قال الله عز وجل إن بني اسرائيل أضلهم رجل اسمه السامري ورجع موسى عليه السلام بعد اربعين يوما إلى قومه غضبان جدًا وحزين كيف يعبدون عجلًا من ذهب صنعه السامري.
بنو اسرائيل يخرجون بذهب المصريين
في غياب موسى عليه السلام لما انتهت الثلاثون يومًا ولم يرجع موسى كما وعدهم، فقال بنو اسرائيل إن هناك شيء حدث، فقال لهم هارون ( لعلنا اذنبنا فأتوا بالحلي ) وهذا الحلي لم يكن لبني اسرائيل وإنما كان للمصريين واستعار نساء بني اسرائيل الذهب استعارة.
ولما خرجوا خرج معهم الذهب وهو ليس لهم، فقال هارون لعلكم عوقبتم بهذا الذهب فلا يحل لكم ولا تستطيعون أن ترجعوه فأتوا به فادفنوه، وتم انشاء حفرة والقوا الذهب ودفنوه.
وجاء السامري فأخذ الذهب وصنع منه شكل عجل ( ابن البقرة ) وأخذ قبضة من أثر الرسول والرسول هنا هو جبريل عليه السلام كان قد بصر.
فالله سبحانه وتعالى أراد أن يبتلي بني اسرائيل فعجل عند السامري قدرة أنه رأى جبريل عليه السلام وهو على فرسه، وكان يرى ما لا يراه الآخرون.
السامري يصنع عجلا ويرمي عليه تراب فرس جبريل
فرأى السامري جبريل عليه السلام على فرسه، وأنه كلما داس جزء من الأرض ظهر منها الزرع فورًا في كل مكان يدهس فيه وكأن فيه حياة، فلما رأى هذا المشهد أخذ حفنة من التراب الذي دهسه فرس جبريل عليه السلام فلما صنع العجل أخذ هذه الحفنة فقذفها على العجل فبدأ هذا العجل يظهر أصواتًا وكأنه يخور الخوار الحقيقي.
ولما عاد موسى عليه السلام إلى بني اسرائيل وهو غاضب لامهم وقال لهم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنًا ؟ هل تأخرت عليكم 10 أيام ؟!
السامري يضل بني اسرائيل ويقول لهم أن العجل هو اله موسى
السامري قال لبني اسرائيل موسى ذهب يبحث عن الهه واله هنا عندنا .. هذا العجل هو اله موسى وسيرجع موسى ليعبد هذا العجل معنا، وأكثرهم عبد العجل وقليل منهم امتنع
وانتظر عودة موسى النبي الذي لا يخلف وعده، فتوقفوا ولم يكن من بينهم على الحق إلا هارون عليه السلام.
وقال لهم موسى أنا وعدتكم تأتون خلفي ولا تتوقفون، فردوا عليه أنهم لم يتوقفوا بإرادتهم ولكنهم حملوا الذهب من زينة المصريين قوم فرعون فقذفوها في الحفرة وتحرك السامري وأخرج العجل جسدًا له خوار فقال : هذا الهكم واله موسى، وأن موسى نساه هنا وذهب يبحث عنه، لذلك وافقوه وظلوا يعبدونه حتى يعود موسى عليه.
موسى عليه السلام يعاتب هارون عليه السلام
فألقى موسى عليه السلام ألواح التوراة وأخذ يجر هارون عليه السلام من لحيته، وكان بني اسرائيل يحبون هارون أكثر من موسى نظرًا لأنه شديد.
وسأله عن السبب الذي منعه إذا رآهم ضلوا عن الطريق السليم وعصيانه فقال له يا ابن أمي لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي واعتذر له وقال له انه خاف أن يقول موسى فرقت بين بني اسرائيل ولم تنتظر حكم موسى في هذا الأمر.
هارون عليه السلام كان نبي لكنه كان تابعا لموسى عليه السلام وهنا التفت موسى عليه السلام إلى السامري وقال له ما الذي صنعته يا سامري ؟ وكيف صنعت له خوار؟
فرد عليه السامري أنه رأى شيئًا لم يراه الآخرون، حيث رأى جبريل عليه السلام وقبض قبضة من فرس جبريل ورماها على العجل، وكذلك زينت له نفسه الأمر، وانحرافه عن الطريق السليم.
وما بقى على الحياد الا نفر قليل والباقي عبد العجل.
وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم أي أنه كانوا يظهرون الايمان لكن حقيقتهم في قلوبهم الكفر وهذا شأن اليهود دومًا.
موسى ينذر السامري بعقاب الله
وهنا موسى عليه السلام أصدر الأوامر، فقال له اذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس، أي نفاه وقال لا يمسه أحد وقيل أصابه مرض معدي فكان الناس يهربون منه، وأنذره بعذاب النار.
وقام موسى عليه السلام بالعجل الذهبي بحرقه ثم بعد حرقه أخذ الفتات ورماه في البحر، حتى لا يعود أحد لعبادته أبدًا، ثم قال إن الله هو الإله الذي لا إله إلا هو ووسع كل شيء علما.
ودعا موسى عليه السلام بالغفران له ولأخيه ثم إن الله عز وجل أوحى إليه بالأوامر تجاه من عبد العجل بأنهم سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا، وظل الغضب على بني اسرائيل الذين عبدوا العجل إلى قيام الساعة.
توبة الذين عبدوا العجل هي الانتحار
وعرفوا أنهم أخطئوا وقالوا ( اذنبنا وظلما نريد أن نتوب ) فجاء الأمر العجيب أن التوبة من هذا الذنب بصدق أمر الله عز وجل أن ينتحر من يريد التوبة، فقام بعضهم فقتل نفسه فتاب الله سبحانه عليهم وأكثرهم لم يقتلوا أنفسهم.
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) ( سورة البقرة ).
يقول الله عز وجل في سورة طه
۞ وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)
تابع قصص الأنبياء بالترتيب إقرأ: قصة سيدنا موسى عليه السلام (الجزء الثامن)