إحاطة نفسك بأشخاص عندهم قيم جيدة، ومبادئ، ويقفون بجانبك، كتفا بكتف في الأمور الصعبة، ومخلصون في عملهم، ويعلمون أن الخطأ أمرا ضروريا لمواصلة الحياة والتقدم، ولكن يجب أن تسأل نفسك جيدا هل هم فعلا كما يدعون أنهم أم يتظاهرون بذلك فقط؟
يجب أن تكون في قمة الحذر عندما تقرر أن تثق في الأشخاص، لأنه من السهل جدا أن يقوموا بجرحك، ولكن من الصعب أن تميز الأشخاص الحقيقيون من هؤلاء المزيفون، شخص ما لديه جدول أعمال خفية، سيقوم ببذل كل ما بوسعه ليقوم بجلبك إلى هذه الأجندة، والتي في هذه الحالة تكون مسؤوليتهم.
نستطيع هنا القول، أن هناك بعض الملاحظات الجيدة التي تستطيع بها التمييز بين الاشخاص الحقيقيين، والأشخاص المزيفون:
1.الإحترام مقابل التنازل: شخص ما لديه شخصية حقيقية سيفعل كل ما بوسعه لكي يحترم كل شيئ وكل شخص، فهم يقدرون أحاسيس الأشخاص ويأخذها في الاعتبار، وسيبذل كل ما في وسعه لكي يجعل شخص ما يشعر بالارتياح بغض النظر عن الموقف الحالي، أما الشخص ذو الشخصية المزيفة، لن يحترم إلا من هم في مركز قوة فقط، لأنهم يستطيعون إخراج أي شخص من أي موقف، لذا إذا أرادوا أن يضعوا بعض المهارات لكي يحصلوا على ما يريدونه سيفعلوا.
2.الحاجة إلى الإعتراف مقابل عدم الإعتراف: عندما تكون تريد جعل شخص ما سعيدا، الشخصية الحقيقية لن يسير في طريق لكي يعرف بما يفعل، كل ما يهمه فقط هو أن يجعل شخص ما سعيدا، وفي معظم الأحيان يجعل أفعاله مخفية ولا يعترف بها، أما الشخص المزيف، على العكس تماما، هم سيفعلون كل ما بوسعهم لكي يجعلوك سعيدا، ولكنهم سيقومون باخبار كل من يرونه بما فعلوا، لأنهم يريدون أن يظهروا على أنهم المفضلين والأهم وسط الناس، ويريدون من الناس معرفة ذلك.
3.غير ظاهر في الصورة، يخطف الأضواء: الأشخاص الحقيقيون يستطيعون قضاء وقت بمفردهم، ويفهمون أن قضاء بعض الوقت بمفردك يمكن أن يفعل أشياء عجيبة لك، ولهذا ليس عندهم مانع أن يقضوا وقتا بمفردهم في مكان هادئ، لبضع ساعات، والذين حولهم يقدرون ذلك، ويحترمونه، ويوفرون لهم المساحة اللازمة، أما الشخص المزيف، فهو على النقيض تماما، فهم يحبون لفت الأنظار لهم، وسيفعلون كل ما يتطلبه الأمر لكي يبقوا ظاهرين في الصورة، لأنهم يعتقدون أن العالم كله ينظر إليهم.
4.التواضع مقابل الغرور: من الجميل أن تكون معروفا ببعض الإنجازات التي توصلت إليها في الحياة، ولكن لا أحد يحب المغرور، وهذا هو السبب أن الأشخاص الحقيقيون يكونون متواضعين تجاه ما حققوه وتوصلوا إليه في حياتهم، ويفضلون عدم التحدي عن أنفسهم، ويفضلون سماع أهداف الآخرين وماحققوه في حياتهم، وذلك لأن الأشخاص المزيفين يحبون أن يكونوا محور الاهتمام والتركيز، والتحدث عما حققوه كثيرا، حتى أنك يمكن أن تسمع منهم نفس القصة للعديد من المرات، يحبون أن يكونوا في المقدمة دائما.
5.التحدث في وجهك مقابل الطعن من الظهر: الأشخاص الحقيقيون إذا كان هناك أمر ما يريد اخبارك به، سيقوم باخبارك مباشرة في وجهك، لأنهم ليس عندهم ما يخفونه، ويحترمونك كفاية لاخبارك في وجهك، ويتمنون أن هذه المحادثة ستتوصل إلى حل أي مشكلة قابلتهم، ولك الأشخاص المزيفين هم جبناء عندما يأتي الأمر للوقوف وجها لوجه، سيبتسمون لك وقتها، وعندما تدير لهم ظهرك ستصبح عدو لهم، لأنهم يحبون نقل الكلام والدراما.
6.الإلتزام بالكلمة مقابل التخلي عنها: الشخص الايجابي سيفعل كل ما بوسعه لكي ينفذ وعده، وإذا لم يستطع ذلك فهو يقوم بتحمل المسئوولية كاملة، ولا يلجأ لخلق بعض الأعذار،على الجانب الآخر الشخص السلبي يتكلم كثيرا ويعد بما لا يستطيع الوفاء به، ولكنه عندما لا ينفذ أي مما قاله يلجأ لخلق قائمة طويلة جدا من الأعذار، وغالبا ما ستلاحظ استخدامهم لنفس الأعذار في كل مرة.
7.الكمال مقابل النقص والبحث عن العيوب: الشخص الحقيقي دائما ما يتطلعون لتعلم الدروس الجديدة من غيرهم، وهم أيضا يعجبون بما يفعله الآخرون ويكونون غاية في الكرم، وهم يعلمون تماما أنهم غير كاملين ولا أحد كامل على وجه الأرض، وسيقومون بشكر شخص ما في أي وقت يتعلمون فيه شيئا جديدا منه، على النقيض تماما الشخص المزيف، فهو يلجأ إلى اللحظات الهامة في أي موقف، ويتصيدون أخطاء الآخرين، ويقومون بانتقادهم، هم يشعرون أنهم كاملين ولا يخطئون، عندما يتصيدون أخطاء الآخرين.
8.الشفافية مقابل الدوافع الخفية: عندما يقوم شخص حقيقي بمساعدتك في أمر ما، هذا يكون لأنه يريد مساعدتك فقط، ولا يحتاج إلى إخبار أحد بذلك، أو شكر وعرفان منك، هم فقط يريدونك أن تكون سعيدا وفي أمان، ولكن الأشخاص المزيفين عندهم مبدأ "خدمة مقابل خدمة أخرى"، بمعنى أنا قمت بمساعدتك فهذا واجب يجب أن ترده لي، أو يريد شيئا في المقابل، ولو شعروا فقط أنه لن يكون هناك مقابل لن يقدموا لك أي مساعدة.
