تظل قصة قابيل وهابيل رمزاً للصراع بين الحق والباطل، بين القوي والضعيف، إن المُتفقه في تلك القصه يُدرك تماماً أن الصراع بين قوى الخير والشر صراع أزلي قديم بل ومستمر إلى قيام الساعة، ففى تلك القصة كان قابيل هو رمز الشر وكان أخوه هابيل هو رمز الخير.

من هما قابيل وهابيل؟

هما ابناء نبي الله آدم عليه السلام و ما حدث أن الأخ قتل أخوه بسبب الحسد فكان قد تقدم كل منهما إلى الله عز و جل بصدقة و لكن الله سبحانه وتعالى تقبل الصدقة من هابيل و لكنه لم يتقبل الصدقة من قابيل و يرجع ذلك لأن هابيل أخرج الصدقة بإخلاص و صدق بل وأخرج أفضل ما عنده وهذا من أهم الأسباب التي تجعل الصدق مقبولة عند الله ، و لكن قابيل أخرج صدقته بسوء نية و عدم تقوى ولذلك لم يتقبلها الله منه .

إحتدام الصراع بين قابيل وهابيل:

لما تقبًل الله الصدقة من هابيل ورفضها من قابيل ، إستشاط قابيل غضباً وبدلاً من أن يُصحح خطأه وأنه لابد من أن يقدم لله أفضل شئ وبإخلاص ، إلا أنه هدد أخوه هابيل بالقتل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) المائدة ، فكان الرد الإيجابي من هابيل أنه لن يتعرض لإخيه بسوء حتى وإن قتله قابيل لأنه يخاف من الله ولا يريد أن يحمل ذنب أخيه (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ ) المائدة .

قتل قابيل أخيه هابيل:

بالرغم أن هابيل نصح أخيه وكلمه بالحسنى وحذرة من عاقبة القتل إلا أن قابيل لم يستجب لكلام أخيه فقتله ، وهنا كانت أول عمليه قتل نفس بشرية في التاريخ ، ووقتها لم يكن معروفاً كيف يُدفن الميت ، موقع قابيل في حيرة من أمره وندم على فعل (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) بَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) ) ، وهنا أخذ قابيل يفعل بأخيه  ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب .

الدرس المُستفاد من القصة:

وليعلم أن ابن ءادم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلمًا مؤمنًا ولم يكن كافرًا، وإنما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلمًا وعدوانًا ، روى الجماعة سوى أبي داود وأحمدُ في مسنده عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن ءادم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل" أي ظلمًا. فعلم من ذلك ان قابيل ما تاب من قتله لهابيل .

دنيا موسى:

قراءة كُل مقالات الكاتب