قبل ألف عامًا وقبل أن يطير الاخوان رايت بطائرتهما الأولى، بدأ شاعر مسلم، وفلكي، ومهندس، وفيلسوف، ورياضي اسمه عباس بن فرناس تجربته الأولى للطيران باستخدام مجموعة من النماذج والأشكال المختلفة للطائرة.
بداية طيران عباس بن فرناس
وقيل إنه في أوائل عام 852 من الهجرة قفز بن فرناس من أعلى منارة مسجد جراند في قرطبة المدينة التي كان سيكنها نصف مليون مسيحي ويهودي في العصور المظلمة لأوروبا، والتي كانت منارة للتسامح في اسبانيا باستخدام عباءة مخيطة بتصميم خاص مع اشرعة خشبية.
لكن حينما سقط أرضا وعانى من بعض الاصابات والام في الظهر لبقية حياته لكنه يدخل السجل التاريخي فهو أول انسان يطير، وهذا لم يوقفه ولم يمنعه من مواصلة تجاربه.
وفي عمر السبعين عامًا صنع عباس بن فرناس مجموعة من الأجنحة الاصطناعية من ريش الصقور، والحرير، واستخدمها وقفز من أعلى الجبل.
هذه المرة ابن فرناس تمت مشاهدته يحلق في السماء لمدة تسعة دقائق قبل أن يلمس الأرض، لكنه رغم ذلك لاحظ أن اختراعه بحاجة إلى ذيل للتوجيه ولتسهيل الهبوط على الأرض بكل سهولة.
اليوم مطار بغداد الدولي يوجد على مدخله تمثال للعالم الراحل عباس بن فرناس تخليدًا لذكراه، وقامت وكالة الفضاء الدولية ناسا بإطلاق اسمه على أحد فوهات القمر، كما تم اطلاق اسمه على مطار طرابلس في ليبي، وسمي مطار في شمال بغداد باسمه أيضًا.
عباس ابن فرناس يتهم بالزندقة
وتم اتهام عبس ابن فرناس العالم المسلم الاندلسي بعدة تهم بسبب عبقريته أكثرها غرابة بعدما قام بالطيران، تم اتهامه بتهمة ( التغيير في خلق الله ) وذلك لأنه رصد وقام بتشريح ميكانيكا الطيران الخاصة بالطيور، ونجح في طيرانه، لكن بعد ذلك تم عزله في منزله فترة من الوقت.
حكاية طيرانه من الدكتور رحاب خضر عكاوي
وذكر الدكتور رحاب خضر عكوي في موسوعة العباقرة التالية : قام عباس ابن فرناس بتجارب كثيرة درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه فكسى نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقى الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته وهو يتناسب مع ثقل جسمه وصنع له جناحين من الحرير أيضا يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء وبعد أن تم له كل ما يحتاجه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنهما سيحملانه ليطير في الجو كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء.
بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد الطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة فصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذى في ظهره فقد فاته أن الطيران إنما يقع على زمكه (ذيله) ولم يكن يعلم موقع ذنبه في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض وأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.