فهرس
- ميلاد ألفريد نوبل وبداية حياته
- سفر أسرة ألفريد نوبل إلى روسيا
- ألفريد نوبل يسافر إلى فرنسا
- عودة الشاب ألفريد إلى السويد
- ألفريد نوبل يخترع الديناميت
- لقاء الفريد نوبل بـ برثا فون سوتنر
- جائزة نوبل تصبح أعظم جائزة في العالم
وضع الأسس للجائزة عام 1895 م حينما كتب العالم السويدي ألفريد نوبل وصيته الأخيرة، وترك الكثير من ثروته للإنفاق عليها. لكن من هو ألفريد نوبل هذا ما سنتناوله في المقالة التالية بالتفصيل.
ميلاد ألفريد نوبل وبداية حياته
في 21 أكتوبر 1833 ولد ألفريد نوبل في مدينة استكهولم في السويد والذي أصبح فيما أشهر عالم، ومخترع، ورجل أعمال ومؤسس جائزة نوبل. ووالده كان ايمانويل نوبل وأمه هي أندريه أهسيل نوبل.
كان والد ألفريد نوبل مهندسًا، ومخترعا حيث قام ببناء الجسور والمباني، وتجريب طرق مختلفة لتفجير الصخور، وفي السنة التي ولد فيها ألفريد تكبدت أعمال والده خسائر ضخمة، وكان يتعين عليه إغلاقها في عام 1837 لذلك انتقل إلى فنلندا وروسيا وترك والدة ألفريد في استوكهولم لرعاية الأسرة في ذلك الوقت، كان ألفريد نوبل له اثنين من الاخوة الأكبر سنًا هما روبرت المولود عام 1829 ولدفيغ المولود عام 1831.
سفر أسرة ألفريد نوبل إلى روسيا
بعد فترة من الزمن بدأت أعمال ايمانويل نوبل في سانت بيترسبورغ، بروسيا تزدهر وكان قد افتتح ورشة ميكانيكية وفرت المعدات للجيش الروسي، وجعل القيصر الروسي وجنرالاته يعتقدون أن الألغام البحرية يمكن استخدامها لايقاف سفن العدو من الدخول ومهاجمة سان بطرسبرج. وأوقفت الألغام البحرية الملكية البريطانية من التحرك في اطلاق مجموعة من سانت بطرسبرغ خلال حرب القرم عام 1853-1856.
ومع نجاحه في روسيا تمكن ايمانويل من نقل عائلته إلى سانت بطرسبرج في عام 1842 وبحلول عام 1843 ولط طفل آخر في الاسارة وهو ايميل وتعلم تعليما من الدرجة الأولى هو وأخوته بمساعدة معلمين متخصصين، وفهموا العلوم الطبيعية واللغات والأدب وفي سن الـ 17 عامًا تمكن ألفريد نوبل من التحدث والكتابة باللغة السويدية والروسية والفرنسية والإنجليزية، والألمانية.
ألفريد نوبل يسافر إلى فرنسا
واهتم ألفريد نوبل بالأدب والكيمياء والفيزياء، وأراد والده أنه يتبع أبناءه على خطاه، ولم يكن راضيا عن اهتمام ألفريد بالشعر، فقرر أن يرسل الشاب إلى الخارج للدراسة ويصبح كيميائيًا.
وفي باريس عمل الشاب ألفريد نوبل في المختبر الخاص بـ البروفيسور تي جي بيلوز، الكيميائي الشهير، وهناك التقى بالشاب الكيميائي الايطالي اسكانيو سوبريرو قبل ثلاث سنوات من اختراع سوبريرو النتروجليسرين، وهو السائل شديد الانفجار، واعتبر أنه خطر جدًا من الناحية العلمية.
أصبح ألفريد مهتمًا جدًا بالنتروجليسرين وتطبيقاته في أعمال البناء، وحينما عاد إلى روسيا بعد دراسته عمل مع والده لتطوير النتروجليسرين باعتباره أحد المتفجرات المفيدة تجاريا وفنيا.
عودة الشاب ألفريد إلى السويد
بعد انتهاء حرب القرم ساءت أعمال والد ألفريد وقرر العودة إلى السويد، وظل الأخ الأكبر روبرت ولودفينغ في روسيا من أجل العمل وانقاذ ما تبقى من عمل العائلة، وأصبحوا ناجحين للغاية ودخلوا في مجال تطوير صناعة البترول في الجزء الجنوبي من روسيا.
وبعد عودة عائلة نوبل إلى السويد عام 1863 م ركز الفريد نوبل على تطوير النتروجلسرين باعتباره مادة متفجرة، ومما يؤسف له أن هذه التجارب أسفرت عن حوادث أدت إلى مقتل عدة أشخاص من بينهم شقيق ألفريد الأصغر إميل، وقررت الحكومة حظر هذه التجارب ضمن حدود مدينة ستوكهولم فقط.
لم يستسلم ألفريد نوبل ونقل تجاربه إلى قارب أو شقة مسطحة أسفل بحيرة مالارين، وفي عام 1864 تمكن من إعادة بدء إنتاج ضخم من النتروجليسرين لكنه لم يتوقف عن تجاربه من إضافة مواد مختلفة لزيادة الأمان للمادة المتفجرة.
ألفريد نوبل يخترع الديناميت
اكتشف ألفريد نوبل من خلال تجاربه أن خلط النيتروجليسرين مع الرمل الناعم يسمى الكيسيلغور ومن شأنه أن يحول السائل إلى عجينة يمكن أن تتشكل في قضبان. وبعد ذلك أدرج هذه القضبان في ثقوب الحفر، وبذلك حصل ألفريد نوبل على براءة الاختراع أو الحق القانوني في ملكية مادة الديناميت عام 1866. واخترع أيضًا المفجر أو غطاء التفجير الذي يمكن أن يبدأ عملية الانفجار بإيصال فتيل يتم اشعاله ليصل إلى صمامة الديناميت لينفجر.
وتمت هذه الاختراعات في الوقت الذي كان يستخدم الحفر بتاج الماس، والحفر الهوائي بشكل عام وساعد اختراع الديناميت في خفض تكلفة أعمال البناء بجميع أشكالها مثل أنفاق الحفر، وتفجير الصخور، وبناء الجسور وما إلى ذلك.
وأنشأ ألفريد نوبل ما يزيد عن تسعين مصنع في أماكن مختلفة لانتاج الديناميت، وعاش في باريس ولكن كثيرا ما كان يسافر إلى مصانعه في أكثر من عشرين بلدًا، ووصف مرة بأنه أغنى متشرد في أوروبا.
عمل بشكل مكثف في ستوكهولم (السويد) وهامبورغ (ألمانيا) وأردير (اسكتلندا)، وباريس وسيفران (فرنسا)، وكالرسكوغا (السويد)، وسان ريمو (إيطاليا) كما دخل في صناعة المطاط الصناعي، والجلد والحرير الاصطناعي، وبحلول وقت وفاته عام 1896 كان حاصلا على 355 براءة إختراع.
لقاء الفريد نوبل بـ برثا فون سوتنر
ولم يكن قد تزوج ألفريد بعد، وفي يوم ما أعلن في الصحف عن طلب سكرتيرة، فجاءته سيدة نمساوية تدعى برثا كينسكي فون تشينيك أوند تيتاو تتقدم للوظيفة، وبعدما عملت لفترة قصيرة انتقلت إلى النمسا للزواج من كونت ارثر فون سوتنر.
وظل ألفريد و برثا فون سونتر أصدقاء وتبادلوا الرسائل على مر السنين ثم أصبحوا في وقت لاحق نشطاء جدا في حركة السلام، وكتبت كتابها الشهير (أنزل أسلحتك Lay Down Your Arms) وبعدها كتب ألفريد نوبل لاحقا وصيته لانشاء جوائز نوبل التي تمنح للأشخاص والمنظمات التي تروج للسلام.
جائزة نوبل تصبح أعظم جائزة في العالم
توفى ألفريد نوبل في سان ريمو، بإيطاليا في 10 ديسمبر 1896 وفي وصيته الأخيرة خصص ثروته لاستخدامها في منح الجوائز لأولئك الذين بذلوا قصارى جهدهم للبشرية في مجال الفيزياء والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء، أو الطب أو الأدب والسلام.
ولم يكن الجميع سعيدًا بذلك، وعارض أقاربه جدًا هذه الوصية ورفعوا دعاوى قضائية ضد السلطات في مختلف البلدان، واستغرق الأمر أربع سنوات للأوصياء على وصيته لإقناع جميع الأطراف باتباع رغبات ألفريد التي ذكرها في وصيته.
وفي عام 1901 تم منح أول جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء والطب والأدب في ستوكهولم، بالسويد وجائزة السلام في كريستيانيا ( الآن أوسلو)، بالنرويج.
