مدينة البندقية عاصمة جمهورية فينيسيا لأكثر من ألف عام، وتقع في شمال إيطاليا، وكانت تعرف سابقا بمدينة البحر الادرياتيكي، ويبلغ عدد سكانها حوالي 270 ألف نسمة، وهي من أجمل المدن الموجودة في إيطاليا ويأتي ترتيبها حسب نسبة الجذب السياحي في المرتبة الثانية بعد روما، وذلك لأنها تحتوي على تراث فني عريق، ترجع تاريخ المباني الموجودة في البندقية إلى عصر النهضة، تنقسم المدينة إلى 6 مقاطعات رئيسية، بالليرينو، بادوا، روفيجو، فينيسيا، فيرونا، وفيسنزا، وهي عدة جزر في الأصل متصلة ببعضها البعض عن طريق جسور تطل جميعها على البحر الأدرياتيكي.

سبب التسمية:
فينيسيا اسم كان يستخدم للإشارة إلى أراضي الأقاليم، قبل الحكم الروماني، وذلك يظهر في التقسيم الادراي للأقاليم الذي تم في القرن السابع الميلادي، ولكن المركز التاريخي وحد كل الأقاليم والجزر بعدها، وتم إطلاق الإسم على العاصمة فقط.

نبذة تاريخية عن البندقية:
في عام 800 قبل الميلاد، نشأت مدينة الجمال البندقية، وكانت قائمة وقتها على صيد الأسماك، إنتاج الملح، التجارة البحرية، لأنها كانت عبارة عن بحيرات ومستنقعات، وكانت وقتها تعتبر مركز الإتصال التجاري بين وسط، وشمال أوروبا، وعند قدوم الرومان تم تعزيز هذا الموقع كمستعمرة جيدة، وأيضا نظام الموانئ الذي قام بها، ثم تم تصنيفها كاول مستعمرة في قطاع ريالتو في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 402 ميلاديا، قامت عدة عزوات على المنطقة من قبل البربر عام 452، ومن قبل اللومبارديين عام 568، وقام سكان اليابسة بها في الفرار من المدينة على إثر هذه الغزوات، قامت المدينة بالاتحاد مع إيطاليا عام 554 وكانت امبراطورية أغسطس وقتها، وعانت بعدها من غزو اللومبارديين، وتفككت وأصبح البيزنطيون يسيطرون على الشريط الساحلي فقط.

في عام 697 ميلاديا قام الحاكم البيزنطي لرافيتا بإنشاء البندقية دولة مستقلة وكانت عاصمتها وقتها إراكليانا، ثم أصبحت ماتيماوكو، وبعد عدة محاولات للغزو على يد شارلمان، تم اعتماد ريالتو عاصمة لفينيسيا عام 821 ميلاديا، ثم أصبح اسم الإقليم فقط، والدولة فينيسيا.
أصبحت المدينة واحدة من البوابات الهامة للتبادل التجاري بين الشرق والغرب في عصر الامبراطورية الفرنسية، والحكم البيزنطي، ثم نمت التجارة بالمدينة حتى تحولت على مدار أربعة قرون من مجرد مستعمرة إلى مدينة تجارية هامة جدا، وصارت جمهورية فينيسيا من المدن البحرية الهامة في العالم، وتم إتخاذ تمثال أسد سن ماركو رمزا للمدينة وتم وضعه في العلم الإيطالي.

قامت فينسيا في القرن الخامس عشر بالسيطرة على ساحل البحر الأدرياتيكى، وعلى بعض الأقاليم منها دالماتسيا، أستريا، والكثير من جزر إيجو، كريتا، تشيبرو، وكورفو، ثم توسعت الجمهورية أكثر لتشمل نهر أدا بأوستريا، وجزء من إقليم بيلونو، وكونت قوة عسكرية ضخمة، وصارت المركز التجاري الهام في الشرق الأوسط.
مع زيادة نفوذ وقوة العثمانيين، واتخاذ الامريكتين المكانة الهامة وانتقال التجارة لهم، بدأت المدينة في الانهيار، وفي عام 1866 ميلاديا دخل فيكتور إمانويل الثانيفينيسيا وجعلها من أروع المدن الموجودة في إيطاليا، في الفن، العمارة، والأدب.

تم إلغاء وجود بلدية لفينيسيا في يوم 17 من أكتوبر عام 1797، وذلك عقب توقيع معاهدة كامبوفورميو التي تمت بين الفرنسيين والنمساويين، وصارت البلدة تابعة للنمسا، قبل وحدة إيطاليا وعودتها لها.
بدأت الحركات الثورية في النشاط وشاركت المدينة بها في عام 1858، واستقلت لمدة عام ولكنها استسلمت ثانية بعد عام من الحصار النمساوي لها في الثاني والعشرين من أغسطس عام 1849 ميلاديا.

انضمت بعد فترة المدينة إلى إيطاليا في عام 1866، بعد عمل تصويت على ذلك وتم الاكتساح بنسبة 99% من الناخبين، وتم التصديق على ذلك في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1866، ثم اشتركت إيطاليا في الحرب العالمية الأولى، ودخل الجيش الإيطالي معركة مع المقاومة على سواحل المدينة، ووجدت المدينة نفسها في وسط القتال مع معاناة من القصف الجوي عليها من قبل النمسا، وبلغاريا.
من عام 1917 بدأت المدينة في ضم بعض الأقاليم، والجزر حوالها، وبدأ بناء ميناء جديد، وبزيادة الأرض اليابسة بدأت التجارة والصناعة في الظهور، عانت المنطقة بعدها في الحرب العالمية الثانية من قصف جوي عنيف، وبدأ الزحف السكاني إلى المنطقة من جميع جزر المدينة، ثم عانى المركز التاريخي بعد ذلك من إعصار مدمر بقوة 4f، والذي أدى إلى حدوث أضرار بالغة في المدينة وغرق زروق أكنيل، وأدى إلى غرق 21 شخص، ثم شهدت أزمة انخفاض سكانية إثر أزمة الصناعة الكيميائية.

المناخ:
بحسب وقوع المدينة على البحر فإنه يسيطر عليها مناخ لطيف بارد، حيث تبلغ متوسط درجة حرارة في الصيف 24 درجة مئوية، بينما في الشتاء أقل درجة حرارة هي 3 درجة مئوية، تزداد الأمطار بشدة في فصلي الربيع، والخريف، وتعاني في الصيف من العواصف المتكررة، وفي الشتاء يتساقط الثلج بشكل غير منتظم، ولكنه يذوب سريعا، أما عن الرياح فتسيطر رياح بورا على المنطقة في فصلي الربيع، والشتاء، وفي الصيف تهب رياح شيروكو، ورياح ليبتشوا الأقل تأثيرا.

أما عن ظاهرة المد والجزر هناك فتتكرر في فصلي الخريف والربيع على وجه الخصوص، وتنشأ نتيجة عاملين وهما التناوب المنتظم للمد والجزر، والتغير المناخي للجو، وذلك الأمر يتسبب في غرق المنطقة اليابسة، ولكن أدت عمليات تجفيف المستنقعات لإنشاء مناطق صناعية إلى تقليل تأثير المد والجزر على المدينة، ويتم إنشاء مجموعة من الحواجز المتنوعة على الموانئ الموجودة بها ويسمى مشروع Mose ، وبدأ تنفيذه منذ عام 2003.

السكان:
في عام 1951، فقدت فينيسيا حوالي 70% من سكانها، هذا وقد بلغت نسبة السكان بها إلى 271 ألف نسمة، منهم حوالي 29 ألف من الأجانب، اي أكثر من 10% من اجمالي سكانها، من بنغلاديش، الصين، مقدونيا، جزر المالديف، رومانيا، أوكرانيا، ألبانيا، الفلبين، صربيا، وسريلانكا.

اللغة:
اللغة الرسمية فيها هي الإيطالية، ويتحدث بها معظم الأشخاص ولكن ذلك لايمنع وجود بعض اللهجات المختلفة، وذلك لكون المدينة مجموعة من الجزر، ويوجد ببعض القرى والمناطق لهجات مهجنة مزيج بين لهجة الحضر، واللهجات الأخرى.

الديانة:
تعد المسيحية الأرثوذكسية هي السائدة هناك وذلك لسيطرة الكنيسة على المدينة، ولكن هناك بعض اليهود الذين يقطنون في الحي اليهودي ويقدر عددهم حوالي 500 فرد، وهناك أيضا الجالية المسلمة التي ظهرت في بداية عام 2000، ويتجاوز عددهم حوالي خمسة عشر ألفا، ويوجد بالمارجيرا ثلاثة مساجد أكبرها المركز الإسلامي بفينيسيا والذي يقع بالقرب من البانوراما، وهناك مسجدين في منطقة مسيري أيضا.

الحياة بالمدينة:
يوجد بالمدينة مدرسة ثانوي تم إنشاؤها في عام 1807، وتوجد من المكتبات هناك الكثير ولكن أكبرها وأشهرها في إيطاليا مكتبة مارشاتا القومية، والتي تحتوي على أجمل المخطوطات اللاتينية، والشرقية، واليونانية، وأيضا تضم أكثر من مليون مجلد متخصص في التاريخ وفقه اللغة، وقد تم تأسيسها في عام 1560، أيضا يوجد في المدينة جامعات كثيرة أشهرها جامعة كافوسكاري، والتي تعطي كورسات تخرج في الاقتصاد، التجارة، اللغات، الأدب الأجنبى، الفلسفة، والعلوم الطبيعية، وهناك أيضا أكاديمية فينيسيا للفنون الجميلة، وجامعة فينيسيا الدولية والتي تأسست في عام 1995 ميلاديا.

يوجد بالمدينة أيضا قناة تليفزيونية خاصة بها تبث أخبارها سميت تيليفينيسيا، والتي تأسست عام 1978، كما توجد جريدة رسمية خاصة بها جريدة جيتسينو والتي تأسست في عام 1887، وتم إنشاء محطة إذاعية للمدينة أيضا تغطي جميع أنحاء الأقاليم، وتوفر الإتصال المجاني للسكان على موجة إف إم.

الثقافة والفنون:
تطور الفن بفينيسيا على مدار العصور، لوجود البيزنطيين بها في البداية، والرومانيين، والعرب، وهكذا تطور الفن والثقافة بها حتى أنها أصبحت مركزا هاما من المراكز الثقافية والفنية في العالم في القرن الثامن عشر، فقد اشتهرت المدينة بالرسم على جدران الكنائس والمعابد وغيرها، كما أن أول مطبعة أنشئت في إيطاليا كانت في فينيسيا، ففي القرن السابع عشر كانت فينيسيا ذات أهمية في الطباعة كبيرة جدا، وكان يتم طباعة حوالي نصف الكتب الإيطالية بها.

أما عن الموسيقى فقد ظهرت مدرسة البندقية التي تم إنشاؤها مابين القرن الخامس عشر، والتاسع عشر، والتي كانت مركزا هاما للموسيقى في العالم، يتم أيضا تصوير أفلام عديدة في البندقية نظرا لطبيعتها الرائعة الفائقة الجمال.

السياحة في فينيسيا:
تحتوي البندقية على معالم أثرية وتاريخية كثيرة، وحتى المدينة في حد ذاتها من المعالم الأثرية الموجودة في العالم، يتركز معظم المعالم الأثرية في المركز التاريخي والذي يقع على مساحة أربعة كيلومترات من المدينة والجزر، وبالتحديد 118 جزيرة.

اشهر هذه الأماكن ميدان سان ماركو، كنيسة سان ماركو الموجودة في وسط الميدان، قصر دوكالة، دار الصناعة، وغيرهم من المقاهي التاريخية التي تشتهر بها، وأيضا بعض الجزر التي تعتبر مصدر جذب سياحي، وهناك أيضا بعض القصور والمساكن القديمة التي كانت للنبلاء والأغنياء من البلد، أيضا يوجد بها بعض الفنادق التي تعود إلى العصور الوسطى، أيضا يوجد في فينيسيا 400 جسر يربطون الجزر ببعضها البعض.

مقالات متعلقة بـ : ما هى عاصمة فينيسيا

دولة تركيا‎

دولة تركيا‎

دولة اليابان‎

دولة اليابان‎

دولة المغرب‎

دولة المغرب‎

معلومات عن برج إيفل‎

معلومات عن برج إيفل‎

البحر الأصفر‎

البحر الأصفر‎

كيف تم بناء الأهرامات‎

كيف تم بناء الأهرامات‎

ماذا تعرف عن جزر المالديف‎

ماذا تعرف عن جزر المالديف‎

خمس بلدان عربية يجب زيارتها‎

خمس بلدان عربية يجب زيارتها‎

للسفر فوائد‎

للسفر فوائد‎

تصفح المزيد