ظل الخط الهيروغليفي مصدرا للغموض لآلاف السنين، حيث كان يعتمد على الكتابات المصورة، وبالتالي كانت كتابته معقدة، وحيرت علماء اللغة لمايقرب من 1400 سنة، وأخذ العلماء الكثير من الوقت لتعلمها وإتقانها، ويعود استخدام المصريين القدماء للغة الهيروغليفية كنظام للكتابة إلى حوالي 3200 سنة قبل الميلاد.
كلمة “هيروغليفي”، هي كلمة يونانية الأصل تعني “،النحت المقدس”، وكانت هذه اللغة نجمع بين استخدام الصور، والشعارات، بجانب الأبجدية التقليدية وقتها، وكانت تكتب من اليسار إلى اليمين، ومن اليمين إلى اليسار، ومن الأعلى إلى الأسفل، أو من الأسفل إلى الأعلى، ولايوجد بها أي حرف من حروف العلة، أو علامات للترقيم، أو حتى مسافات تباعد بين الكلمات.
انتشرت اللغة الهيروغليفية في مصر القديمة على المعابد، المقابر، السفن، والمعادن، وأيضا الأخشاب والأحجار الكبيرة، واشتملت هذه اللغة على توقيعات وشارات من العائلة الملكية، وكان يتم تدريب الكتاب المصريين على فن القراءة والكتابة الهيروغليفية في سن مبكر جدا، وكان من يتقن كتابتها وقراءتها ينال مكانة كبيرة في المجتمع، حيث أن أغلب المصريين في هذا الوقت لم يكونوا يعرفون القراءة والكتابة.
اندثرت اللغة الهيروغليفية عندما تم استبدالها بالكتابة القبطية، وبعدها الكتابة العربية بعد الفتوحات الإسلامية، وفي شهر مايو 2011 ميلاديا، تم اكتشاف هيروغليفية باللون الأحمر على الأرضيات والجدران في الأنفاق العلوية بالأهرامات لم يسبق للعلماء اكتشاف مثلها من قبل منذ حوالي 4500 سنة، واستطاعوا اكتشافها بواسطة روبوت تمكن من الصعود إلى الأنفاق العلوية في الأهرامات.
توصلت البعثة الأثرية التابعى لجامعة ييل الأمريكية وبعثة المتاحف الملكية للفن والتاريخ ببروكسل في شهر يوليو 2017 إلى بعض الكتابات الأثرية في شمال منطقة الكاب الأثرية الموجودة في ادفو شمال أسوان، ويعتقد أنها من أول الكتابات الهيروغليفية حيث أنها مكتوبة بخطوط كبيرة جدا، تعود عمرها لأكثر من 5200 عام، ويعد ذلك الاكتشاف دليلا على أن الكتابة في مصر تعود إلى تاريخ أقدم مما نعتقد، وأيضا حجم وانتظام الكتابات المنقوشة على الصخر تدل على تطور الكتابة في ذلك الوقت، كما تم العثور على نقش لقطيع من الفيلة يعود عمره إلى مابين 3500 أو 4000 قبل الميلاد، ونقش يصور أنثى الفيل وبداخلها فيل صغير، وهذه طريقة نادرة وقديمة جدا لتمثيل حمل أنثى الحيوان.
