بعث الله سبحانه وتعالى نبي الله موسى عليه السلام إلى بني اسرائيل الذين كانوا مضطهدين من فرعون مصر وكان يقتل أولادهم الذكور بعدما رأى أكثر من رؤيا أنه سيخرج من بينهم من سيزيحه من على عرشه إلا أنه الله سبحانه وتعالى نجا نبي الله موسى وهو صغيرا بعدما ألقته أمه في النيل واتجه النيل إلى قصر فرعون فاستقبلته آسيا وطلبت من فرعون أن يتربى في القصر لأنها لم تكن تنجب.
وتربى موسى عليه السلام في القصر، وأرضعته أمه رغم ذلك لأنه كان يرفض رضاعة أي امرأة إلا أمه وبهذا رحم الله أم موسى، وأصبح شابا يافعا من قصر فرعون عليه السلام رغم انه من بني اسرائيل.
وفي يوم وجد اثنين من الرجال يختصمان فدفع أحد منهما وهو كان المصري وليس الآخر الذي كان من بني اسرائيل فقتله قتل خطأ وبعد ذلك تاب الله عليه، وفي يوم آخر تكررنفس الأمر فاستعاذ الله من أن يكرر هذا الخطأ مرة أخرى، وفي هذا التوقيت وصل الأمر إلى جنود فرعون الذين كانوا يلاحقونه ليقتصوا منه.
فسافر موسى عليه السلام إلى مدين ووجد هناك ابنتي نبي الله صالح فسقا لهما من على البئر ثم بعد ذلك دعته احدى الفتاتين ليقابل صالح الذي عرض عليه زواج احدى ابنتيه على أن يعمل ثمانية أو عشرة سنوات لديه وبالفعل تزوج وعمل في ارضه لعشر سنوات وبعد ذلك عاد إلى مصر.
وفي طريق عودته إلى مصر وجد نارا أو نورا في جبل الطور وهناك كلم الله سبحانه وتعالى وأرشده على معجزتي تحويل العصا إلى حية كبيرة وأن يخرج يده من جيبه فتصبح مضيئة للناظرين وأمره بأن يذهب إلى فرعون ويدعوه إلى الله عز وجل بعدما ادعى الألوهية، وطلب موسى من الله أن يرزق أخيه هارون النبوة ليساعده في الدعوة إليه فرزقه.
وذهب موسى عليه السلام وأخاه هارون إلى فرعون وتحدثا معه ودعوه إلى الله عز وجل وأن يوحده ولا يدعي الألوهية وأن يرحم بني اسرائيل ورغم ذلك جادله في الله فعرض موسى عليه السلام عليه المعجزتين ( العصا – واليد المضيئة).
فرفض فرعون واستكبر واتهمه بالسحر وطلب منه أن يجمع الناس ويجمع سحرة القصر لينافسوه، وبالفعل تجمع الجمعين في يوم الزينة ولكن عصا موسى تحولت بقدرة الله إلى حية كبيرة وأكلت عصي السحرة الذين علموا أنه نبي من الله فسجدوا لله ورفضوا ما قاله موسى، فقتلهم جميعًا بالصلب والتعذيب.
واستمر فرعون في تعذيب بني اسرائيل فأرسل الله عز وجل المعجزات ضد فرعون وهامان رئيس الكهنة وجنوده والتي شملت كل من فيضان النيل، الجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والقحط.
فوافق فرعون على أن يخرج موسى وبنو اسرائيل من مصر لكنه نكث على موافقته ولاحقهم هو وجيشه وأثناء فرار موسى
وبنو اسرائيل حدثت المعجزة الكبيرة وهو انشقاق البحر الأحمر ليعبروا وأغرق الله فرعون وجنوده.
وبعدما عبر موسى وهارون وبنو اسرائيل إلى الأراضي المتجهة نحو القدس ذهب موسى إلى تلقي التوراة وفي هذه الفترة قام رجل اسمه السامري بصناعة عجل من الذهب الذي أخذته نساء بني اسرائيل من المصريين ولكن عاد موسى عليه السلام وعنف أخيه هارون وعنف بنو اسرائيل الذين عبدوا العجل وكانت توبتهم أن يقتلون أنفسهم ولم يقتلوا أنفسهم إلا قليلا.
وأخذ موسى عليه السلام 70 رجلا من الذين لم يعبدوا العجل ولم ينهوا عن عبادته وصعد معهم إلى الجبل الذي يتحدث عليه مع الله فطلبوا منه أن يروا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وماتوا، وأحياهم الله مرة أخرى كمعجزة لهم وهناك أمروا أن يطبقوا شريعة الله التي أنزلها في التوراة.
وأمرهم الله عز وجل بأن يدخلوا إلى القدس ويحاربون هناك لكنهم رفضوا فابتلاهم الله بالتيه اربعين عاما لا يدخلون فيها القدس ولا يستقرون في مكان، واثناء ذلك حدثت مجموعة من المعجزات منها أن الله عز وجل فجر لهم 12 عينًا من الصخر لكل قبيلة تشرب الماء، وأنزل الله عليهم الغمام ورزقهم السلوى.
وحينما اختلفوا فيمن قتل رجل ثري من بني اسرائيل حدثت معجزة احياء الميت ودلهم على القاتل بعدما جادلوا موسى في امر ذبح البقرة.
اثناء فترة التيه قابل موسى عليه السلام سيدنا الخضر الذي أعطاه الله من معجزات علم الغيب وأمره الله بتنفيذ مجموعة من الأوامر منها أن يعيب السفينة حتى لا يأخذها الملك، وأن يقتل الولد الذي سيصبح ظالما حتى لا يتعب والديه، واقامة الجدار الذي تحته كنز للطفلين الذين كانا أبوهما صالحا.
ظل موسى عليه السلام مع بني اسرائيل في التيه أربعين عاما، ومات هارون عليه السلام أخو موسى عليه السلام ودفن في التيه أي دفن في الصحراء، وبعد مرور عامين توفى موسى عليه السلام.