هل تعلم أنه إذا كانت لديك عادة ما تقضي بها ما تملك من الأوقات أنها أحد العوامل التي تفصل بين نجاحك في هذه الحياة، أو عدم النجاح؟ دعني أخبرك بأن الإنتاجية التي تستطيع القيام بتحقيقها في وقت الفراغ لديك ليست أمر بسيط، ولكنها تلعب دورا عظيما جدا في نجاح أهدافك المهنية التي تريد الوصول إليها، وإذا نظرت إلى الأشخاص الناجحين في حياتهم ستجدهم يستغلون أوقات فراغهم في أشياء أهم بكثير من الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة التلفاز والبرامج الترفيهية، أو حتى النوم.
إذن دعونا نبحر قليلا في هذا المقال لكي تستطيع استبدال العادات القديمة التي غالبا ما تقضي بها وقت فراغك، ونستبدلها بعادات تقود إلى طريق النجاح، هذه بعض الأنشطة والعادات التي يمكن أن تقوم بممارستها في وقت الفراغ الخاص بك، لكي تصل إلى النجاح الذي تريد تحقيقه:
- أولا: العقل السليم في الجسم السليم:
ممارسة التمارين الرياضية، فلا يختلف اثنان في أن التمارين الرياضية هي غذاء مفيد للجسم والعقل، فبحسب دراسات أجريت أثبتت أن الذين يمارسون النشاط البدني لمدة نصف ساعة يوميا، خمس أيام في الأسبوع فقط، ينعمون بصحة جيدة جسديا، وصحة عقلية أيضا أفضل من غيرهم، وأيضا تعمل على تحسين الحالة المزاجية للشخص، وخفض مستوى التوتر مما يجعله يستطيع التفكير بوضوح.
لذلك ممارسة التمارين الرياضية صباحا هي أفضل شيئ يمكنك القيام به لكي تكون نشيطا ويقظا أثناء أدائك للعمل،
- ثانيا: التعلم:
يتوقف النجاح على عوامل من أهمها التعلم، لأن العلم غذاء الروح والعقل أيضا، فإذا أردت النجاح في شيئ ما عليك بالتعلم، إذا أردت تسليح عقلك فعليك بالتعلم، قم بتعلم شيئ جديد في وقت فراغك، لغة جديدة مثلا، أو متابعة أحدث التطورات في عالم التكنولوجيا الحديثة والاستثمار فيها، وهناك من يهتم بمتابعة علم الوراثة وتطوراته، أو بمتابعة تكنولوجيا المعلومات وما تطور بها وما يفيده في مجاله المهني الخاص به، كل منا له اهتمام معين فحاول تعلم شيئ جديد دائما في وقت فراغك.
التعليم لا يقف عند مرحلة معينة أنا انتهيت من الكلية إذن أنهيت تعليمي!، لا التعليم ليس هكذا، لابد من القيام بتعلم أشياء جديدة كل يوم، لابد من تغذية عقلك بماهو يساعد على زيادة القدرة الانتاجية والشخصية دائما، ونحن في عالم مفتوح الآن، تستطيع الولوج إلى دروس في مختلف المجالات، دراسة بعض الدورات العلمية على شبكة الانترنت، وغيرها من برامج أيضا وتطبيقات تساعدك على التعلم بشكل أفضل.
- ثالثا: خدمة المجتمع:
هناك مرحلة ما تأتي على الشخص في حياته لا يعرف من أين يبدأ، وكيف يفكر ويقرر، لايستطيع تحديد المستوى الذي وصل إليه، لا يتستطيع تقييم نفسه في العمل، إذن قم بالذهاب وتطوع في خدمة المجتمع والأشخاص الأقل حظا في هذه الحياة.
التطوع للمشاركة في أنشطة تخدم المجتمع وتطوره أمرجيد لكي تستطيع التفكير بإيجابية مرة أخرى، وتستطيع تحسين أدائك في عملك.
التطوع هو أفضل وسيلة لتكين نظرة جديدة وواضحة للحياة وممارستها من جديد، تستطيع ترتيب أولوياتك وأهدافك من جديد، وعمل خطو جديدة لمواجهة التحديات التي تواجهك في الحياة، وتقليل التوتر الذي يجعلك تركز دائما على مشاكلك الخاصة.
- رابعا: ممارسة بعض الهوايات:
لو نظرنا إلى الأشخاص الناجحين والمشهورين على مستوى العالم، دائما مايكون لدييهم أنشطة أخرى بجانب العمل الذي يؤدونه، وذلك يرجع إلى الطريقة التي اختاروا بها قضاء أوقات فراغهم، وأوقات متعتهم، وأيضا يكون لهم اختيار جيد للهوايات، لأنها منفذ جيد للتخلص من الضغوط والإجهاد، وأيضا هي مصدر مميز لمحاولة الإبداع وتدفق الأفكار الجيدة.
- خامسا: صفاء الذهن:
مثلا الجلوس أمام البحر لبعض الوقت، ممارسة بعض تمارين الاسترخاء مثل اليوجا، الجلوس ساكنا لمدة نصف ساعة، ذلك سيجعلك تصل إلى الهدوء وصفاء الذهن، ويتركك مرتاحا وسعيدا.
يمكنك أيضا أن تجلس على لكرسي مستلقيا وتنظر إلى السقف لفترة من الوقت، أو التمدد والاستلقاء لفترة بسيطة بعيدا عن العالم كله، هذا كله سيفي بالغرض.
- سادسا: القراءة:
كيف تستطيع البقاء على معرفة دائمة واطلاع دائم بما حولك؟ بالقراءة، سواء كنت مهتما بسماع الأخبار أو قراءتها، أو متابعة أخبار بعض رجال الأعمال الناجحين، أو قراءة بعض الكتب المهنية التي تساعدك في تطوير مهاراتك في العمل، أو حتى القراءة في مجال دراسة ومجال الترفيه.
القراءة لبعض الكتب يوميا هي من العادات الدائمة لدى الأشخاص الناجحون في حياتهم، ومن شأنها تحسين طرق إبداعك، وتحسين كيفية تفكيرك في عملك، وتخفيف التوتر الذي يأتي في نهاية اليوم.
- سابعا: الأسرة وهي من أهم البنود التي يجب النظر إليها جيدا:
بين الحين والآخر حاول أن تأخذ قسطا من الراحة وتكرس فيه اهتمامك بأولئك الذين يحبونك جدا، وتحبهم أكثر من غيرهم، لبضع ساعات أسبوعيا، توقف عن التفكير في العمل، توقف عن التفكير في أي شيئ آخر، وأعطي اهتمامك وكل تفكيرك، لأبنائك، زوجتك، عائلتك، واستمتع بقضاء هذا الوقت معهم.
هذا من شنه أن يجعل حياتك صحية، متزنة، ومنتظمة، ويحفزك على التقدم المستمر في عملك، والنجاح دائما.
إذا كنت تعمل وتكد وتكافح من أجل أن تصل إلى النجاح، ومن أجلتحقيق جميع أهدافك، يجب عليك أن تنظر جيدا في كيفية قضاء وقت فراغك، وأن تقوم باستثماره بشكل جيد ومتوازن، بدلا من الجلوس في المكتب، الجلوس على الأريكة، مشاهدة التلفاز، ممارسة ألعاب الفيديو، والأحاديث الغير مجدية، وغيرها من الأنشظة التي لا فائدة منها، قم باستبدال بعض من هذه العادات بعادات جيدة تعود عليك بفائدة كبيرة، وتزيد من قدرتك الإنتاجية، وبذلك ستكون قد حققت عامل هام جدا وأساسي للوصول إلى النجاح والتفوق والتميز في عملك وفي حياتك.