لم يعد البحث عن بدائل للوقود الحفري، البترول، الغاز الطبيعي، الفحم الحجري، والفحم النفطي، نوعا من الرفاهية أو المنافسة العلمية فقط، ولكنه في ظل هذه الظروف الاقتصادية الراهنة أصبح ضرورة حتمية،، تتطلبها كافة التداعيات التي يشهدها العالم على المستوى الاقتصادي والبيئي، حيث ارتفعت أسعار الوقود بشكل خيالي، وأصبح المخزون الأرضي منه على اختلاف أنواعه وأشكاله في طريقه للنضوب، كما يشهد كوكب الأرض ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وارتفاعات في معدلات التلوث، والاحتباس الحراري، ولهذا اتجهت جميع الدول إلى البحث عن البدائل المناسبة للوقود، سواء من مخلفات القمامة، أو المخلفات الزراعية والصناعية.
نبات الجتروفا
يعد نبات الجتروفا نباتا شديد الصبر حيث يمكن زراعته في معظم أنواع التربة المختلفة الصحراوية منها والصخرية، والقاحلة، وأيضا يمكن زراعته على جوانب الطريق، وفي الأراضي الحجرية، وكل الأراضي التي لا تصلح لزراعة المحاصيل العادية، وتتحمل شجرة الجتروفا الصغيرة الجفاف، ودرجات الحرارة العالية، ودرجة الملوحة الشديدة، ودرجات البرودة تحت الصفر بشكل ممتاز، ويمكن القيام بريها بمياة الصرف الصحي المعالج، أو مياة الصرف الزراعي شديدة الملوحة، و لا تحتاج إلى سماد، ويصل متوسط عمر الشجرة الواحدة إلى خمسين سنة، ويرجع موطنها الأصلي إلى أمريكا الجنوبية، ولكنها انتقلت إلى المناطق الجافة والاستوائية من العالم.
يصل إرتفاع الشجرة من سبعة إلى عشرة أمتار، وتتراوح نسبة الزيت الموجودة في بذورها من 35 إلى 40 بالمائة، وهي تنمو سريعا، وتبدأ الطرح في عمر سنتين، أي أن متوسط إنتاج الشجرة الواحدة يبلغ 15 كيلو جرام سنويا من البذور، وتستمر في الإنتاج لمدة خمسين عاما، ويبلغ إنتاج الميل المربع من نبات الجتروفا حوالي 2000 برميل من الزيت سنويا، وهذا سبب تسميته بذهب الصحراء.
ثمار نبات الجتروفا سامة، ولكن النظرة العلمية لها جعلتها نبات هام جدا، حيث استطاعت هذه الشجرة في بداية التسعينات أن تعطي الأمل للعالم لبداية إنتاج الوقود الحيوي، وخاصة أن ثمارها تحتوي على الزيوت، والهيدروكربون، والذي يسهم في المجال الصناعي، وليس هذا فقط، بل أيضا يدخل في إنتاج الديزل النظيف، كما أن الكيروسين المستخرج منها يساهم في تقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري والناجمة عن الطائرات بنسبة 60 بالمائة، حيث يقلل زيت الجتروفا حوالي 80% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والانبعاثات الأخرى الضارة، كما يقلل حوالي 80% من تكلفة استخراج وإنتاج البترول، لذلك يطلق عليه الزيت صديق البيئة.