مكتبة الإسكندرية القديمة وتعرف ايضاً بالمكتبة الملكية أو المكتبة العظمي، لم يتفق المؤرخون علي من بناها بعضهم يقول أنه تم تأسيسها علي يد " الأسكندر الأكبر" قبل ثلاثة وعشرين قرناً، والبعض الآخر يقول أن من أسسها هو "بطليموس الثاني" في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد وتحديدا في أعوام (285-247) قبل الميلاد.
وفي عام 2002 تم إعادة بنائها تحت مسمي "مكتبة الأسكندرية الجديدة" وذلك بعد أن تعرضت للعديد من الحرائق و تم هدمها في عام 48 قبل الميلاد.

تاريخ إنشائها:

لم يتفق المؤرخون حول الشخص الذي أسس المكتبة، البعض يقول أن "الإسكندر الأكبر" هو أول من وضعها في تخطيطه عند بناء الإسكندرية وهو صاحب فكرة تأٍسيسها.

أما الرأي الآخر يري أن "بطليموس الأول هو من شييدها، وأخرون يرون أن "بطليموس الثاني" هو من شييدها وذلك بعد أن أكملها خلفاً لـ"بطليموس الأول" الذي أمر بتشييدها وتكلف بجميع تكاليف بنائها علي نفقته الخاصه.

"ديمتريوس الفاليري" اليوناني كان يعمل كمستشار لـ "بطليموس الأول" هو أول أمين للمكتبة وهو الذي جمع محتويات المكتبة وهو في بلاد اليونان وأول من نظم المكتبة، تم تخطيطها معمارياً وموضوعياً لكي تعبر عن الفكر اليوناني وتكون مواكبة للحقبة الذمنية وعلومها.

أختلف في ميعاد إنشائها فالبعض يقول أنه تم تشييدها في عام 330 قبل الميلاد، والبعض الآخر يقول أنه تم تشييدها في عام 288 قبل الميلاد.

المكتبة القديمة

كانت لمكتبة الأسكندرية الملكية شأن عظيم وتاريخ كبير كونها أول وأعظم مكتبة عرفت علي مدار التاريخ وأكبر مكتبات عصرها، استمدت المكتبة عظمتها من عدد المجلدات والكتب الذي كانت تمتلكها والتي وصل عددها في هذا الوقت 700 ألف مجلد وكتاب وهو أكبر عدد من الكتب في العالم القديم، ومن أٍسباب شهرتها أيضاً إحتوائها علي أعمال"هوميروس" ومكتبة "أرسطو".

أمناء المكتبة في عصر ما قبل الميلاد:

1-ديمتريوس الفاليري عام (284) قبل الميلاد.
2-زينودوتس الأفيسي في الأعوام من (284-260) قبل الميلاد.
3-كاليماخوس البرقاوي في الأعوام من (260-240) قبل الميلاد.
4-أبوللونيس الرودسي في الأعوام من (240-235) قبل الميلاد.
5-إراتوستثيس البرقاوي في الأعوام من (235-195) قبل الميلاد.
6-أريستوفاتيس البيزنطي في الأعوام من (195-180) قبل الميلاد.
7-أبوللونيس إيدوجرافوس في الأعوام من (180-160) قبل الميلاد.
8-أريستارخوس الساموتراقي في الأعوام من (160-145) قبل الميلاد.

سر عظمة المكتبة القديمة:

تعود شهرة مكتبة الإسكندرية القديمة أو كما تعرف باليونانية "بيلتيكا دي لي اكسندريا" لعدة أٍسباب، فهي أول مكتبة وأقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم فهي لم تكن أول مكتبات العالم ولكن مكاتب المعابد الفرعونية كانت تسبقها ولكنها كانت تختص بالكهنة فقط، من أسباب شهرتها أيضاً الكتب التي كان تحتوي عليها فقد كانت تحتوي علي كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وحدث بها المزج العلمي والالتقاء الثقافي الفكري بعلوم الشرق والغرب، فهي تعتبر نموذج للعولمة الثقافية القديمة والتي أنتجت الحضارة "الهلينستية" حيث إمتذجت الحضارتين الفرعونية و الاغريقية، أيضاً من أٍسباب عظمتها وشهرتها أن المسؤولين عنها قد فرضو علي كل عالم يدرس بها أن يهدي المكتبة نسخة من مؤلفاته، أيضاً لأنها كانت في مصر معقل العلم ومعقل البردي وأدوات الكتابة، فقد جمع بها ما كانت تحتويه المعابد المصرية من كتب ومؤلفات وعلوم ، أيضاً لم يكن هناك تفرقة سياسية ولا دينية ولا عرقية ولا جنسية فقد كان هناك تحرر من علمائها ولم يكن هناك عنصرية تجاه أي عالم.

حريق المكتبة

حاصر "بطليموس الصغير" شقيق الملكة "كليوباترا" "يوليوس قيصر" في اعتقاده أن أنه يناصر الملكة عليه وقام "يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت تتواجد علي جانبي شواطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الأسكندرية فامتدت نيران حرق السفن إلي المكتبة وحرقتها ويقال أنها قد دمرت المكتبة نهائياً.

علي حسب ما ورد في التاريخ أنه في عام 391م قد لحق بالمكتبة أضرار كبيرة عندما أمر الأمبراطور الروماني "ثيودوسيوس الأول" بتدمير المكتبة.

ذكر بعض المؤرخون أيضاً بعض النظريات أن المكتبة وبرغم حرقها من قبل "ثيودوسيوس الأول" إلا أنها قد صمدت حتي عام 640م وأنها قد دمرت كلياً في عهد خليفة المسلمين "عمر بن الخطاب" والذي آمر حاكم مصر آنذاك "عمرو بن العاص" بتدميرها، إلا أن بعض المؤرخون قد أنكرو هذه الأقاويل وقالو أنه ليس هناك صلة للمسلمين وحاكم مصر "عمرو بن العاص" بتدمير المكتبة كما وصفو هذه الأقاويل بالخرافه والأساطير، فيما ذكرو أن "عمرو بن العاص" قد دخل الإسكندرية في عام 642م ولم تكن المكتبة موجوده في ذلك الوقت وودمرت قبل ذلك وقالو أنه من قام بتدميرها وحرقها هو الإمبراطور الروماني "يوليوس قيصر" عام 48 قبل الميلاد.

إعادة بناء

تم تأسيس مكتبة الإسكندرية الجديده في عام 2002 يدعم من منظمة "الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة" وكان حلم العديد من المفكرين والعلماء في العالم أجمع هو إعادة بناء المكتبة القديمة إحياء تراث هذا المجمع العلمي والمعرفي الكبير.

بداية هذا الحلم كانت مع إعلان الرئيس المصري السابق "محمد حسني مبارك" فيما عرف بإعلان أسوان في عام 1990 بإعادة إحياء المكتبة القديمة، وفي إحتفال كبير حضره العديد من ملوك ورؤساء وملكات ووفود دولية رفيعة تم إعادة بناء مكتبة الإسكندرية الجديدة لتكون مركز للثقافة و ومركز لمصر ونافذة للعالم علي مصر وهي أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين .

وتحتوي علي العديد من الحضارات القديمة والتراث المصري الثقافي والإنساني، ومركزاً للدراسة لجميع الأشخاص من جميع دول العالم وتحتوي المكتبة علي :

1- مكتبة تحتوي علي أكثر من 8 مليون كتاب .
2- 6 مكتبات متخصصه.
3- 3 متاحف.
4- 7 مراكز بحثية و معرضين دائمين و6 قاعات لمعارض فنية مختلفة.
5- قبة سماوية.
6- قاعة استكشاف ومركز للمؤتمرات.

تم إعادة بناء المكتبة لتسترجع روح وعظمة وطبع المكتبة القديمة كما يتطلع القائمون علي المكتبة لتكون:

- مركزا للمعرفة والتسامح والحوار والتفاهم.
- نافذة للعالم على مصر.
- نافذة لمصر على العالم.

الحكماء

كانو ينقسمون إلي فريقين وكان عددهم يتخطي المائة وذلك في أكثر فترات المكتبة تألقاً وقد وضعو بأنفسهم تصنيف القسمين وأسموهم بالفيلولوجيون والفلاسفه.

الفيلولوجيون: كان علماء هذا القسم يختصون بدراسة النصوص والنحو بكل تعمق وبلغت الفيلولوجيا مرتبة كبيرة من العلوم وكان لها اتصال بعلم التاريخ والمثيوغرافيا.

الفلاسفة: يدرس علماء هذا القسم جميع العلوم الأخري مثل الرياضيات...الخ.

كان يتردد علي المكتبة علماء وأجيال كبيرة وعملو ودرسو بها طوال حياتهم وخلد إسمهم التاريخ مثل، "أرخميس" (مواطن سيراقوسة)، فيما طور "إقليدس" هندسته عن طريق دراسته المكتبة، فيما شرح "هيبارخوس" للجميع حساب المثلثات وأخرج نظريته "جيومركزية العالم" التي تنص علي أن النجوم أجسام تولد وتنتقل لمدة قرون ثم تموت كأي كائن حي في نهاية حياته، فيما أطلق العالم "أريستاخوس السامورزي" بنظريته المعاكسه التي أطلق عليها "الهليومركزية" والتي ييتحدث بها عن حركة الأرض والكواكب حول الشمس.

من ضمن كوكبة العلماء أيضاً الذين درسو وعملو في المكتبة "إراتوسثينس" والذي قام بتأليف جغرافية وأنشأ خريطة علي قدر كبير من الدقة، "هيروفيلوس القلدوني" وهو من علماء وظائف الجسد وأول من استنتج أن مركز الذكاء هو الدماغ وليس القلب، أيضاً من رواد المكتبة كان هناك علماء فلكيون مشهورين مثل "طيمقريطس" و "أرسطيلو" و "أبولونيوس البرغامي" وهوأيضاً رياضي معروف، هناك أيضاً "هيرون الإسكندراني" الذي قام باختراع العجلات المسننه وآلات بخارية ذاتية الحركة وصاحب كتاب يدعي "أفتوماتكا" وهو أول كتاب معروق يتحدث عن الروبوتات، بعد فترة من الزمن وتحديداً في القرن الثاني وفي نفس المكان كان يوجد الفلكي " كلاوديوس بطليموس"، أيضاً من العلماء الذين عملو بالمكتبة قديما "غالينوس" والذي له مؤلفات عديدة عن فن الطب والتشريح.

مجموعات مكتبة الإسكندرية القديمة

أسرع تجار الكتب للقدوم إلي مصر عندما علمو أنه يوجد سوق للكتب في الإسكندرية وذلك بغرض بيع وعرض كتبهم والوثائق للبطالمة آنذاك، كانت للمكتبات الخاصه مثل مكتبة "أرسطو" و "ثيوفراستس" دوراً في أمداد مكتبة الإسكندرية بمجموعات كبيرة من الكتب، أيضاً كانت المكتبة تتزود بالكتب عن طريق تفتيش حمولات السفن التي كانت تتواجد في ميناء الإسكندرية.

ومصادرة جميع الكتب التي يعثرو ويتم استنساخ منها نسخ تعطي لأصحابها فقط ويتم الاحتفاظ بالنسخة الأصلية في المكتبة مع تعويض صاحبها إذا وجدت مشكلة في هذا القرار، وتم تجميع عدد كبير من الكتب بهذه الطرق منها الإنتاج الفكري اليوناني المكتوب كله حتي أن المكتبة الرئيسية ضاقت بما كانت تحتويه من الكتب، بسبب كثرة الكتب وضيق المكتبة الرئيسية تم إنشاء مكتبة فرعية في معبد السيرابيوم، لم يتم تحديد عدد معين عن حجم الكتب والمجموعات التي كانت تحتويهم المكتبتين، كان للإغريق ترتيب معين وأرقاما مختلفة للكتب واللفافات التي تحتويها المكتبة، فاللفافة الواحدة قد تحتوي علي عدد من الكتب.

كما أن الكتاب الواحد قد يوجد في العديد من اللفافات، وقد تم ذكر أن المكتبة الرئيسية بالمتحف كانت تحتوي علي 400 ألف لفافة غير مصنفه، و90 ألف و800 لفافة مصنفة ومرتبة،وهذه الأرقام تم تسجيلها في عهد "كاليماخوس" والذي توفي في العام ما بين (240-235) قبل الميلاد، كما أن الوثائق تشير إلي أن أقصي عدد وصلت إليه المجموعات هو 700 ألف مجلد وذلك حتي القرن الأول قبل الميلاد وذلك قبل الحريق الجزئي والذي يشاع أنه وقع مع ضرب "يوليوس قيصر" للإسكندرية.

دنيا موسى:

قراءة كُل مقالات الكاتب