هو أحد الشخصيّات المثيرة للجدل في تاريخ العالم الحديث، يراه البعض أحد الطغاة الذين مارسوا الحكم الديكتاتوري ووزعوا المناصب والألقاب على أفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى كثرة نزواته العسكرية التي دمرت الجيش الفرنسي، ولكن هناك الكثير من الأشخاص مُعجبون به يرونه أحد مؤسّسي فرنسا الحديثة المدنية، وإليه يُنسب القانون المدني الفرنسي؛ هذا القانون الذي يُعدّ الأساس الإداري للكثير من الدول سواءً من أوروبا الغربية أو التي وقعت تحت الاحتلال أو الانتداب الفرنسي في المرحلة الاستعمارية.
نشأة نابليون:
وُلد نابليون في قصر آل بونابرت في بلدة أجاكسيو الواقعة بجزيرة كورسيكا، بتاريخ 15 أغسطس سنة 1769 أي بعد عام من انتقال ملكية الجزيرة من جمهورية جنوة، إلى فرنسا وهو الولد الثاني لأبويه من أصل 8 أولاد. أطلق عليه والده اسم “نابليوني دي بونابرته”
حياة نابليون:
التحق نابليون بمدرسة بريان العسكرية، ثم التحق بعدها بالمدرسة الشهيرة سان سير العسكرية، كان متفوقاً في دراسته ليس فقط في مجال العلوم العسكرية، وإنّما في الجغرافيا والتاريخ والآدب ، أنهى بونابرت دراسته الحربية، وتخرج في عام 1785م ، وتم تعينه برتبة ملازم عسكري أول في سلاح المدفعية التابع للجيش الملكي الفرنسي، وفي عام 1795م أُتيحت له الفرصة ليظهر براعته لأول مرة في باريس، حيث ساهم في عملية تعضيد حكومة الإرداة، كما ساهم في القضاء على جميع المظاهرات التي قام بها الملكيون، ثم عاد من جديد في عام 1797م ودعم الحكومة ضد أن تكون فرنسا دولة ملكية دستورية، فقد أصبح هذا التاريخ هو التاريخ الفعلي للحكومة ولدستور عام 1797م .
كان العداء بين فرنسا وبريطانيا قائماً إذ كانا أقوى دولتين أنذاك . وفكر نابليون فى هزيمة البحرية المكلية البريطانية ، لذلك عرض على حكومة الإدارة بباريس القيام بحملة عسكرية على مصر واحتلالها للسيطرة على طريق بريطانيا الى الهند والقضاء على مصالحها التجارية فيها ، وكان نابليون قد أكّد لأعضاء حكومة الإدارة أنه ما أن ينتهي من فتح مصر سوف يُسارع إلى إبرام علاقات مع الأمراء الهنود، وسوف ينجح، بمساعدتهم، على ضرب البريطانيين في أهم مستعمراتهم .
اُنتخب نابليون فى مايو 1978 عضوًا في الأكاديمية الفرنسية للعلوم وانضم فى حملتة الى مصر قرابة 167 عالما فى مجالات الرياضيات والكمياء والبيئة وقد حقق هؤلاء عدد من الاكتشافات في مصر لعل أبرزها هو إكتشاف حجر رشيد ، ونُشرت اكتشافاتهم في كتاب حمل عنوان ” وصف مصر ”
فى الطريق الى مصر:
استطاع بونابرت ورجاله الإفلات من سفن البحرية الملكية البريطانية التى تعقبتهم فور خروجم من باريس ، ونزلوا أرض مصر في مدينة الأسكندرية فى 1 يوليو 1998 ، ووجّه نابليون في اليوم ذاته نداءً إلى الشعب المصري وزعم نابليون أنه إعتنق الإسلام وسمى نفسه محمد وأصبح صديقاً وحامياً للإسلام .
بوصول نابليون الى مصر لم يهدأ لبريطانيا بال ، وعلى الفور أرسلت لأسطول البريطاني بقيادة القبطان ” هوراشيو نيلسون ” قد أسر أو دمّر جميع السفن الفرنسية، عدا سفينتين، في ” معركة أبى قير البحرية ” فأُحبط بهذا مشروع بونابرت الهادف إلى إقامة مركز فرنسي ممتاز في حوض البحر المتوسط