معروف أن أم كلثوم كوكب الشرق بدأت حياتها الفنية في العهد الملكي ومع بداية ثورة عام 1952 منع الرقيب العسكري في الإذاعة أغاني أم كلثوم بدعوى أنها غنت للملك فؤاد، والملك فاروق، وتدخل الرئيس جمال عبد الناصر، وبعدها صارت صداقة بين أم كلثوم وأسرة عبد الناصر الذي كان يعشق صوتها وأغانيها، لدرجة أنها ساندت الثورة وكان لها دور وطني معروف بأغانيها خاصة بعد حرب 1967 فغنت للشعب وللقائد لاستعادة الأرض وساهمت بشكل كبير في جمع تبرعات للمجهود الحربي، فزارت معظم الدول العربية والأوروبية لإحياء حفلات غنائية يخصص دخلها لتسليح الجيش المصري.
أحدثت أم كلثوم تطورا كبيرا في الأغنية العربية وأساليبها وأدواتها وتقنياتها حيث أسهمت في تأسيس نزاعات فنية جديدة في الثقافة التعبرية المصرية وكان لها حضور قوي في الثقافة العربية بشكل عام، فأم كلثوم تعد بحق وجهًا مشرفا لمصر لذلك كانت حريصة على التعاقد مع شركة صوت القاهرة لانتاج وتوزيع أعمالها لثقتها التامة في الشركة وقدرتها على الحفاظ على اسمها وعلى تراثها.
شركة صوت القاهرة تحتكر تسجيلات أم كلثوم:
في العاشر من نوفمبر عام 1959 تعاقدت أم كلثوم مع مصنع الشرق للاسطوانات محمد فوزي وشركاه لتسجل بصوتها الأغاني التي يقع عليها اختيار الشركة على أن يكون حق استغلال هذه الأغاني لمصنع الشرق حتى بعد انتهاء مدة العقد والتزمت أم كلثوم بعدم تسجيل هذه الأغاني بصوتها لحساب أي فرد أو شركة أو مؤسسة.
و بعد انشاء شركة اسطوانات صوت القاهرة عام 1964 آلت إليها ملكية مصنع الشرق وفي الأول من يوليو 1964 تعاقدت السيدة أم كلثوم مع شركة اسطوانات صوت القاهرة ونص العقد على أن للشركة وحدها حق استغلال هذه الأغاني فشركة صوت القاهرة هي المالكة الوحيدة لكافة المصنفات المنتجة طبقاً لهذا العقد وإضافة إلى ذلك قامت بعمل توكيل بتاريخ السادس عشر من نوفمبر 1966 كان أحد الشاهدين عليه الفنان الراحل رياض السنباطي, و تضمن هذا الإقرار أن شركة صوت القاهرة هي المالكة لكافة حقوق الملكية والأدبية والقيد للتسجيلات والمترتب عليها حقوق النشر، وأقرت بأنه ليست لأي جهة أو شركة أو شخص حق نشر تسجيلاتها الفنية أو طبعها فيما عدا شركة صوت القاهرة.
أم كلثوم تغني في فرنسا لأول مرة ضد التكتل اليهودي
في فرنسا تحدت أم كلثوم التكتل اليهودي الذي حاول منعها من الغناء إلا أنها تمكنت من الغناء في أكبر المسارح هناك وأرسل إليها شارل ديجول الزعيم الفرنسي الشهير برقية على الطائرة العائدة بها إلى القاهرة يتمنى لها السلامة، وفي وسط الحروب والصراعات والملوك والبسطاء غنت أم كلثوم لمجد الجميع ولرفعتهم وأنشدت ما اهتزت له مشاعر العرب شرقا وغربا على مدى عشرات السنين حتى قيل فيها إنه لم يجتمع العرب على شيء مثلما اجتمعوا على صوت أم كلثوم وأضحى الغناء بصوتها رمزًا للعروبة وباتت أغنياتها فرعا من فروع القومية العربية حيث وحدت الوجدان العربي.
جوائز أم كلثوم
حصلت أم كلثوم على العديد من الأوسمة والنياشين أهمها نيشان الكمال من مصر في سبتمبر 1944 ووسام النيل ونيشان الرافدين من الدرجة الأولى من الملك الفيصل عام 1946 ووسام الأرز اللبناني عام 1955 ووسام النهضة من ملك الأردن عام 1955 ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى مارس عام 1960 ووسام الجمهورية الأكبر من تونس الرابع من يونيو 1968 ووسام الكفاءةالعسكري المغربي ووسام الاستحقاق من لبنان عام 1968 كما حصلت على وسام نجمة الامتياز الباكستاني تقديرا لغناءها قصيدة " حديث الروح " للشاعر الباكستاني محمد اقبال.
و في رحلتها إلى موسكو لاحياء حفل لصالح المجهود الحربي سمعت أم كلثوم خبر وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، فحزنت واعتذرت عن الحفل وعادت إلى مصر لتقيم فترة حداد طويلة، وانقطعت أم كلثوم عن الغناء ودخلت في مرحلة المرض حتى صعدت روحها الطاهرة إلى السماء ليسكن الجسد مثواه الأخير في الثالث من فبراير من عام 1975.