بدأ عرض المسلسل التلفزيوني "Chernobyl" في مايو 2019، ويقوم المسلسل (تشيرنوبل ) يعرض أحداث واقعية من إنتاج HBO.
ويدور المسلسل عن أسوأ كارثة نووية عرفها التاريخ وفي أغسطس من نفس العام استيقظ العالم على خبر انفجار نووي أخر في روسيا مما أعاد للاذهان كارثة تشيرنوبل التي مر عليها أكثر من ثلاثين عاماً وأيقظ التسؤلات عن صراع الدول لضرورة التسلح النووي ومصير البشرية من هذا الصراع.
كارثة تشيرنوبل
عدد غير معروف من القتلى وألاف الاصابات بالسرطان إخلاء لمدن كاملة وأحداث سياسية لم تهدأ الى الان هذا ما خلفه انفجار تشيرنوبل .
وقع الانفجارفي محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في شمال أوكرانيا، الذي حول مدينة "بريبيات" المزدحمة في السابق إلى مدينة أشباح
مفاعل "تشيرنوبل" كان أول مفاعل نووي يقام على الاراضي الاوكرانية والتي كانت تابعه وقتها للاتحلد السوفيتي والذي سمي لاحقاً بإسم "فلاديمير لينين "
بدأ إنشاء المحطة في عام 1970 وبعد سبع سنوات دخل أول مفاعل حيز التشغيل، وبحلول عام 1983 كانت المفاعلات الأربعة الخاصة بالمصنع تنتج حوالي 10 بالمئة من كهرباء أوكرانيا.
وبينما كان المصنع قيد الإنشاء فقد شيدت الحكومة السوفيتية أول بلدة ذرية تضم العمال وعوائلهم، وذلك قبل وقوع الكارثة، وحيث نشأت مدينة بريبيات التي تأسست في 4 فبراير 1970 كمدينة نووية مغلقة والتاسعة بالاتحاد السوفيتي.
وقد كان عدد سكان المدينة يوم وقوع الكارثة في 26 إبريل 1986 حوالي 50 ألف نسمة، هم مختصون وعمال وأسرهم يعملون في المحطة النووية
كان عمال محطة لينين يستعدون لاجراء اختبار أثر انقطاع الكهرباء على المفاعل رقم 4 في الساعات الاولى من اليوم التالي حدث خطأ في التشغيل أدى الى ارتفاع حرارة اليورانيوم فشلت محاولات المهندسين في السيطرة على الوضع الحرج فانفجر قلب المفاعل.
هرع رجال الاطفاء أطباء وممرضيين الى موقع الحادث محاولين السيطرة على الوضع غير مدركين حجم الخطر
حاول رجال الاطفاء السيطرة على الحرائق الناجمة عن الانفجار لكن دون جدوى .. أستمرت الحرائق لـ 10 أيام فما كان منهم الا ان يقوموا رمي كميات هائلة من الرمال ومواد اخرى على المفاعل بواسطة مروحيات لوقف النيران وخفض مستوى الاشعاع كان بمثابة درعاً مؤقتاً أطلق عليه لاحقاً لقب "التابوت".
أعقب الانفجار تكتم قاتل من قبل "السوفيت" حتى ان الحياة أستمرت بشكل طبيعي تماماً في المدينة وفي المدن المجاورة , بينما كانت الرياح تحمل سحابة من الاشعاعات النووية والتي تفوق ما احدثته قنبلتين هيروشيما وناكازاكي بـ 100 ضعف لتقودها من سماء اوكرانيا الى روسيا البيضاء ودول اوربية اخرى , لم يبدأ "الاتحاد السوفيتي" بعمليات الاخلاء للعمال وسكان المناطق المجاورة الا بعد 36 ساعة من وقوع الانفجار..45 ألف سخص تم نقلهم من منازلهم الى مدن مجاورة ثم أضُطر "السوفيت" الى اخلاء 116 ألف شخص من المدن المجاورة الى مدن أخرى وسط تكتم قاتل واصفين الحادث بإنه مؤسف !
لاحظت "السويد" مستويات اشعاعية عالية في الاجواء وطلبت تفسيراً لذلك فأظطر" الكرملين" للاعتراف بالحادث دون تحديد حجم التسريب فادرك العالم انه يشهد حدثا تاريخيا.
30% من يورانيوم تشيرنوبل أصبح موجوداً في الجو في حين ان التعرض للاشعاعات النووية أمر خطير جدأ مجرد استشاق الهواء يؤدي الى قتل خلايا الجسم و تعديل الحمض النووي والتسبب بتشوهات وأمراض سرطانية وحروقاً لا تحتمل.
هل تتوقع عدد البشر الذين تعرضوا لهذا الاشعاع النووي ؟
أكثر من 8.4 ملايين شخص! الى جانب التلوث البيئي الهائل الحصيلة الكانلة للوفيات لاتزال غامضة وسط تباين كبير في التقديرات سببه التعتيم السوفيتي
أرقام الامم المتحدة تشير ان عدد الضحايا 9000 شخص بين ضحايا الانفجار والمتضررين من الاشعاعات أما أوكرانيا فقد أوضحت بانهم اكثر من 120 ألفاً .
أما الاتحاد السوفيتي فيشير ان عدد الضحايا 31 شخصاً فقط وهو عدد المهندسين والعمال الذين كانوا في المفاعل وقتها!
لم يقتصر الأمر على التلوث البيئي الهائل وعدد الضحايا الغير معروف واجبار مئات الألأف لترك منازلهم , فقد بلغ عدد الاصابات "بسرطان الغدة الدرقية" الى أكثر من 6000 ألاف حالة وصل حالات الاصابة بالتشوهات الجينية الى الالاف .
المناطق المجاورة لتشيرنوبل تحولت الى مدن موحشة ويرجح العلماء بأن هذه المدن لن تكون صالحه للعيش لمدة تصل الى 20 ألف عام.
في 7 يوليو 1987 جرت محاكمة ستة مسؤولين وفنيين سابقين في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، بتهمة الإهمال وانتهاك أنظمة السلامة
القيادة السوفيتية القت اللوم على الخطأ البشري وحده لكن في النهاية اعترفت بوجود عيب خطير في تصميم المفاعل القضاء أدان 6 من الفنيين وصناع القرار من العاملين بالمحطة بعقوبات
وحكم على ثلاثة منهم:
فيكتور بروييهوف - مدير محطة تشرنوبيل السابق، ونيكولاي فومين - كبير المهندسين السابقين وأناتولي دياتلوف نائب رئيس المهندسين السابق، بالسجن لمدة 10 سنوات.
لم ينتهي الامر عند هذا الحد فكان للحادث تداعيات سياسية واقتصادية ايضاً شكلت ضربة موجعة لكبرياء الاتحاد السوفيتي
حتى ان رئيس الاتحاد "ميخائيل غورباتشوف" ذكر في احدى المرات ان انيهار تشرنوبل النووي ربما كان السبب الحقيقي لانهيار الاتحاد السوفيتي.
وفي ديسمبر 2003 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 26 إبريل يومًا دوليًا لإحياء ذكرى ضحايا الحوادث الإشعاعية والكوارث.
