اسم الخواج يُطلق على الجماعة التي خرجت على الإمام علي بن ابي طالب لما وافق على التحكيم بينه وبين معاوية، ويأتي تاريخ التسمية من بعد وفاة عثمان بن عفان وبداية خلافة الإمام علي بن أبى طالب، حيث إختلف المسلمون بين مبايعة علي بن أبي طالب أم مبابعة معاوية بن أبي سفيان.

إنقسم المسلمون إلى فرقتين ، الأولى ترى الخلافة من حق الإمام علي والثانيى ترى الخلافة من حق معاوية ، حتى أوشك الطرفين على الإقتتال في موقعة صفين ، وانتدب كل فريق منهم رجل للتفاهم وحقن الدماء ، فكان أبو موسى الأشعرى وكيلا عن الإمام علي بن أبي طالب ، وكان عمرو بن العاص وكيلاً عن معاوية بن أبي سفيان ، وانتهت المفاوضات بترجيح كفة معاوية ، بعد إنتهاء المفاوضات خرج إثنا عشر ألف رجل من جيش علي بن أبى طالب يرفضون فكرة التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان في النزاع وكانت هذة فرقة الخوارج.

التسمية

أطلق الخوارج على أنفسهم أهل الإيمان، أو جماعة المؤمنين، بينما أطلق عليهم مخالفوهم الفكريون والسياسيون اسم “الخوارج” لخروجهم -في رأي مخالفيهم- على أئمة الحق والعدل، وثوراتهم المتعددة. ولما شاع هذا الاسم، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق والضعف” وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله.

حرب الخوارج مع الإمام علي

بدأ الخلاف بين الخوارج والإمام علي بعد قبوله بالتحكيم وتنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ، لأنهم يرون أن علياً هو الخليفة الشرعي ببيعة أهل الحل والعقد له، ومعاوية ليس كذلك ، ولقد جرت مناقشات بينهم وبين علي، وذلك لمحاولة علي إقناعهم بالحجة، وتروي كتب الفرق صورة هذه المناقشات التي ظهر فيها قوة حجة علي ودليله، ورجوع أغلبهم عن موقف المعارضة، وبقاء أقلية منهم على رأيهم. وهم يجمعون على كفر علي بن أبي طالب منذ قبوله التحكيم، وهم يثبتون خلافة أبي بكر وعمر، وينكرون عثمان وعلياً بعد التحكيم، ويكفرون معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري أقطاب التحكيم.

لقد وضع الخليفة علي بن أبي طالب منهجا قويما في التعامل مع هذه الطائفة، تمثل هذا المنهج في قوله للخوارج: “ألا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا: لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا”[3] وهذه المعاملة إذا ماالتزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان، أما إذا امتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين، وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين قتل الخوارج عبد الله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم، فسل عليهم رضي الله عنه سيف الحق حتى أبادهم في وقعة النهروان.

الخوارج في ميزان الشريعة

تحدث النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث عن الخوارج وفكرهم وعاقبتهم وحذر أصحابه منهم ، روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعيدٍ الخُدْري أنه قال: ” بينما نحن عند رسول الله وهو يقسم قسماً -أي يقسم مالاً-، إذ أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول الله إئذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال: دَعهُ، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

روى الإمام الترمذي في سُننه بسند حسن عن الصحابي الجليل أبي أُمامة الأنصاري أنه رأى رؤوس الخوارج منصوبة في دمشق، فقال أبو أمامة -راوياً عن رسول الله -: كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قَتَلوه، ثم قرأ: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ إلى آخر الآية. فقيل لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله ؟ قال : لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً –حتى عدّ سبعاً– ما حَدّثْتُكُموه.

لقد ظهرت فرقة الخوارج وأحدثت بظهورها إنقسامات عديدة ، نتج عنها سفك للدماء وانهيار وحدة المسلمين، كل ذلك كان بسبب التأويل الخاطئ للنصوص وسوء الفهم، شرًعوا لهم قوانين ومبادئ ومعتقدات غير التى يعرفها الإسلام ، إستسهلوا في إطلاق الكفر على المسلمين بلا دراسة وتبيين ، فكانت مصيبة المسلمين فى ظهور الخوارج.

مقالات متعلقة بـ : قصة الخوارج

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

محمد رشيد رضا‎

محمد رشيد رضا‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

من هو الإمام محمد عبده‎

من هو الإمام محمد عبده‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

تصفح المزيد