سيرة أول من حاول الطيران في العالم

اسمه أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التكوريني، ويعرفه العالم الغربي باللغة اللاتينية باسم Armen Firman المولود في مدينة رندة عام 810 ميلاديا وهو من العلماء الموسوعيين حيث كان مخترعًا، وطبيبًا، وكيميائيًا، ومهندسًا، وموسيقيًا أندليسيًا، وشاعر باللغة العربية. تعود أصوله إلى البربر من عائلة أفيرناس الواسعة الانتشار إلى يومنا هذا في المغرب، والجزائر.

ولد في إزن راندا أوندا في الأندلس والتي تسمى الآن ( روندا ) بدولة اسبانيا، وعاش في إمارة قرطبة ومشهور بأنه أول من حاول الطيران في التاريخ الانساني المعروف.

ولقد تمت تسمية فوّهة ابن فرناس على سطح القمر تكريمًا له، وكذلك له مطار يحمل اسمه في بغداد، وأحد الجسور الشهيرة على نهر غوادالكيفير في مدينة قرطبة.

اختراعات عباس ابن فرناس

صمم عباس بن فرناس ساعة الماء التي تسمة ( الساعة المقياتة )، وصنع وسيلة لتصنيع الزجاج العديم اللون الشفاف، واخترع مختلف أنواع العدسات الزجاجية لدرجة أنه ينسب له صناعة العدسات التصحيحية ( عدسات القراءة).

وهو أول من وضع سلسلة من الحلقات التي تم استخدامها كمحاكاة لحركة الكواكب والنجوم في النظام الشمسي، وهو أول من طور وسيلة قطع الكريستال الصخري بطريقة متقدمة سمحت لـ ( الأندلس) لأسبانيا التوقف عن تصدير الكوارتز إلى مصر لتقطيعها في ذلك الوقت.

إقرأ: اختراعات عباس بن فرناس

كيف استطاع عباس ابن فرناس الطيران؟

بعد مرور سبعة قرون على وفاة عباس ابن فرناس كتب المؤرخ المغربي أحمد محمد المقري عام 1632 ميلاديًا واصفا له : " من بين التجارب الأخرى الغريبة جدًا أن عباس ابن فرناس حاول الطيران، وغطى نفه بالريش لهذا الغرض، وأرفق جناحين في جسده، وصعد على ربوة وترك نفسه للهواء سقوطًا، وفقًا لشهادة العديد من الكتاب الجديرين بالثقة الذين شهدوابأنه طار مسافة كبيرة كما لو كان طائر ولكن في تحليقه مرة أخرى من هذا المكان أصيب لعدم معرفته أن الطيور حينما ينزلون يستخدمون ذيلهم، وفاته أن يركب له ذيلًا".

هل مات عباس بن فرناس عندما حاول الطيران؟

في الواقع لا تذكر المصادر التاريخية أن عباس ابن فرناس توفى أثناء محاولته الطيران، وتوفى في أواخر عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن أثناء حكم الدولة الأموية للأندلس عام 887 ميلاديًا، حيث عاش 77 عامًا تقريبا.

إقرأ: :كيف توفى عباس بن فرناس

ويقال أن المؤرخ المقري استخدم في أعماله التاريخية الكثير من المصادر التي لم تعد موجودة إلا في حالة عباس ابن فرناس الذي ذكرته الكثير من المصادر التاريخية لدرجة أن بيت من قصيدة عربية قيلت في القرن التاسع أشارت إلى رحلة عباس بن فرناس في الطيران، والتي كتبها مؤمن بن سعيد، شاعر المحكمة في قرطبة تحت محمد الأول ( عام 886 ميلاديا ) والذي كان على دراية بما فعله عباس ابن فرناس حيث قال : طار أسرع من طائر الفينيق في رحلته حينما كان يرتدي على جسده ريش نسر.

ويُقال إن محاولة ابن فرناس الطيران ربما هي من ألهمت إيلمر مالمسبيري بفكرة الطائرة الشراعية ما بين الاعوام 1000 -1010 ميلاديا في انجلترا، لكن لا يوجد دليل ثابت يدعم هذه الفرضية.