم التعامل معه بعناية شديدة واهتمام بالغ لإعطائه ثقة كبيرة في نفسه وتحفزه على تخطي الصعوبات، الامر الذي جعل الفجوة بين الطلبة المُتقدمين والمتأخرين صغيرة للغاية.

3- مثل سنغافورة فالثقافة العامة تجاه التعليم في فنلندا تأخذ أولوية كبيرة عند المواطن الفنلندي، فوزير التعليم السابق في فنلندا “بار ستانباك” له مقولة شهيرة عن التعليم وهي “التعليم والتدريس في فنلندا يحتاجان 150 عاماً لترسيخ احترامهم داخل المجتمع”.

4-الاهتمام بالعمل القليل لبضع ساعات قليلة ومنح راحة أكثر للطلبة في فنلندا ميزة اشتهروا بها على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، فيفسر المُعلمين هناك ذلك الموضوع بان المُراد هو الكيف والمضمون لا الكم والسطحية.

اخيراً يتضح مما سُلف ذكره ان التعليم والثقافة شيئين يرتبطان ببعضهما ارتباطاً لصيقاً وكلما كان التعليم مُتطور ومواكب للعصر والتكنولوجيا الحديثة كلما علت قيمة ثقافته وانعكس كل ذلك على تقدم المجتمع ونموه الفكري والاقتصادي والاجتماعي.

 

 

مقالات متعلقة بـ : سمات التعليم فى مجتمعات مختلفة

بداية التعليم فى مصر‎

بداية التعليم فى مصر‎

ألبرت آينشتاين‎

ألبرت آينشتاين‎

أبو علي بن الحسن بن الهيثم‎

أبو علي بن الحسن بن الهيثم‎

الثقافة والتعليم .. علاقة تكامل أم تنافر‎

الثقافة والتعليم .. علاقة تكامل أم تنافر‎

مفهوم الثقافة والتعليم‎

مفهوم الثقافة والتعليم‎

من هي ملالا يوسف زاي؟‎

من هي ملالا يوسف زاي؟‎

أفضل الجامعات في العالم‎

أفضل الجامعات في العالم‎

من هو أحمد زويل؟‎

من هو أحمد زويل؟‎

من أرنستو تشي جيفارا‎

من أرنستو تشي جيفارا‎

تصفح المزيد