للحيوانات الأليفة قصص وعبر نأخذ منها دروسا كثيرة في الوفاء التضحية وفي الحب أيضا، فمنذ قديم الأزل وهدد سليمان الذي يعتبر أول جهاز مخابراتي في العالم، حينما أعلم سيدنا سليمان بقصة الملكة بلقيس وقومها الذين يعبدون الشمس من دون الله، وكان سببا في هداية الملكة وقومها إلى عبادة الله وحده كما جاء في القرآن الكريم في سورة النمل...
بسم الله الرحمن الرحيم
{وتفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) } ليرد الهدهد كما جاء في القرآن
{إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)} ، ثم قال الهدهد متعجباً من عبادتهم للشمس وتركهم لعبادة الله عز وجل قائلاً {لَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَاتُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}. صدق الله العظيم .
مرورا بالكلاب ، فقصص وفاء الكلاب مع أصحابها عديد ولا تنتهي، نذكر منها الكلب "هاتشيكو" الذي ظل منتظرا صاحبة 10 أعوام أمام محطة "شيبويا" بطوكيو أملا في لقائه، وقبل عامٍ من موته قام أحد الفنانين اليابانيين، الذين تأثروا بقصته، بنحت تمثالٍ له، وخلال السنوات التي تلت موته انتشرت قصة الكلب بين أنحاء العالم، كما تمّ تمثيلها في فيلم ياباني عام 1987م تحت مسمّى "هاتشيكو مونوگاتاري" .
أما القطط وهي من الحيوانات الأليفة الأكثر انتشارا وحبا بين الناس بعد الكلاب، فلها أيضا من الحكايات والقصص ما يقشعر لها الأبدان، وها هي حكاية سلوى أبو النجا شقيقة الفنان خالد أبو النجا، البالغة من العمر 62 عاما والتي توفت بسبب حبها وعشقها للقطط، فضحت بروحها وفضلت الموت مع القطط عن الخروج والنجاة بمفردها بعد أن نشب حريق التهم شقتها بالكامل، ورفضها ترك مجموعة من القطط كانت تعيش معها، مما أدى إلى اختناقها ووفاتها.
الأمثلة كثيرة وكثيرة على الحيوانات الأليفة وعن علاقة الحب المتبادلة بينها وبين أصحابها، كالحصان الذي رافق جنازة صاحبة بحسب الصور التي نشرتها جريدة "مترو" البريطانية بمدينة باريبا في البرازيل، والتي أظهرت الحصان وهو يودع صاحبه داخل النعش متأثرا كادت الدمعة تفر من عينيه.
وفي النهاية أحب أن أذكر أن خاتم الأنبياء محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، أوصانا بالرفق بالحيوان، فقال كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى القلب! فشكر الله له، فغفر له)) قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: ((في كل كبد رطبة أجر)).
كما روى البخاري وغيره عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)).