بعث الله نبي الله موسى عليه السلام لبني اسرائيل نبيا ورسولا وله العديد من المعجزات سنذكرها في تقريرنا التالي في مجموعة من النقاط :
1 - الله يكلم نبيه موسى عليه السلام في وادي طوى
وقد رأى من على مسافة بعيدة نور وكأنه نار فطلب من زوجته الجلوس، والذهاب من أجل الحصول على نار للتدفئة أو يجد أحد يدله على الطريق ولما وصل إلى النار وإذا مشهد عجيب جدا فلم تكن نارا فقد كانت نورا.
كانت نور من شجرة ذات شوك شجرة كبيرة من داخلها نور فتعجب موسى واقترب لهذه الشجرة المنيرة ولما اقترب قربا شديدا يتأمل ما هذه الشجرة المنيرة ؟ فلما أتاها بدأ النداء الرباني في أعظم حديث مباشر بين الرب والانسان.
وأمره الله بأن يخلع نعليه، وأنه يتحدث مع الله بالوادي المقدس طوى، في وادي يسمى طوى في جبل الطور، وأنه مختار ليكون نبي وأنه الله لا اله الا هو وأمره بالعبادة واقامة الصلاة لذكره، وحذره من يوم القيامة والابتعاد عن الذين لا يؤمنون بها.
يقول الله عز وجل:
فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) ( سورة القصص).
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (9) إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ (16) ( سورة طه).
2- عصا موسى التي تتحول إلى حية: وبعد ذلك أمر الله سبحانه وتعالى من موسى عليه السلام أن يلقي عصاه في الأرض فإذا هي تتحول إلى حية بصورة سريعة، فهرب موسى عليه السلام من الموقع، ولم يعقب ولم يلتفت.
فناداه الله عز وجل وقال له يا موسى اقبل ولا تخف إنك من الآمنين، وأمره بأن يأخذها.
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) ( سورة القصص).
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21) سورة طه.
3- يد موسى التي تتحول إلى نور ساطع
ثم أمره بأن يدخل يده في فتحة الثوب الذي يرتديه، أو يدخل يده تحت ابطه ففعل موسى ذلك،فلما أخرج يده وإذ هي تلمع كأنها الشمس
يقول الله سبحانه وتعالى:
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (22) ( سورة طه).
فهي كانت معجزة كبيرة.
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( سورة القصص).
حان موعد اظهار معجزات موسى أمام فرعون
وبعد الجدال قال له موسى أنه نبي مرسل صاحب معجزات فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين، أخرج يده من تحت ابطه فإذا هي منيرة للغاية وانبهر الجميع كل من فرعون ومن حوله.
واسترد فرعون اعصابه وقال له هل جئت بالسحر لكي تخرجنا من أرضنا؟!
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَىٰ (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى (58) ( سورة طه).
أي أن فرعون اتهمه بالسحر وأنه لديه سحرة أيضًا يمكن أن ينافسوه في مؤتمر جماهيري حاشد بموعد محدد، فاتفقوا على أن يكون الموعد يوم العيد في ساعة الضحى
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) سورة طه
موسى يلتقي بسحرة فرعون
يقول الله في سورة طه:
فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ (60) قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ (61)
وهنا بعدما جمع فرعون سحرته حذرهم موسى عليه السلام من عذاب الله لنصرة الظالم فرعون.
سحرة موسى هم اربعين ساحر كان قد اختارهم فرعون وهم صغار وأجبرهم على تعلم السحر عند كبار السحرة وفعلا كبروا وصاروا هم كبار السحرة في مصر، منهم صغار وهم على السحر إلى أن كبروا وهم على السحر.
فهددهم موسى عليه السلام وأنذرهم فاجتمع السحرة بالسر ويتحدثون دون ان يسمعهم فرعون، وتكلموا كلاما خافتًا بالسر واختلفوا قالوا تعرفون كل هذا دجل الذي نقوم بفعله ونخشى أن يكون نبي فعلا وقد هددنا لأننا لو كذبنا على الله سنواجه العذاب، لكن بعد التشاور بين السحرة.
ذهب السحرة إلى فرعون وطلبوا الأجر لو كانوا هم الغالبون، فقال لهم أجل وسيتم تقريبكم فتكونوا من المقربين من بيت الحكم، فخطبوا في الناس
يقول الله
فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ (62) قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ (64) ( سورة طه).
وتراص اربعين ساحرا امام موسى عليه السلام أمام المصريين وبني اسرائيل، وبعدما رموا العصي والحبال فإذا هي تتحرك وتهتز بشكل عجيب كأنها تسعى حتى موسى عليه السلام سحره المشهد.
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) ( سورة طه).
ففزع الناس وفزع موسى عليه السلام
يقول الله تعالى:
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) ( سورة طه).
وبالفعل القى موسى عصاه وتحولت لحية وأكلت باقي العصيان المخيل أنها ثعباين.
وحينها سجد السحرة وقالوا أنهم آمنوا بالله عز وجل، والله سبحانه وتعالى جعلهم ينقلبون على وجوههم بعد هزيمتهم، وهنا اتهمهم فرعون بأنهم متفقين مع موسى عليه السلام وانه كبير السحرة وهكذا يحاول أن يحول النبي ساحر ورئيس السحرة.
يقول الله سبحانه وتعالى:
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ (71) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (73) إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ (74) ( سورة طه).
هنا فرعون هددهم بالقتل، بل أمر بقتلهم بعدما رفضوا العودة عن الايمان، وكانوا من أول من آمن من المصريين بعد الرجل الذي كان يسعى، وحذر موسى من فرعون وجنوده بعدما قتل رجل خطأ.
آيات العذاب تنزل بفرعون وهامان وجنودهما والمصريين
وبدأت الآيات:
- الطوفان: فاض النيل وبدأ يغرق مصر إلا ديار بني اسرائيل.
- والجراد: أي مزارع للمصريين تهلك بالجراد ومزارع بني اسرائيل لا يمسها شيء.
- والقمل: قيل السوس أو القمل الذي يوجد في الرأس لدرجة أن الرجل إذا اقترب من زوجته يقفز عليه القمل ولا يصيب بني اسرائيل ذلك بل المصريين فقط.
- والضفادع: انتشرت الضفادع بين المصريين ولا تصيب المصريين يفتح الرجل الاناء يجد ضفدع ويأكل يجد ضفدع يقفز في فمه.
- والدم: آخر الأيات التي استسلم لها فرعون وهي حاسمة فإذا كانوا يسقون من النيل الاسرائيلي يغرف يجد ماء، أما المصري لو أخذ منه يتحول إلى دم، ولو ذهبوا للابار الاسرائيلي يخرجها ماء، والمصري يخرجها دم، فذهبوا يطلبون الماء من بني اسرائيل فإذا صبها للمصري تتحول دم كمعجزة للمصريين واتباع فرعون، ورغم كل ذلك استكبروا ولم يؤمنوا، وكانوا قوما مجرمين ولما وقع عليهم العذاب جاءوا لموسى ليدعوا الله لو كشف عنهم العذاب ليؤمنون له ويرسلون معه بني اسرئيل فلما كشف عنه العذاب إذا هم لا يوفون بوعدهم.
وبهذا كان لفرعون وقومه 9 أيات اظهرها موسى عليه السلام وهي العصا، واليد التي تنير، والآية الثالثة السنين القحط، والاية الرابعة نقص من الثمرات وخمس ايات ذكرناها.
وكلما نزلت آية يستعينون بموسى للدعاء فيرتفع البلاء ثم يعود فرعون وجنوده لظلم بني اسرائيل فيبتلون مرة أخرى.
وفاة فرعون وجنوده وهامان غرقا
وهنا معجزة جديدة لموسى عليه السلام حيث ضرب بعصاه البحر فانقسم البحر الى قسمين كالجبل العظيم وجفف الله سبحانه وتعالى الطريق في البحر، وأمنهم الله.
فاتبعهم فرعون بجنوده ثم إن الله أقحم فرسه فتقدم فتقدم وراءه كل الجيش فبدأ يخوض البحر ولما عبر موسى ومن معه ونجا آخر واحد منهم، وهنا انطبق البحر على فرعون وجنوده بالكامل.
ولما شعر فرعون بأنه سيغرق ويموت قال : " آمنت بأنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين".
بعدما انتهى موسى عليه السلام من السامري وقام بحرق العجل الذهبي ورماه في النهر وأمر الذين عبدوا العجل بالانتحار الذليل ليتوب الله على الذين كفروا.
يقول الله عز وجل وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) ( سورة الأعراف)
موسى عليه السلام يأخذ ألواح التوراة ويأمر بنو اسرائيل بالطاعة
وأخذ موسى عليه السلام الألواح وقال لبني اسرائيل إن هذه التوراة فيها الهداية والنور لمن يخاف الله عز وجل، وأن بها أوامر الله عز وجل فاسمعوا وأطيعوا.
قالوا له اقرأها علينا ولو أعجبتنا نسمع ونطيع وإذا لم تعجبنا لن تسمع ( قالوا سمعنا وعصينا) فألح عليهم بأن يأخذوها بدون تردد حتى لا يصبهم عذاب مرة أخرى رفضوا مرة أخرى، فألح عليهم مرة أخرى.
الله يرفع جبل في السماء أعلى بني اسرائيل ليتقبلوا التوراة كمعجزة
وإذ أمام بني اسرائيل جبل يطير من الأرض وارتفع وجميعهم ينظر ثم تحرك الجبل وصار فوق رؤوسهم، فناداهم موسى خذوا ما أتيناكم بقوة وإلا سقط عليكم الجبل، فسجدوا ورفعوا رؤوسهم ينظرون إلى الجبل، وقالوا أطعنا.
يقول الله عز وجل
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ (64) ( سورة البقرة).
۞ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) ( سورة الأعراف).
هلاك السبعين رجلا من الذين صعدوا الجبل مع موسى
قالوا أنت وعدتنا نلتقي بالله ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) هؤلاء أحسن الناس في اليهود، فحذرهم موسى عليه السلام وقال لهم اتقوا الله وبدأ ينبئهم ماذا حدث لهم حينما أراد أن يرى الله عز وجل قال لهم نحن نريد العودة لبني اسرائيل ونقول له رأينا الله فغضب الله عز وجل غضبا عظيمًا فنزلت عليهم صاعقة فماتوا أجمعين، ( السبعين رجلا).
فأخذ يدعوا نبي الله موسى بأن يغفر لهم، حتى لا يفتتن باقي قوم اسرائيل وحدثت المعجزة وتم بعثتهم مرة أخرى، وهذه هي النوعية الجيدة من بني اسرائيل، أي لا يمكن الثقة أبدًا بـ بني اسرائيل أو اليهود.
وهذا هو سبب أن الله قص قصة بني اسرائيل اكثر من سبعين مرة في القرءان حتى يعرف المسلمون من هم اشد عداوة للمسلمين.
يقول الله عز وجل :
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) ( سورة البقرة).
معجزة السقيا من 12 عين ماء
ضرب موسى عليه السلام حجرًا انفلقت منه 12 عينًا من المياه معجزة أخرى وجديدة لبني اسرائيل الـ 12 قبيلة تشرب من كل عين، وقد علم كل قبيلة من أين يشرب.
وكانوا إذا بدءوا يسيرون توقف نبع الماء من الحجر فيحملون الحجر معهم وإذا نزلوا ووضعوا الحجر سال منه الماء وهذا حياتهم لمدة 40 عاما.
يقول الله تعالى في سورة البقرة: " ۞ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)".
معجزة الغمام والمنّ والسلوى
فأصابهم حر الشمس في الصحراء لذلك ظلل الله عليهم الغمام، وإذا جاعوا كانوا يأكلون طيور السلوى وقت الطعام وتكون بينهم ولا تهرب منهم، فكان يأخذه ويشويه ويأكله وطعمه من ألذ ما يمكن، وينزل عليهم المنّ واختلف العلماء في تفسير المنّ ولكن مما قيل فيه أنه سائل ينزل على الشجر بعضه كالعسل، وقيل أنهم كانوا يأخذونه أبيض يتحول إلى جزء فكانوا يأكلون ويشربون ويتظللون لمدة أربعين عامًا وهم على هذا الحال.
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
معجزة ذبح البقرة واحياء الميت
خلال الأربعين عامًا التي أصبح فيها بني اسرائيل في التيه حدثت أحداث منها أن أحد أعيان قوم بني اسرائيل تم قتله وأخذوا يبحثون عن مَن قتله فلم يعرفوا من قتله فبدءوا بالتحقيق ولم يصلوا لشيء، فجاءوا إلى موسى عليه السلام، قالوا يا موسى أخبرنا من قتل هذا.
قال موسى لا أعلم إلا بالوحي.
قالوا ادع لنا ربك يخبرنا من قتل هذا.
فلقد كان شخص عظيم من كبارهم وأعيانهم، فأخذ موسى عليه السلام يدعوا الله ويكرر الدعاء، ليعرف من ذبح ذلك.
وبعدما أمرهم بأن الله يأمرهم بأن يذبحوا بقرة قالوا له أتلعب يا موسى ؟ فرد عليهم وأكد أنه أمر من الله، ورغم أنه كان من السهل عليهم أن يستطيعوا ذبح أي بقرة فلم يحدد الله لكنهم أرهقوا أنفسهم فأرهقهم الله عز وجل، وبالفعل بدءوا يبحثون عن البقر الأصفر المأمورين بذبحه، وبعدها طلبوا معرفة أي بقرة المطلوب ذبحها بالتحديد، فلما تعنتوا وتكلفوا فالله سبحانه وتعالى شد عليهم، وهذا فيه درس أن الإنسان لا يشتد على الناس بالدين.
قال لهم موسى إنها بقرة لا تستعمل في حراثة الأرض ولا تسقي الحرث ولا تستعمل في سقاية الزرع ولا تركب ولا تستعمل بل هي بقرة لا يوجد فيها أي علامة صفراء فقط فاقع لونها ولا يوجد فيها أي علامة.
فبدءوا يبحثون عن هذه البقرة لم يجدون هذه البقرة إلا عند غلام يتيم فاستعجل واحد إليه، فقال لو طلبوا منك شراء هذه البقرة فاطلب ثمن غاليًا، خاصة أن الميت كان ثري، وجاءوا للغلام فقال هل تبيع البقرة ؟
قال نعم.
قالوا بكام.
قال بوزنها ذهبًا.
قال موسى اضربوا به الميت.
فجاءه الوحي فذهب موسى عليه السلام وأخبرهم بأوامر الله عز وجل: وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ. ( سورة البقرة)
فدفعوا في البقرة هذا الثمن فالله سبحانه وتعالى أغنى الغلام اليتيم وعاقبهم في نفس الوقت، واشتروا البقرة بالفعل وذبحوها.
وقالوا ذبحنا البقرة ولم نعرف من قتلها، فقال موسى : اقطعوا منها جزءا.
فقطعوا منها الفقيم.
قال : اضربوه بالفقيم.
فأحيا الله سبحانه وتعالى الميت أمامهم وقال: هذا الذي قتلني، ورجع مات. فسبحان محيي الموتى عز وجل
يقول الله عز وجل وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) سورة البقرة.
ولم تلين قلوبهم حتى بعدما رآوا المعجزات والمعجزات أمام أعينهم، ولم يؤمنوا ايمانًا كاملًا بالله وبدعوة النبي موسى
يقول الله تعالى : " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) ( سورة البقرة).