مع إنتشار ظاهرة التحرش والإعتداء على المارة ولاسيما النساء ، صار الحديث عن أداب الطريق هاماً للتذكير بالأداب العامة للطريق ولمن يجلس في الطرقات، والتحذيرات الواجب مراعتها والنواهي الواجب الإبتعاد عنها من أجل الوصول لحالة من الرُقي والتعامل بنوع من التحضر مع الأخرين ، وتأتي مقاصد الشريعة الأسلامية من أجل تحقيق السلام الإجتماعي والأستقرار المُجتمعي .
الاسلام وحقوق الطريق:
حث الإسلام على مراعاة حقوق الغير ولاسيما إن كان المار في الطريق ، فله حقوق خاصة تُميزه عن غيره ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ»، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا»، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ " رواه البخاري .
ويكن تلخيص بعض من الأداب العامة للطريق والتي أكدت عليها الشريعة الأسلامية كالتالي:
غض البصر: الأمر بغض البصر يشترك فيه الرجال والنساء على حد سواء فتعمد النظر يورث القلب علاقة يتعذب بها الإنسان .
كف الأذى: ومن حقوق الطريق، كف الأذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم. وفي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي قال: المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده .
رد السلام: ومن حقوق الطريق: رد السلام، وهو واجب لقوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز .
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت هذه الأمة خير الأمم: " كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ " وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة للأمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهلاك والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب الأمن، ومنها نشر الفضيلة وقمع الرذيلة... إلخ .
إزالة الأذى من الطريق : من الآداب المستحبة في الطريق إزالة الأذى عن الطريق، بل هي من الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " البخاري