ياسر عرفات، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، هو أحد مشاهير فلسطين الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية والذين حرصوا على أن يكون هناك حلًا للقضية الفلسطينية عن طريق السياسة والدبلوماسية مع اسرائيل المحتلة وليس عن طريق السلاح والحرب، وفي مقالتنا التالية نتحدث عنه وعن مسيرة حياته حتى حصوله على جائزة نوبل إلى وفاته.
حقائق عن ياسر عرفات زعيم السلطة الفلسطينية
- ولد: 24 أغسطس 1929، القاهرة، مصر.
- توفي: 11 نوفمبر 2004.
- الإقامة في وقت حصوله على جائزة نوبل: فلسطين
- حافز الجائزة: “لجهوده لخلق السلام في الشرق الأوسط”
- منصبه وقت حصوله على جائزة نوبل: رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
- المجال الذي حصل فيه على جائزة نوبل: التفاوض.
- حصته من جائزة نوبل: 1/3
المسدس وغصن الزيتون شعار ياسر عرفات
في عام 1974، خاطب ياسر عرفات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إنه كان يحتفظ بفرع زيتون من أجل السلام من جهة ومسدس من مقاتلي الحرية من جهة أخرى. وبعد عشرين عاما، حصل هو وزعيما إسرائيل بيريز ورابين على جائزة السلام لاختيارهما لفرع الزيتون بالتوقيع على ما يسمى باتفاقات أوسلو في واشنطن. وكان الاتفاق يهدف الى المصالحة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
نشأ ياسر عرفات في القاهرة والقدس. وشارك في الحرب ضد دولة إسرائيل الجديدة في عام 1948، عندما طرد العديد من الفلسطينيين. كمهندس مؤهل، تولى وظيفة في الكويت. ومن هناك، نظم حركة فتح التي هاجمت إسرائيل.
وعقب احتلال اسرائيل للضفة الغربية وغزة فى عام 1967، اصبح ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، وهى منظمة جامعة لجماعات حرب حركات المقاومة الفلسطينية. وقد لجأت هذه الجماعات الى المقاومة المسلحة لاجتذاب اهتمام العالم، بيد انه اتضح تدريجيا لياسر عرفات انه سيتعين عليه قبول دولة اسرائيل للولايات المتحدة لتكون مستعدة للتوسط فى النزاع. ووافق على اجتماع المفاوضين الفلسطينيين مع الإسرائيليين في مفاوضات سرية في أوسلو.
السيرة الذاتية لـ ياسر عرفات زعيم فلسطين الراحل
اسمه بالكامل محمد عبد الرؤوف عرفات، ولد في القدوة الحسيني في أغسطس 1929 في القاهرة، والده تاجر نسيج كان فلسطينيا مع بعض النسب المصرية، والدته من عائلة فلسطينية قديمة في القدس. توفيت عندما كان عمر ياسر عرفات خمس سنوات.
وقال انه تم ارساله للعيش مع خاله في القدس، عاصمة الانتداب البريطاني لفلسطين. وقد كشف الكثير عن طفولته، ولكن واحدة من أقرب ذكرياته هو ان احد الجنود البريطانيين اقتحم منزل عمه بعد منتصف الليل، وضرب أفراد الأسرة وحطم الأثاث.
بعد أربع سنوات في القدس، أعاده والده إلى القاهرة، حيث كانت شقيقته الأكبر تعتني به وأخوته. ولم يذكر عرفات والده الذي لم يكن قريبا من أولاده. ولم يحضر عرفات جنازة والده عام 1952.
في القاهرة، حينما كان عمر ياسر عرفات سبعة عشر كان يعمل على تهريب الأسلحة إلى فلسطين لاستخدامها ضد البريطانيين واليهود.
وفي التاسعة عشرة من عمره خلال الحرب بين اليهود والدول العربية، ترك عرفات دراسته في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة في وقت لاحق) لمحاربة اليهود في منطقة غزة.
بعد ذلك حدثت هزيمة العرب وإقامة دولة إسرائيل ما جعله ييأس لدرجة أنه تقدم بطلب للحصول على تأشيرة للدراسة في جامعة تكساس. واستعاد روحه واحتفظ بحلمه في وطن فلسطيني مستقل، وعاد إلى جامعة فؤاد في تخصص الهندسة، لكنه أمضى معظم وقته كقائد للفلسطينيين.
بداية عمل ياسر عرفات في مصر ثم الكويت
وقد تمكن من الحصول على شهادته في عام 1956، وعمل لفترة وجيزة في مصر، ثم أعيد توطينه في الكويت، وكان يعمل أولا في قسم الأشغال العامة، ثم بنجاح تشغيل شركة المقاولات الخاصة به. قضى كل وقت فراغه في الأنشطة السياسية. وفي عام 1958 أسس هو وأصدقائه منظمة فتح، وهي شبكة سرية من الخلايا السرية، التي بدأت في عام 1959 بنشر مجلة تدعو إلى الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وفي نهاية عام 1964 غادر ياسر عرفات الكويت ليصبح ثوريا بدوام كامل وينظم غارات فتح على اسرائيل من الاردن.
وفي عام 1964 أيضا، أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية تحت رعاية الجامعة العربية، وتضم عددا من المجموعات التي تعمل جميعا على تحرير فلسطين للفلسطينيين.
لقد فضلت الدول العربية سياسة أكثر تصالحية من فتح، ولكن بعد هزيمتها من قبل إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967، خرجت فتح من تحت الأرض كأقوى وأفضل تنظيم للمجموعات التي تشكل منظمة التحرير الفلسطينية، 1969 عندما أصبح ياسر عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. لم تعد منظمة التحرير الفلسطينية شيئا من منظمة الدمى في الدول العربية، رغبة منها في الحفاظ على الهدوء الفلسطيني، ولكن منظمة قومية مستقلة، ومقرها في الأردن.
منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن
لقد وضع عرفات منظمة التحرير الفلسطينية في دولة داخل دولة الأردن مع قواتها العسكرية الخاصة. وقد طرد الملك حسين في الاردن من هجماته على اسرائيل وغيرها من الوسائل العنيفة، طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بلاده.
سعى ياسر عرفات إلى بناء منظمة مماثلة في لبنان، ولكن هذه المرة كانت مدفوعة بغزو عسكري إسرائيلي. إلا أنه أبقى المنظمة على قيد الحياة، عن طريق نقل مقرها إلى تونس. وكان ناجا نفسه، هربا من الموت في حادث تحطم طائرة، نجا من أي محاولات اغتيال من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية، والتعافي من السكتة الدماغية الخطيرة.
كانت حياته معتمدة على السفر المستمر، والانتقال من بلد إلى آخر لتعزيز القضية الفلسطينية، ودائما الحفاظ على تحركاته سرا، كما كانت جميع تفاصيل حياته الخاصة حتى زواجه من سهى طويل، وهو فلسطيني في منتصف عمره، كان سريا لمدة خمسة عشر شهرا. وكانت قد بدأت بالفعل أنشطة إنسانية هامة في المنزل، وخاصة للأطفال المعوقين، ولكن الجزء البارز الذي أخذته في المناسبات العامة في أوسلو كان مفاجأة للعديد من مراقبي عرفات. ومنذ ذلك الحين ولدت ابنتهما زهوة، التي سميت باسم والدة عرفات.
وكانت الفترة التي أعقبت طرده من لبنان وقتا منخفضا لعرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية. ثم عززت حركة الاحتجاج (الانتفاضة) عرفات من خلال توجيه اهتمام العالم إلى المحنة الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون.
في عام 1988 جاء تغيير السياسة. وفى خطاب القاه فى دورة خاصة للامم المتحدة عقدت فى جنيف بسويسرا اعلن عرفات ان منظمة التحرير الفلسطينية تخلت عن الارهاب وتدعم “حق جميع الاطراف المعنية فى الصراع فى الشرق الاوسط فى العيش بسلام وامن بما فى ذلك دولة فلسطين واسرائيل وغيرها من الجيران “.
إن آفاق التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل أصبحت الآن أكثر إشراقا. وعقب انتكاسة منظمة التحرير الفلسطينية التي دعمت العراق في حرب الخليج عام 1991، بدأت عملية السلام بشكل جدي، مما ادى الى اتفاقات اوسلو عام 1993.
وشمل هذا الاتفاق أحكاما للانتخابات الفلسطينية التي جرت في أوائل عام 1996، وانتخب عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية. على غرار الأنظمة العربية الأخرى في المنطقة.