تختلف الطباع البشرية بين الناس ولاسيما بين الزوجين أو بين الرجال والنساء بشكل عام، وتتولد الإختلافات والمشاحنات نتيجة تباين الشخصيات، ونموذج الرجل والمرأة كدراسة إستقصائية يمكن أن يُساهم في حل إشكالية الإختلاف تلك. وبالتالى يمكن للطرفين أن يفهما بعضهما البعض فتقل الإخفاقات وتزول الإختلافات وينعم الطرفين بحياه هادئة بسبب فك هذا اللغز.
تركيبة عقل الرجل والمرأة:
قال علماء من الولايات المتحدة إن مخ الرجال يختلف في تركيبته العصبية عن مخ النساء، إذ إن الروابط العصبية بين شطري الدماغ أكثر لدى النساء منها لدى الرجال، أما الروابط الموجودة داخل كل شطر من الدماغ فهي أكثر لدى الرجال ،وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم، أنه بينما توجد الكثير من الروابط العصبية بين شطري المخ لدى النساء فإن الروابط الموجودة داخل كل شطر لدى الرجال أكثر منها لدى النساء.
ورجح الباحثون أن تفسر هذه الدراسة الصفات البيولوجية المميزة للمخ لدى كل من النساء والرجال والاختلافات المعروفة بينهما، إذ يمكن أن تكون بنية المخ لدى الرجال وراء قدرتهم المميزة على ترجمة ما حصّلوه من معلومات إلى تصرفات بشكل أفضل مما تفعله النساء، في حين أن النساء أقدر من الرجال على ربط المعلومات الحدسية والبديهية.
قيمة معرفة الإختلاف بين الرجل والمرأة:
جاءت الأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية أكثر جهات العالم تخصصًا في علوم المخ والأعصاب لتجيب حول أسباب اختلاف منطق تفكير وسلوك المرأة عن منطق تفكير وسلوك الرجل، وصرّحت في بيان أذاعته في ختام مؤتمرها السنوي الحادي والخمسين أنه: "لا شكّ أن هناك فوارق بين مخ الذكر ومخ الأنثى، والتعرّف على هذه الفوارق يفسّر لنا الاختلاف في طريقة التفكير والسلوك بين الرجال والنساء، ومن ثمّ فإن إدراك هذا الاختلاف يفيد في تحقيق تعامل أفضل بين الأشخاص من الجنسين ".
إختلاف وظائف عقل الرجل عن المرأة:
ثم يُضيف تقرير الأكاديمية فيقول " وليس معنى وجود هذه الفوارق أن أحد الجنسين أفضل من الآخر، بل إن الخسارة ستكون كبيرة لو حاول البعض أن يستغل إقرار العلماء بهذه الفوارق ليدّعي تفوقاً لجنس على الجنس الآخر". ويؤكد سيمون كوهين، أستاذ علم النفس بجامعة كامبردج، في كتابه "الحقيقة حول مخ الذكر والأنثى: الفروق الجوهرية" على هذه الحقيقة، قائلًا إن المخ الأنثوي " قد تم تشكيله وإعداده سلفاً ليقوم بالمشاركة والتعاطف، بينما تم تشكيل المخ الذكوري ليقوم بالوظائف التحليلية والتنظيمية، ولا شكّ أن إنكار هذه الفوارق الجنوسية* يُعدّ من أكبر محاولات التدليس في تاريخ العلم ".
جوهر التباين بين عقل الرجل والمرأة
في كتاب " Laugh your way through Marriage " للمؤلف الشهير مارك جانجور قال فيه ما يؤكد على حقيقة الإختلاف بين عقلى الرجل والمرأة وحدد بالضبط جوهر التباين فقال
" مخ الرجال يحتوي على صناديق، وكلّ صندوق يحتوي على موضوع واحد فقط، وعندما يركّز الرجال في موضوع ما، فإنهم يفتحون صندوقاً واحدًا فقط ويركّزون على هذا الموضوع فحسب، ولا يستطيعون في الغالب ممارسة مهمة أخرى أو الانشغال بموضوع آخر في نفس الوقت. أمّا النساء فإن مخهن لا يحتوي على صناديق وإنما هو كالدائرة الكهربائية التي تتصل فيها كل الأسلاك ببعضها البعض، مما يعني أن عقولهن لا تكفّ عن الحركة وعن ربط المواضيع ببعضها البعض".
دفاعاً عن الرجال:
دافع مارك جانجور عن ظاهرة التفكير في اللاشئ التى تُصيب معظم الرجال وهى أن الرجل يحب كثيراً التفكير في اللاشئ فيقول " لرجل كلما سنحت له الفرصة فإنه يذهب إلى صندوق اللاشيء هذا الذي يترك فيه الرجل دفة عقله في ملكوت اللاشيء، ولكن لا تفهم النساء حالة الفراغ هذه، بل تظنها تجاهلا أو خيانة، مما يؤدي إلى شعورهن بالغضب والجنون إذا رأين الرجل في حالة اللاشيء.
وهكذا يتبين ان ثمة إختلاف حقيقي بين عقلي الرجال والنساء، إختلاف فيسيولوجي وإختلاف في الوظائف وإختلاف في إدراك الأمور بل إختلاف الإهتمامات الجنسية لدى الطرفين . ومعرفة جوهر الأختلاف يُفيد فى معرفة جوانب القوة والضعف لدى كل طرف ومن ثم نصل لدرجة كبيرة من التفاهم وحُسن التعامل بين الطرفين.