الطلاق هو أبغض الحلال الى الله عزّ وجلّ وأول خطوة في طريق تفكك الأسرة وبروز المشاكل الإجتماعية، ولكن في حالات يتسع فيها الخلاف بين الزوجين ويشتدّ الخصام بحيث تغدو الحياة الزوجية مستحيلة الإستمرار ويتعذر الإصلاح، يصبح الطلاق ضرورة.
وتبقى المشكلة فيمن يستخدم الطلاق كأول الحلول للتعامل مع المشكلات الزوجية ، يُعتبر الطّلاق من أكثر المشاكلِ انتشاراً في وقتنا الحالي؛ فيشكّل الطّلاقُ خطراً كبيراً على تفكك الأسرة، وضياع الأطفال، وقد انتشرت ظاهرةُ الطّلاق في وقتنا الحالي بشكلٍ كبير، كما قلّت حالات الزّواجِ بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسؤولية، وخاصةً عند الزواجِ بعمرٍ مبكّر .
تختلف أسباب الطلاق ويتحمل مسؤليتها كلا الطرفين الزوج والزوجة ، فهناك أسباب تقع على كاهل الزوج وأخرى على الزوجة لكن إجمالاً تتلخص أسباب الطلاق في الاتى…
إختلاف الأولويات:
حينما تختلف أولويات الزوجين يحدث تضارب في الإهتمامات والرغبات ومن ثم ينشأ الإختلاف والتباين ثم يحدث الشقاق والتنافر ثم يؤول الأمر للطلاق في النهاية.
تدخل الأهل:
من المُعتاد فى كثير من الخلافات الزوجية أن ترى الدخل السافر لأهل الزوج والزوجة ، كلُ يدافع عن رأية ويتعصب لموقفه مما يؤدي إلى تعقيد المشكلة وتصعيدها ، ولتدخل الأهل أثار سيئة مما يؤدي إلى إختراق العلاقه شديدة الخصوصية بين الزوجين مذبك التدخل السئ فى تفاصيل المشكلة الكبيرة والصغيرة.
الخيانة الزوجية:
تعتبر خيانة أحد الأزواج للآخر هي الضربة القوية التي تهدم استقرار العائلة، وذلك لأنها تمثل جرحاً عميقاً في العلاقة الزوجية التي تُبنى على الثقة، والإخلاص، والصدق، كما أنها من الأخطاء التي لا يستطيع الطرف الآخر أن يغفرها لشريك حياته، حتى وإن لم يحدث الطلاق بعدها، فإن حياتهما ستصبح أشبه بكابوس، وذلك بتجنب كل منهما الآخر .
الروتين الزوجي:
مع مرور الوقت وتزايد أعباء الحياه وإنتشار مظاهر الفتن والإغراء يتسلل الروتين والجمود المشاعري إلى بيت الزوجية ، ما يؤدى الى إستدعاء كلا الطرفين أشخصاً كانوا في الذاكرة قديما وتمنوا أن لو كانوا أزواجا لهم ، ومع إستمرار هذا الروتين ينفجر البيت بما فية ثم يؤول الأمر في النهاية إلى الطلاق .
العِند والكِبْر:
من أشد الأسباب الخفية فى حقيقة الخلافات الزوجية هو إستمرار عِند أحد الطرفين وتمسكة برأيه وربما يصل الأمر إلى الكِبر وألا يقبل رأية غير رأيه وإذا إستبان للجميع خطأ رأيه إستحال الخضوع له والإعتراف بخطأهِ
ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة ومن ثم الطلاق .
أثار الطلاق:
الأبناء هم اول من يتأثروا بالطلاق فيضيع الأبناء بين الأم والأب بالإضافة إلى المشاكل النّفسيّة التّي تتشكل عندهم، والتّي من الممكن عدم التّخلص منها مهما بلغ الأطفال من العمر .
تقع الزّوجة في النّظرة السّيئة التّي ينظرها المجتمعُ إلى المرأة المطلقة، وكذلك يتشكّل الحقد والكره بين الزّوجين، وتفكك المجتمع بالإضافةِ إلى الأثر النّفسي الذي يقع على الزّوج، وخاصّة عند تحمّل مسؤولية الأطفالِ .
علاج الأزمة
حُسن إختيار الزوجة:
والشريعة الأسلامية تُوصي باختيار ذات الخُلق والدين، وتُحذر من اختيار ذات المال، أو الحسَب لحسبها، أو الجاه لجاهها. ولا ريب أن الزواج الذي يكون أساسه هذه الشئون المادية فقط يتعرض للتدهور حينما يفوت الانتفاع بها .
حُسْنُ المعاشرة المُتبادَل بين الزوجين:
وذلك يكون بقيام كل منهما بحقِّ الآخر، فلا يتزمَّت الزوج في مُعاملة زوجته، ولا يُسرف في إساءة الظن بها إلى أن يُحكم عليها النوافذ والأبواب، ويَمْنَعُهَا حقَّ استنشاق الهواء وزيارة الأرحام. ولا يتحلَّل مِن صيانتها ويترك لها الحبل على الغارِب، فيُبيح لها حضور المَحافل والمُنتديات والمُقابلات والخلوات حسبما تشتهي، وقد يُسرف في هذا الجانب فيُقدمها بنفسه. ولا ريب أن هاتين الخطتين: خطة التزمُّت، وخطة التحلُّل لهما أثرهما السيئ في العلاقة الزوجية، كما نرى ونسمع، وبالتزمت والضغط يحصل الانفجار وبالتحلُّل يحصل التحوُّل وتَسُوءُ العلاقة ويثبت الشقاق .
إبتعاد الزوجين عن تدخل الأهل:
لا ريب أن الحياة الزوجية التي يتحكَّم فيها الأهل، فتُغري الرجل بزوجه أو العكس، تسوء حالها وتتعرض للتدهور والانحلال، وهنا يجب أن يعرف الأهل والأقارب ـ وبخاصة الوالدانِ ـ أن سعادتهم بسعادة أبنائهم، وسعادة أبنائهم بالعمل على تقوية الروابط وتوثيق عُرَى المحبة بينهم، فإذا لم تفهم الأم أو الأب هذه الحقيقة وجَب على الزوجين ألَّا يستمعَا لهما فيما يُغضب الله، وأن ينصحاهما بوقف حمْلاتهما المتكررة المُنكَرة، التي مآلها حتمًا التفريق بينهما وخراب بيتهما .
سرعة الحل:
من المفضل حلّ المشاكل بشكلٍ بسيط، وعدم تركِ المشاكلِ الصّغيرة إلى أن تتراكم مع مرورِ الوقت، ويتشكّل الحقدُ بين الزّوجين، وألا تقلّ فترةُ الخطوبةِ عن السّنة .
إن الحياة الزوجية القائمة في نظر الشريعة على أُسس المودة، والمحبة، والرحمة هذا هو الطريق لإصلاح الأُسرة، وهو الطريق الذي رسمه اللهُ لعباده، وبيَّنه في كتابه، وطبَّقه رسوله والأصحاب مِن بعده، فإن لم ينفع
كان آخر الأمر : (وإنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كًلًّا مِن سَعَتِهِ وكانَ اللهُ واسِعًا حَكِيمًا).