تُعد الدولة العٌثمانية أخر دولة إسلامية أخذت طابع الخلافة الإسلامية ، فهي الدولة التي استمر حكمها ستة قرون كان فيها من الإزدهار والنمو الحضارى والتوسع الجغرافي الكبير ، فقد حكمت ثلاث قارت ( أسيا وافريقيا وأوربا ) ، ويعود سبب تسميتها بالدولة العثمانية نسبة إلى عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه .

قيام الدولة العُثمانية

ينتسب العثمانيون إلى الأتراك وهم قبائل وعشائر أشهرهم قبيلة القايى والتي يتزعمها " كندر ألب " ولما تُوفي كندر ألب تولى ابنه سليمان شاه أمر القبيلة وحكم أمرها حتى تُوفي ثم تلاه ابنه أرطغرل والذى ارتحل بقبيلته إلى مدينة إرزينجان .

خاض أرطغرل حروبا طاحنة ضد الخوارزميين وحقق إنتصارت كبيرة واتسعت رقعة الدولة الأسلامية حتى مات ، وبعد أرطغرل أل الأمر إلى إبنه عثمان الأول مؤسس الدول العثمانية وأزعن بالولاء للدولة السلجوقية وأظهر كفائته في السياسة الخارجية فعقد التحالفات وأجرى المفاوضات مع الإمارات التركمانية وشن هجوماً عسكريأ ضد البيزنطيين كاستكمالاً لرسالة السلاجقة بفتح الدولة البيزنطية وإدخال أراضيها ضمن الدولة الإسلامية.

تغلب المغول على الدولة السلجوقية في قونية وهنا استغل عثمان الأمر وأعلن إستقلال دولته عن الدولة السلجوقية وأخذ لقب " پاديشاه آل عثمان " اى عاهل ال عثمان وبذلك يكون عثمان هو المؤسس الأول للدولة العثمانية ، وظل عثمان يحكم دولته حتى أبريل 1326 .

عهد أورخان ومراد الأول

بعد وفاة عثمان الأول تولى الزعامة ابنه أورخان 1326م والذي قام بتأسيس الجيش الإنكشاري ، ثم تُوفي أورخان 1359 م فخلفه ابنه مراد الأول الذي هاجم شبة جزيرة البلقان وأدرنة وتلب على بلغاريا والصرب في معركة كوسوفو 1389 م.

عهد بايزيد الأول وسليم الأول

بايزيد الأول ابن مراد الأول وتغلب على التحالف الاوربي الصليبي في معركة نيقوبولس 1396 م وضم شرق صوفيا عاصمة بلغاريا ، ثم تسلم الراية بعد بايزيد الأول ابنه سليم الأول 1512 م ، وانتصر على الصفويين في معركة جالديران مما مكنه من السيطرة على العراق و أذربيجان عام 1514م، ثم بلاد الشام وفلسطين عام 1516م بمعركة مرج دابق، واستولى على مصر بعد معركة الريدانية عام 1517 م .

عهد سليمان القانوني

ثم كانت أزهى عصور الدولة العثمانية فى عصر سليمان القانونى ابن سليم الأول 1520م ، الذي واصل غزو البلقان (المجر عام 1519م، ثم حصار فيينا)، وفي عام 1532م، استولى بعدها على الساحل الصومالي من البحر الأحمر واستطاع بناء اسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط بمساعدة خير الدين بربروس الذي قدم ولاءه للسلطان (بعد 1552 تم اعلان إنضمام الدول الثلاث الجزائر تونس وطرابلس إلى الدولة العثمانية : وذلك بطلب من الجزائر التي كان لها حكم ذاتي في تصرفها عندما طلب خير الدين بربروس العام 1518 المساعدة من الأستانة عقب مقتل أخيه بابا.

عروج من طرف الإسبان الذين احتلوا مدينة وهران وبعدها شواطئ تلمسان ومستغانم و تنس ودلس وبجاية حيث أخضعت طرابلس في حدود عام 1551م). فأصبحت الدولة تمتد على معظم ما يشكل اليوم الوطن العربي باستثناء وسط الجزيرة ومراكش وعُمان بإلإضافة إلى امتدادها في وسط آسيا وجنوب شرق أوروبا .

بداية عصر الإضمحلال

من بعد عام 1566 م ، أصبحت مقاليد الأمور في الدولة العثمانية في يد سلاطين عجزة لم يستطعوا السيطرة على مقاليد البلاد ، مع هذه الفترة ظهرت مظاهر الإنحطاط والثقافي وظلت الدولة العثمانية فى تقهقر وتخلف حتى عام 1924 ، وهذا هو تاريخ إنتهاء الدولة العثمانية وبداية تأسيس تركيا الحديثة على يد كمال الدين أتاتورك .
إن الدولة العثمانية كانت وستظل علامة مضيئة وسجل مُشرف في صفات التاريخ الإسلامى حيث الفتوحات العظيمة وإنتشار قيم العدل وأرتفاع قيمة العلم والعلماء ولولا حثكام ضعفاء جاءوا في أخر عهد الدولة العثمانية ما كان لها أن تنتهى بهذا الشكل ، ولكنه التاريخ .. من يحترمه ويحترم سننه وقوانينه سيقى فى موضع السيادة ومن يخالف ذلك سيكون فى اخر الركب الحضاري .