خلق الله الناس وجعلهم طبقات ومستويات، ليس فى المادة وارزق فقط بل فى الشكل واللون والثقافات، وتتعدد ثقافات الشعوب على مر التاريخ لتُسجل أعظم الذكريات التي قد يكون منها الجميل المٌضحك وأخر مثير للإشمئزاز والتعجب. وهكذا يظهر التنوع الحضاري والثقافي في عادات وتقاليد الشعوب كأحد أعظم تجليات الإختلاف الفكري .
الزواج كأحد مظاهر الإختلاف والتنوع
ومن أعظم تجليات هذا التنوع والذى يظهر جلياً فى ثقافات الشعوب هو : الزواج ، فمما هو متفق عليه أن الزواج فطرة بشرية تُحييها كل شعوب الأرض كلُ على حسب ثقافته وتقاليده ، إلا أن هناك بعض الشعوب لديها موروث ثقافى فى الزواج يختلف تماماً عن العادات والثقافات العامة لدى كل الشعوب .
تقاليد الزواج في الصين
من المُعتاد فى الثقافات العامة أن يحتفل الناس بالزواج بمظاهر الفرحة والسرور وتنتشر اجواء الضحك والسعاده بين الحاضرين ، إلا أن ثقافة الصينيين تأبى ذلك ، فمن مظاهر الفرح هناك أنك الناس يعتقدون أن البكاء هو أفضل وسيلة للتعبير عن الفرحة وتبدأ طقوس الأحتفال بالبكاء قبل الزواج بشهر ثم يوم الزواج تتعالى أصوات الحزن والبكاء .
تقاليد الزواج في إسكتلندا
القمامة في مقابل الزينة ، هذا هو شعار ثقافة الزواج في إسكتلندا ، حيث من مظاهر الإحتفال بالزواج أن أن تظهر العروس فى أقبح صورة لها ، ليس فقط ذلك بل تقوم صديقاتها بإلقاء القمامة عليها مجاملةً لها وبذلك تصير العروس أقبح ما تكون ، وقد تتعجب عندما تعلم أن العلة من وراء ذلك هو إختبار للعروس على تحمُل مسؤليات الزواج وكذلك حماية للعروسان من قوى الشر.
تقاليد الزواج في الهند
تعتقد الهند إعتقاداً غريباً في موضوع الزواج ، حيث أنه إذا وُلِدت أُنثى فى فترة " مشؤومة " وفقا للتاريخ الهندي فإن هذه الأنثى عندما تتزوج سوف يموت عنها زوجها في غصون عام ، ولذلك عندما تكون اللإنثى من مواليد الفترة المشؤومة ، فإنه يتم تزويجها أولاً بالشجره أو كلب حتى ينقضي العام ثم يتم بعدها تزويجها من أي إنسان .
تقاليد الزوا ج في موريتانيا
أن تكون العروس رشيقة فليس هذا من الثقافة الموريتانية ، فمن الموروث عادة أن الفتاه عندما تُقبل على الزواج فلابد أن تبدو سمينه أكثر ما يمكن وذلك حتى تحصل على زوج غني ومسيور الحال يستطيع أن يوفر لها حياه رغدة ، ولذلك تُرسل الفتاه الى مكان يسمى ( مُخيمات الدهون ) حتى تصبح أكثر سمنة ويكون وزنها كبيراً قدر الإمكان قبل الزواج.
تقاليد الزوا ج في الصومال
قد يكون شيئا غريباً ومُختلِف عن الثقافان العامة للشعوب ، ولكنه أيضى شيئاً مَضحِكاً ، إذ من المُعتاد فى تقاليد الزواج في الصومال ، أن يقوم العريس بضرب زوجته أمام الحاضرين ليُثبت لهم أنه رجل وصاحب الكلمة المسموعه .
تقاليد الزوا ج في اليابان
يبدو شيئا طبيعياً أن تتولى صديقات العروس مسؤلية تزيينها بطلائها باللون الأبيض من الرأس إلى القدم وذلك تعبيراً أنها فتاع عذراء ، وكذا من ثقافات اليابانيون في الزواج أن يقوم كلا الزوجين باحتساء مشروب واحد من نفس الكأس وبذلك يكونان زوجين من الرشفة الأولى ، والعجيب فى تلك الثقافة أن ثوب الزفاف هو هو الكفن الذى تُكفن به الزوجة عند موتها.
الغاية من الإختلاف والتنوع
جعل الله إختلاف الناس أيه من أياته فقال " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " الروم ، فظاهر الأمر أن إختلاف ثقافات الناس أمراً عجيبأ لكنه في الحقيقه دلاله واضحه على ألوهية الله عز وجل، وأن التنوع فى حد ذاته أمراً إيجابياً إذ يتعرف الناس على ثقافة غيرهم فيتعلموا منهم ويُعلٍموا غيرهم.
