ما هو الجاثوم ولماذا يأتي؟ الجاثوم هو فكرة أو شخص مخيف يجثم على الإنسان وهو في نومه، فيشعر من جراء ذلك بضيق وانزعاج. ولقد كثر الكلام عن الجاثوم أو ما يعرف بـ شلل النوم، أو القوة الخفية التي تسيطر على أجسامنا وقال الآخرون إنها روح شريرة جن أو شياطين وهذه الحالة المرعبة يتعرض لها من 5 إلى 62 % من الناس.
ويشعر من يتعرض بالجاثوم أن هناك أحد يجلس على الانسان أثناء النوم، ويمنع الانسان من الحركة وحتى الحبال الصوتية واقفة عن العمل بحيث لا يستطيع الانسان الصراخ أو مناداة أحد.
ظاهرة الجاثوم أحيانًا تكون مصحوبة بهلوسات والانسان غير قادر على الحركة وهذه الظاهرة تم تفسيرها دينيًا وعلميًا.
دينيًا قيل إنه تلبس من الشيطان أو الجن أو حتى بعض الأرواح الشريرة.
علميًا: الأمر يختلف فالجاثوم له عدة أسباب فالبعض قال إنه مخدرات، أو قلة النوم، أو الجينات لكن إلى الآن العلم ما حدد السبب الرئيسي للجاثوم.
لفهم الجاثوم لابد من فهم ما معنى النوم؟
النوم له أربعة مراحل وبعدها تصل إلى حركة العين السريعة، وثلاثة أمور مهمة تحدث خلال هذه المرحلة :
- أولًا cortical activation تفعيل قشرة الدماغ وهذا يؤدي إلى تفعيل خاصية الحلم وبداية بناء صور وفيديو وأصوات الحلم.
- ثانيًا Sensory Blockade الحصار الحسي أو السجن الاحساسي وفي هذه المرحلة ينقطع الانسان تماما عن العالم الخارجي إذا أحد فتح عين الانسان لن رى شيء ولا تسمع أي شيء وتفقد الشعور بجسدك.
- ثالثا Muscular Paralysis شلل العضلات وبهذه المرحلة الدماغ يرسل رسالة إلى النخاع الشوكي حتى توقف عمل العضلات الكبيرة ما عدا عضلات التنفس التي لها نظام خاص، وهذه طريقة ذكية جدا يتخذها الجسم ففي الأحلام يمكن للانسان أن يصرخ أو يركض وهنا لو العضلات متفاعلة ستتم الاستجابة ويتأذى الانسان.
ما يحدث في الجاثوم أن أحد النظامين من الثلاث أنظمة السالفة الذكر يتوقفوا عن العمل ويتبقى النظام الثالث يعمل.
ففي حالة توقف cortical activation تفعيل قشرة الدماغ فالإنسان يستطيع استيعاب المكان الذي يتواجد فيه.
وفي حالة توقف Sensory Blockade الحصار الحسي هذا الآن يعني أنك تستمع طبيعي وترى ما حولك وتشعر بنفسك.
والمشكلة في فقدان النظام الثالث Muscular Paralysis شلل العضلات هو أنك مستيقظ وواعي لما يصير حولك لكن المشكلة أنك مشلول وغير قادر على الحركة فعليا، وبما أن الجهاز التنفسي يعمل بشكل طبيعي فسيشعر الانسان أن هناك ضغط طبيعي على الصدر أو الظهر وهذا تفسير الضيق ما يشعر به الشخص أثناء الجاثوم.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فخلال هذه المراحل المرعبة هناك نظام لا يزال فعال والدماغ ستحاول أن اطفاء النظامين من الانظمة سالفة الذكر والدماغ ستحاول العودة إلى مرحلة الحلم لكن غالبا يفشل الدماغ في هذا الأمر بسبب الرعب فينتقل الحلم إلى الواقع والمشكلة الآن هي أن العين مفتوحة وترى الهلاوس في الحلم.
والقلق والهلع من الأمور العاطفية السلبية والدماغ تستقبل هذه العواطف وبعدها يحاول أن يجعل العواطف السلبية تتوافق مع المنظر الذي يراه الانسان، بأي شكل ممكن ونظرًا لأنه لا يوجد توافق حقيقي بين الخوف والهلع يحاول الدماغ بتغيير الهلوسة بشكل مرعب أكثر حتى يتوافق مع الخوف والهلع.
ويتم استخدام المخيلات في الدماغ ويربط ما بين وجود هذا الكائن المخيف بالضغط الرهيب على الصدر وبالتالي سيشعر الانسان أن الكائن الآن فوقك تماما وهذا ما يحدث بالجاثوم.
وهذه أحد أقسى التعذيب النفسي لمواجهة أكثر الأشياء التي تخافها بدون ان تستطيع أن ترد.
الحل إذا ما أصبت بالجاثوم؟
خذ نفس عميق وبهذه الحالة راح يهدأ الجهاز التنفسي وتستيقظ من النوم، والمرحلة الثانية أن تبقي التركيز على الهلوسات وحينها تقوم بتغيير الحلم وهذه تجربة ممتعة جدًا، أما الحل لعدم حصول الجثوم لا يوجد حل نهائي سوى النوم بشكل أفضل والتأمل.