ذكر الله سبحانه وتعالى أصحاب الرس في سورتين الأولى الفرقان في الآية 38 وسورة " ق" في الآية 12 حيث يقول الله سبحانه وتعالى:

وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا (38) ( سورة الفرقان).

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) ( سورة ق ).

يقول المفسرون رحمهم الله أصحاب الرس هم إحدى قرى ثمود، قوم نبي الله صالح، فثمود هذه كانت قرى وأحدى هذه القرى كانت تسمى بالرس : والرس هي البئر الغزيرة بالماء.

يعني أصحاب الرس هم أصحاب الماء الغزير، وكانوا يشربون من البئر ويسوقن منها أنعامهم وزروعهم وحدائقهم.

وكما نعلم أن الماء هو أصل الحياة، وأنعم الله تعالى على هذه القرية بهذه البئر الغزيرة التي كثر ماءها وكان ماء عذب رقراق.

وكان لديهم ملك أحبوه حبا شديد وكذلك أحبه الملك وعاشوا معا حياة كريمة صار الملك فيهم بالعدل والحكمة والرفق ولما مات هذا الملك حزنوا عليه حزنا شديدًا، وأحسوا بفراغ بعد مماته ولم ينسوه وهنا جاءهم الشيطان وأراد أن يلبس عليهم إلباساته، فجاء الشيطان إليهم بصورة هذا الملك الذي يحبوه ويعطف عليهم.

فما أن رآه القوم هذا الملك، وفرحوا وكبروا وهللوا وسعدوا سعادة كبيرة وقالوا إنه الملك إنه الملك!

وقال الشيطان لهم على لسان الملك: إني أنا الملك وقال لهم إني لم أمت ولن أموت أبدًا والناس فرحوا به وأخذوا يعبدونه إله من دون الله تعالى.

وهنا الشيطان ضحك عليهم وتمثل لهم بهذه الصورة فعبدوه من دون الله لأنهم افتتنوا به وهنا أرسل الله عليهم نبيا ورسوا.

يقول المفسرون ( اسمه حنظلة ابن صفوان ).

وقال لهم النبي أن هذا الذي تعبدونه من دون الله مجرد شيطان تمثل لكم بهيئة الملك، ولا ينبغي حتى لو كان الملك موجدودا أن تعبدون من دون الله، والاله المستحق للتقديس هو الله، إلا أنهم صدوا آذانهم وقالوا له : " دعنا وشأننا لن نعبد إلا هذا الملك الذي نحبه ويحبنا والذي صار بنا في عدله".

هم للاسف افتتنوا به والشيطان اراد ان يضحك عليهم فقال لهم لن تروني بعد هذا اليوم ولكن لو أردتم شيئًا حدثوني من وراء الحجاب للرد عليهم، فكانوا يتكلمون مع الشيطان وهم واهمون أنهم يتحدثون مع مليكهم.

وخالفوا أمر الله ومنهجه ولما أصر النبي على دعوته، فأخذوا هذا النبي فقتلوه، ودهسوه بأقدامهو وقاموا بالقاءه في البئر بعدما قتلوه، وهنا غضب الله عليهم.

فتحول هذا الماء العذب إلى الجفاف، ولم يعد هناك ماء يشربون منه وبالتالي دوآبهم وأنعامهم ماتت، فبحثوا وفتشوا عن الماء في كل مكان فلم يجدوا وهنا تبدلت حياتهم من النعيم إلى الهلاك وأصبحت حياتهم أثرا بعد عين، واستئصلهم الله جميعا وأبادهم الله بالعطش فماتوا عطاشى.

وجفت أنهاراهم وهلكت ثمارهم وماتوا جميعا.

مقالات متعلقة بـ : قصة أصحاب الرس ونبي الله حنظلة ابن صفوان

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

محمد رشيد رضا‎

محمد رشيد رضا‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

من هو الإمام محمد عبده‎

من هو الإمام محمد عبده‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

تصفح المزيد