صاحب أغرب شخصية في التاريخ الحديث ،لا تكاد تجد إثنين يتفقون عليه، جماعة يرونه بطلاً قومياً أعاد لتركيا هيبتها ومجدها ووضع لبنة الأساس في بناء الدولة التركية الحديثة ، وأخرى تراه عميل خائن ، عدو للإسلام والمسلمين ومحارب للشريعة الإسلامية . أي كان حجم الإشكال وإختلاف وجهات النظر يبقى أتاتورك صاحب الشخصية المُثيرة نموذج للقائد والعسكري والرئيس ذو الدهاء الشديد .

المولد والنشاه:
وُلد مصطفى كمال أتاتورك في 19 مايو 1881 لأب يدع بعلي رضا أفندي حيث تعود عائلته في أصولها إلى الأفرانتولار، حيث كانت هذه العائلة مستقرة في سلانيك، وكان والده موظفاً في الجمارك إلى جانب مهنته كتاجر للخشب، وله ستة أبناء توفوا جميعاً وهم صغار ما عدا مصطفى وبنته مقبولة،

إلتحق أتاتورك وهو صغير بمدرسة شمس أفندي وكانوا في هذه الفترة خارج سلانيك، فقررت والدته العودة إليها حتى يلتفت مصطفى إلى دراسته بسبب انشغاله عنها في الزراعة، ثم التحق بالمدرسة الرشدية المدنية ثم بالمدرسة الرشدية العسكرية، وقد كان لمعلميه تأثير كبير فيه، حيث انهم هم من أسهموا وبشكل كبير في تشكيل عقله وتكوين فكره ليصبح تفكيراً حراً. بعدما انهى مصطفى دراسته في المدرسة بتفوق باهر .

تخرج أتاتورك من الحربية وأكمل تدريبه في دمشق وشهد الثورات التي إندلعت في سوريا والتى ساهمت فى تشكيل وعيه وإكسابة خبرة كبيرة في التعامل مع الثورات وإدارة الحشود سواء المؤيد منها أو الرافض .

تطورات فى حياته :
في عام 1906أسس أتاتورك جمعية الوطن والحرية ميلادية، ليذهب بعدها إلى يافا بمعاونة صديقه حسن بي، ثم عُين مصطفى في بروسبي التي تقع بالقرب من الحدود المصرية، ثم إنضم إلى جمعية الإتحاد والترقي، ثم في العام 1909 ميلادية صار أتاتورك رئيساً للحرب في سلانيك، ثم تدرج في المناصب إلى أن وصل إلى منصب في مركز قيادة الجيش في العام 1911 ميلادية .

شارك أتاتورك حروباً كثيرة وهامة جداً، خلال فترة طويلة رافقها العديد من الأحداث الهامة في حياته، إلى أن وصل إلى مرحلة رئاسة الجمهورية، حيث انتخب رئيساً للجمهورية في العام 1923 ميلادية وأجرى عدة تغييرات هامة وجذرية لإيصال تركيا إلى ركب الحضارة، حيث أعيد انتخابه لثلاثة مرات متتالية مدة كل فترة أربع سنوات .

قيام الجمهورية :
فى عام 1920 اسس مصطفى كمال المجلس الوطنى العظيم الذي تحول لحكومه موازيه لسلطة السلطان العثمانلى ، و أصدر المجلس ذاته ” القانون الأساسى ” والذي تزامن صدوره مع إعلان النصر وتحرير الأراضى التوكية، وأعلن فيه مصطفى كمال إلغاء السلطنة العثمانيه فى يوليو سنة 1923 ، و أعلن فى 29 اكتوبر من نفس السنه ولادة الجمهوريه التوركيه وإلغاء الخلافه العثمانيه، و بقيً رئيس لتركيا حتى تُوفى فى 10 نوفمبر  1938