الأزهر الجامع والجامعة ، أشهر مساجد مصر وإفريقيا وأعظم منارة وأهم المعالم الإسلامية في مصر كلها، كان ومازال الناس يقصدونه من كل قطب من أقطاب العالم ينهلون من ورده، ويقبسون من نوره وأعظم ما يدلنا على ما لهذا الجامع من مقامٍ عظيمٍ في العالم الإسلاميِّه هو كمً الأسماء الذين يؤمونه من أقطارٍ خارج مصر, تمتد من أواسط أفريقية, إلى روسية, ومن أقاصيِّ الهند إلى مراكش .

الفاطميون في مصر :
دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلي ومن ثَمَّ أرادوا أن يؤسسوا مدينة جديدةً تكون لهم معقلًا وحصنًا يأوون إليه, ويتخذون منه مستقرًّا ومقامًا. أنشأ جوهر تلك المدينة, وسمَّاها المنصورية وذلك في شعبان 358هـ / يوليو 969م، ولما انتقل المعز لدين الله العبيدي الفاطمي، من القيروان ووفد إلى مصر للإقامة بها رمضان 362هـ / يونيو 972م, غيَّر اسم المدينة, وسمَّاها القاهرة المعزية نسبةً إليه.

تأسيس الأزهر :
أنشأ جوهر الصقلي الأزهر في طليعة ما أنشأ مدينة إسلامية إنما هو الجامع الذي يجتمع فيه المسلمون لصلاتهم، ومن فوق منبره يدعون إلى شئونهم، ويودعونه خزائن كتبهم, ويقيمون فيه شعائر دينهم ، كان البدء في إنشاء الجامع الأزهر في يوم السبت جمادى الأولى سنة 359هـ / أبريل 970م .

الغرض من إنشاء الأزهر :
كانت الحكمة ناصعةً في إنشاء الجامع الأزهر, بل هي أشد نصوعًا ووضوحًا فيه منها في غيره من المساجد الجوامع؛ إذ أن دولة الفاطميين دولة الشيعة. والجامع الأزهر هو أول مسجد أقامته الشيعة بمصر؛ فقيامه إذن رمز لسيادة هذه الدعوة الجديدة التي هي دعوة الشيعة, كما كانت القاهرة المعزية رمزًا لنصرة الدولة الجديدة وسيادتها .

تطور الأسم :
سمي هذا الجامع عقب إنشائه بجامع القاهرة وذلك بإسم العاصمة الجديدة, وظلَّ معروفًا بهذا الاسم زمنًا طويلًا، ثم زاحمه الاسم الجديد (الأزهر)، ولكن لا أحد يستطيع تحديد بدقة بداية التسمية الجديدة. وقد ظل معروفًا باسمه القديم إلى القرن التاسع الهجري؛ إذ ذكره المقريزي في خططه بهذا الاسم مضافًا إليه اسمه الجديد (الأزهر)، فقال: “وهو الجامع الذي يعرف في وقتنا هذا بالجامع الأزهر, ويسمى في كتب التاريخ بجامع القاهرة”.

بل ذكره ابن خلكان -وقد كتب كتابه في القرن السابع الهجري بما يفيد تداول الاسم الجديد- فقال في ترجمته جوهر: “وأظن هذا الجامع هو المعروف بالأزهر”. واشتهاره في عهد ابن خلكان بهذا الاسم يدل على أنه عرف به من قبل ذلك, لكن في زمنٍ غير معروفٍ بالتحديد. وبعضهم يرى أن هذه التسمية الجديدة سرت إليه بعد إنشاء القصور الفاطمية في عهد العزيز بالله, وقد كان يطلق عليها القصور الزاهرة. هذا, وقد تُنُوسِيَ الاسم الأول, وغلب الاسم الجديد عليه إلى اليوم, فأصبح معروفًا به فحسب.

وأما سرُّ هذه التسمية؛ فيرى فريق من المؤرخين أنه سُمِّيَ بذلك تفاؤلًا بما سيكون له من الشأن العظيم والمكانة الكبرى بإزهار العلوم فيه. وفي دائرة المعارف الإسلامية, أن إنشاء الفاطميين لهذا المسجد يفسر الاسم الذي أطلق عليه, فقد قيل أن الزهر إشارة إلى الزهراء, وهو لقب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سُمِّيَ باسمها أيضًا مقصورة في المسجد .

وصف الجامع الأزهر :
يتكون الجامع الأزهر من قسمين، الأول مسقوف ويُعرف بالحرم، والثاني مكشوف ويسمى الصحن. ويسمى هذا الحرم اليوم بالحرم القديم، وفيه محراب يُعرف بالقبلة القديمة وكان بجانب المحراب منبر نُقل فيما بعد إلى جامع الحاكم (نسبة إلى الخليفة الحاكم بأمر الله). ويضم الحرم القديم ستة وسبعين عموداً من الرخام الأبيض تنتظم في صفوف متوازية، والجدران مزينة بالآيات القرآنية المنقوشة بالخط الكوفي الجميل.

وسقف الحرم من الخشب المتقن الصنع، وفي الحرم نوافذ للنور والهواء، وأما صحن الجامع فأرضه مرصوفة بالحجر، وتحيط به الأروقة ذات الأعمدة الرشيقة. وكان للأزهر في البداية منارة واحدة ومحراب واحد، ثم أنشئت فيما بعد منارات أصبحت خمساً، كما تعددت المحاريب حتى بلغت ثلاثة عشر محراباً لم يبق منها إلا ستة.

وللجامع الأزهر ثمانية أبواب، في الجانب الغربي الخارج إلى ميدان الأزهر بابان: باب المزينين، والباب العباسي الذي أنشأته وزارة الأوقاف في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني. وفي الجانب الجنوبي : باب المغاربة، وباب الصعايدة، وباب الشوام. وفي الجانب الشمالي باب الجوهرية. وفي الجانب الشرقي باب الحرمين وباب الشوربة.

وينقسم إلى رواقين، الرواق الكبير وهو القديم ويلي الصحن ويمتد من باب الشوام إلى رواق الشراقوة. والرواق الجديد ويلي القديم ويرتفع عنه بمقدار درجتين. وسقف الرواقين من الخشب. والمنبر الحالي للجامع من الخشب الخرط وهو حديث. أما المنبر الأصلي فقد نقل إلى جامع الحاكم. وفي الرواق الجديد محرابان، وفي الرواق القديم محراب واحد يُعرف بالقبلة القديمة .

يبقى أن نعلم أن الأزهر الشريف سيظل جامع وجامعة، جامع يُقيم فيه الناس شعائرهم  وتولى مهمة حمل لواء المعرفة والعلم قرونا متصلة، وقام بنشر العقيدة الصحيحة، ولم يبخل بعلمه على الأمة الإسلامية وخلال تلك المسيرة تسلح بالعلم والمعرفة، جعلت منه درعا له ولأمة الإسلام ،  وجامعة يتعلمون منها فقه دينهم ، تبُث منها سهام العلم إلى كل بقاع الدنيا .

مقالات متعلقة بـ : تاريخ الأزهر الشريف

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

ما هى الديمقراطية؟ .. النشأة و التعريف‎

محمد رشيد رضا‎

محمد رشيد رضا‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

هجرة الرسول إلى المدينة‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

من هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي‎

ما هو زواج المتعة‎

ما هو زواج المتعة‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

ماذا تعرف عن الشيوعية‎

من هو الإمام محمد عبده‎

من هو الإمام محمد عبده‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

العلمانية .. النشأة والتطور‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

الدين والدنيا واقع متلازم‎

تصفح المزيد