بعد أن دعا نوح -عليه السّلام- قومه إلى الإيمان بالله ولم يؤمنوا به - رغم أنّه أطال العهد فيهم- حينها أمره الله -سبحانه وتعالى- بصنع سفينةٍ ليحمل فيها مَن آمن معه، وقد كانت تلك السفينة من المُعجِزات التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لنوح عليه السّلام.
حيث كانت في حينها سابقةً لم يشهد لها الناس مثيلاً، كما أنّ لها من الخصائص ما يميّزها عن غيرها من السُّفن التي جاءت بعدها، فكيف لسفينة مثلها أن تسير في البحر تتلاطمها الأمواج دون أن تتحطّم أو تغرق، وتنجو بمن عليها من البشر والدّواب! قال تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ).
ومن إعجاز تلك السفينة كذلك أنّ جميع من لم يركب فيها أغرقه الطوفان حتّى لو التجأ إلى مكانٍ بعيد اعتقد أنه سُينجيه من الطوفان، فلم ينجُ إلا من ركب السفينة ممّن آمن من قوم نوح عليه السّلام، وذلك بحدِّ ذاته إعجازٌ منقطع النظير لا يمكن تخيُّله أو حتى تصوّر الميزات التي احتوتها تلك السفينة، حتّى جعلتها غير قابلة للتحطّم أو الغرق، مع أنّها مصنوعةٌ من الأخشاب.
نوح عليه السلام يوحى اليه بصنع السفينة
وأوحى الله عز وجل لنبي الله نوح يعلمه كيف يصنع السفينة الهائلة العظيمة الضخمة، والتي استغرق بناءها في 100 سنة وكان يزرع الشجر وهو يبني ليستفيد من الخشب وكان بناها على جبل لأنه كان يعيش في الجبال.
وجاء الوحي يساعده، وأبلغه أن الله غضب على قومه وسيتم اغراقهم وممنوع المخاطبة، وجاء بالحديد وصنع منه المسامير بوحي من الله مباشرة.
وبدء القوم يستغربون حيث توقف نوح عن الدعوة وبدأ يصنع سفينة فبدءوا يسخرون منه يقولون : " يا نوح صرت نجارا بعد أن كنت نبيًا"، " يانوح سفينة على جبل إنك مجنون"، وبدأت السخرية وذكرت هذه السخرية في القرءان يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود:
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ".
وصف سفينة نوح عليه السلام
رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول نجر نوح السفينة بجبل دور ومن ثم ظهر الطوفان كان طولها 300 ذراع بذراع جد أبي نوح ذكرنا في وصفهم كيف آدم طول 60 ذراع في السماء ، طول السفينة 300 ذراع من أذرع جد أبي نوح يعني من أذرع آدم فتخيلوا طول هذه السفينة يقدرونها بأكثر من كيلو و عرضها 50 ذراعا هذا طولها و هذا عرضها أما ارتفاعها ، عمقها و طولها في السماء 30 ذراعا و كانت مطبقة ما هي سفينة عادية السفينة العادية مفتوحة من فوق أما سفينة نوح فمغطاة من فوق لأن المطر كان يأتيها حتى لا تغرق ليس فقط من تحتها و إنما أيضا من فوقها من فوق كان مغطى فكأنها كرة مغطاة من فوق و من تحت بها ثلاثة أبواب بعضها أسفل بعض ثلاث طوابق كل طابق له باب ثلاث أبواب كل باب فوق باب.
هذا وصف ابن عباس رضي الله عنه عن السفينة ، هذه السفينة موجودة اليوم و الله سبحانه و تعالى ذكر أنه سيتركها لن تتحطم يقول الله سبحانه و تعالى و لقد تركناها آية فهل من مُّدَّكِر( {القمر 15} في هذا القرن استطاع العلماء أن يجدوا سفينة نوح و قد انقسمت نصفين سفينة مبنية بالطريقة التي وصفناها بالوصف الذي وصفناه مغطاة من فوق ثلاثة طوابق على جبل في تركيا و في فيلم فيديو يصور هذا الاكتشاف و موجودة هذه الآية من الله سبحانه و تعالى : )و لقد تركناها آية فهل من مدكر( {القمر 15} هل من يتذكر و يعترض فهكذا كان وصف السفينة.
طوفان نوح والعلامة
ثم جاء الطوفان الله سبحانه و تعالى أعطى علامة لنوح هذه العلامة قال إذا ظهرت العلامة احمل المؤمنين و أحمل اهلك و أحمل من كل زوج من الدواب التي تعيش على الأرض اثنين هذه العلامة أن يثور التنور اختلف المفسرون في التنور بعضهم قال التنور ينابيع تخرج من الأرض لكن أرجح الروايات التنور هو مكان صنع الخبز كما نعرفه مكان النار.
و كان لنوح عليه السلام في بيته تنورا فقال له الله سبحانه و تعالى إذا خرج الماء من التنور ) احمل فيها من كل زوجين إثنين ( {هود 40} يقول الله سبحانه و تعالى ) حتى إذا جاء أمرنا و فار التنور قلنا احمل فيها من كل
زوجين إثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ( {هود 40} على أكبر رواية 80 شخص و في روايات أخرى أنهم 10 فقط.
وفعلا في يوم من الأيام رأى نوح العلامة بدأ الماء يخرج من التنور فتوجه فورا إلى السفينة على الجبل بعيدا عن الناس كانت سفينته على الجبل قرب القرية التي هو فيها وإذ حيوانات الأرض، دواب الأرض مصطفة حول السفينة تنتظر الأمر بالركوب من كل زوجين اثنين أتى بها الله سبحانه و تعالى من أنحاء الأرض بأمر الله جاءت إلى السفينة واصطفت تنتظر الركوب.
وركب نوح عليه السلام وبدأ يحمل هذه البهائم والحيوانات والطيور ويوزعها في هذه السفينة.
نوح عليه السلام يركب السفينة هو والمؤمنون والحيوانات
فلما ركبوا في السفينة و الآن جاء الأمر بهلاك بمن فيها و ما فيها جاء الأمر بفتح أبواب السماء و الأرض يقول الله سبحانه و تعالى ) ففتحنا أبواب السماء ( {القمر11} ما هو مطر أبواب ) ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا {القمر 11-12} كل الأرض انتشرت فيها العيون فالتقى الماء الذي يأتي من السماء مع الماء الذي يأتي من الأرض ) فالتقى الماء على أمر قد قدر {القمر 12} محسوب بالضبط كمية الماء التي تنزل مقدرة تقديرا من الله سبحانه و تعالى.
وبدأ الفرق بالناس و الدواب و الحيوانات كل بدأ يغرق يقول الله سبحانه و تعالى: ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم وجعلنا ذريته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين إنَّا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الآخرين {الصافات 75-82}.
غرق قوم نوح العصاة
الكل غرق "إنَّا لَمَّا طغا الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة و تَعِيَهَا أُذُنٌ واعية" {الحاقة 10-11} وازداد الماء و ازداد و غرقت المدن و القرى ، غرق البشر إرتفع الماء حتى صار كما في الوصف إرتفع حتى صار أعلى من أعلى جبل على الأرض بـ 15 متر حتى الجبال غرقت وصف الله تعالى لعظمة
الماء الذي كان في الطوفان بقوله تعالى : وهي تجري بهم في موج كالجبال {هود 42}.
وهي أي السفينة الموج صار بارتفاع الجبال ركب نوح عليه السلام في السفينة فأول ما بدأ الماء تحتها ورفعها بدأت تتحرك.
وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم {هود 41} ارحمنا بهذه السفينة و جاءه وحي الله سبحانه و تعالى فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين {المؤمنون 28-29}.
الله سبحانه و تعالى وعد نوح أنه سينجيه و أهله وفعلا كل أهل نوح كانوا معه إلا ابنه.