أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه السلام كسلسال لأنبياء بني اسرائيل وكانت المعجزة الأولى له هي ولادته من أمه مريم بدون أب، وحديثه وهو مولود ليبلغ رسالة الله سبحانه وتعالى، وفي تقريرنا التالي سنذكر معجزاته بالتفصيل:
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة " مريم"
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) ۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36).
الانجيل ينزل على عيسى بن مريم
وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) ( سورة المائدة).
وهنا رزقه الله الإنجيل وثبت التوراة ونسخ بعض ما فيها بالإنجيل الذي فيه الأحكام والشريعة الاسلامية.
معجزات نبي الله عيسى ابن مريم
وظهرت له المعجزات العظيمة المذكورة في القرءان الكريم
وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) ( سورة آل عمران )
وهو كان رسول لبني اسرائيل فقط وليس لجميع الخلق، وجاءت معجزاته التي رزقه الله اياها حتى يظهر أنه نبي، وليست معجزة واحدة بل معجزات متتالية أنه يقوم بالخلق من الطين شكل الطير فينفخ في فم الطير فيكون طيرًا بإذن الله تعالى.
ورغم ذلك كان بنو اسرائيل يكذبون.
ومن معجزات عيسى عليه السلام أيضًا أنه يقوم بشفاء الأعمى ( الأكمه ) والمريض بمرض البرص وهو مرض جلدي يجعل الجلد أبيض، وكان الناس يهربون منه خوف العدوى.
ثم إن عيسى عليه السلام فعل لهم آيات أخرى أن ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في منازلهم.
ومن أعظم الآيات التي أظهرها عيسى بن مريم إحياء الموتى.
ففي الروايات أنه أحيا أربعة من الموتى، منفصلات كل مرة حادث مختلف.
بنو اسرائيل يكفرون بـ عيسى بن مريم
كفر بنو اسرائيل بدعوة عيسى بن مريم، ولما أحس منهم الكفر تساءل من ينصرني ويؤمن بي بلا تردد فقال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون.
يقول الله سبحانه وتعالى في آية أخرى: " يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ".
وقيل أن عدد الحواريين 12 فقط وهم أنصار عيسى عليه السلام، وآمن جزء من بني اسرائيل وكفرت طائفة أخرى، وأيد الله المؤمنين على عدوهم وانتصروا عليهم.
فأيد الله النصارى على اليهود.
وانقسم الناس ثلاثة أيام فقسم قال إن المسيح هو الله، وقسم قال المسيح هو ابن الله، وقسم قال هو عبد الله ورسوله وهم الموحدون من النصارى وتبع هذا القول أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأظهر الله هذه الأمة على هذه الأمم السابقة.
فهكذا آمن الحواريون لكن عدد قليل وفي نفوسهم مع ذلك تردد، وفي يوم من الأيام قالوا قولة يريدون بها أن يتوثقوا من إيمانهم، ورغم كل المعجزات مازالوا مترددين.
الحواريون يطلبون من عيسى أن ينزل الله مائدة من السماء معجزة يقول الله في سورة المائدة: "وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) ( سورة المائدة)".
وارتدى موسى عليه السلام بالثياب الصوف وألح بالدعاء والصلاة، فاستجاب الله سبحانه وتعالى له، وفي رواية أن الحواريين نادوا بني اسرائيل ليأكلوا منها.
ونزلت المائدة وأكلوا منها وظلّوا على الإيمان ما كفروا إلا واحد منهم خان عيسى.
فلما بدأت هذه المعجزات أن تظهر والناس تتحدث بها خاف اليهود أن دينهم يندثر فخافوا على سلطانهم الدنيوي والديني فيخرج منهم الملك وسياسة أمور الناس، فتآمر أحبار اليهود وجاءوا إلى ملك تلك المناطق وكان يتبع للروم.
فأخذ يحذرونه من عيسى عليه السلام وينبونه بأنه يقول أنه ملك اليهود وسيأخذ منك الملك فخاف هذا الملك على ملكه فأمر بالبحث عن عيسى ليقتلوه ويصلبوه فكان شأنهم الصلب، فلم كانوا يقتلون الرجل بل كانوا يضربون المسامير في يديه وفي وسطه وفي رجليه على الصليب فيموت
على الصليب اختناقًا، فالرئة تنزل من هذا التعليق فلا يستطيع أن يتنفس وعادة يموت بعد يموت على الأقل من التعذيب، ويموت ليس من النزيف بل خنقًا.
فبدأت مؤامرة اليهود على عيسى عليه السلام لقتله وكان هذا بعد ارساله بثلاث سنين فقط ولم يصبروا عليه عليه السلام
يقول الله " وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)" ( سورة آل عمران .
يعني يكلم الناس في الولادة وهو في سن الثلاثين.
وجاءت روايات عن رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وهو اغلبه من الاسرائيليات وسيتم التجاوز عنها للتحريف الذي جرى في التوراة والإنجيل وسيتم الاكتفاء بالرواية التي في النسائي على شرط مسلم
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: " لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت 12 منهم من الحواريين فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال إن منكم مَن يكفر بـي 12 مرة بعدما آمن بي ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيُقتل مكاني، فيكون معي في درجتي، فقام شاب من الحواريين من أحدثهم سنًا، فقال له عيسى عليه السلام له اجلس، ثم أعاد عليهم من مستعد أن يفدي نفسه بنفسي، كلهم ترددوا إلا هذا الشاب فقال أنا، فقال عيسى عليه السلام أنت هو ذاك"
فنزل عليه شبه عيسى وتغير شكله أمام أعينهم وصار شكله شكل عيسى عليه السلام.
والحديث مازال متواصل ( ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء وهم ينظرون) والروزنة هي الشباك في السقف.