تُعتبر السيارة واحدة من أكثر الأجهزة روعة التي يمكن لأي شخص أن يمتلكها، كما أنها من الأكثر انتشارًا حول العالم. يزيد عدد السيارات حول العالم عن مليار سيارة وليس هنالك أي دليل يشير إلى تناقص هذا الرقم الهائل وإنما هو بتزايد،حتى سمي العصر الحديث بعصر السيارات حيث يُنتج حوالي165000 سيارة في اليوم الواحد.

تحتوي السيارة الاعتيادية على 30000 قطعة، ولكلٍ منها من المحرك إلى العجلات عالمه الخاص من التصميم والهندسة.
فاذا تحدثنا عن تاريخ صناعة السيارة سنجد تاريخ السيارة طويل ومتعرج، ومعرفة من اخترع السيارة ليس بالأمر السهل، فلا توجد إجابة واضحة عن البدايات الأولى للسيارات، فتاريخ السيارة غني جداً، ويعود إلى القرن الخامس عشر لزمن الرسام “ليوناردو دافنشي” حين قام برسم بعض التصاميم والنماذج للمركبات، الأشبه بعربات الخيول.

كما أن تاريخ السيارة يعكس التطور الذي حدث في جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 100,000 براءة اختراع كانت للسيارات، كما أن هناك مزايا مشتركة بين السيارات الأولى، حيث كان هناك أنواع مختلفة، منها ما كانت تسير على البخار أو الكهرباء، وأخرى تسير على البنزين ومحركات الاحتراق الداخلي أو من خلال طرق أخرى.

لكن تجتمع الآراء لترجع هذا الاختراع إلى الألماني كارل بينز، الذي صمم أول سيارة بين عامي 1885 و 1886، حاصلاً بذلك على براءة اختراع، كونه أول من استخدم محرك الاحتراق الداخلي بشكل رسمي بدون أي أعطال، وكانت السيارات التي صُممت من بعده تسير على نظامه الخاص في استعماله دواسة الوقود، شمعات الاحتراق، المبرد، والأساسيات الأخرى التي تصنع منها السيارات، والتي لا تزال السيارات في يومنا هذا تسير على خطاها عتبر كارل بنز الألماني الجنسية المخترع الرسمي للسيارة، بينز حاصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، كان عمله في البداية في مجال السكك الحديدية والصفائح المعدنية، فيما بعد استخدمت زوجته مهرها لتقوم بتمويله لإنشاء مصنع لمحركات.

قام بينز ببناء ثلاث مركبات من هذا النوع حتى عام 1988، فقررت زوجته أن تقوم بالإعلان عن هذا الاختراع، حيث قادت السيارة مصطحبة معها طفليها البالغين إلى منزل والدتها، فسارت مسافة 66 ميل لتكون بذلك أول امرأة في العالم تقود السيارة هي بيرثا بينز. أظهرت هذه الزيارة كفاءة السيارات وقوتها بعد أن كان مشكوك بأمرها في البداية، ثم عُرضت السيارة في العام التالي بالمعرض العالمي في باريس.

تطورت صناعة السيارات عبر الزمن ففي القرن التاسع عشر أضيفت إليها بعض التحديثات مثل فرامل اليد وناقل الحركة، لكن في ذلك الوقت كان هناك رد فعل عنيف ضد السيارات، فتم إلغاؤها وانتقل العاملين فيها إلى العمل في السكك الحديدية، في عام 1815 ، أما في عام 1871 فقد تم تصميم أول سيارة تعمل على البخار قادرة على التنقل وحمل الأوزان من قبل الدكتور جي دبليو كارهارتالذي كان وزيراً للكنيسة الأسقفية في ولاية ويسكونسن الأمريكية، وحصل حينها على جائزة بقيمة 10,000$ لإنتاجه أول بديل عن الخيول والعربات، كانت تسير بسرعة 5 أميال في الساعة، ودخلت بعدها في سباق في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها انهارت في وسط السباق.
مع بدايات القرن العشرين أضيفت بعض التعديلات على السيارات البخارية لتصبح أخف وزناً، لكن فيما بعد وُجد أن تصنيعها غير اقتصادي، فتوقف إنتاجها في ذات الفترة التي ظهرت فيها المركبات التي تعمل على البنزين.

في القرنين التاسع عشر والعشرين كان للسيارات الكهربائية شعبية كبيرة، كونها سهلة التشغيل وتوفر مستوى كبير من الراحة للركاب، لكن سرعان ما تغير الأمر واُعتمد على السيارات التي تعمل على البنزين، في عام 1870 استخدم سيجفريد ماركوس محرك يعمل على الوقود السائل ليكون الرجل الأول الذي شغل السيارة من خلال محرك يعمل بالبنزين، هذه السيارة معروفة اليوم باسم سيارة “ماركوس الأولى”، وحصل في عام 1883 على براءة اختراع لسيارة ماركوس الألمانية مع نظام الإشعال ذو الجهد المنخفض، فيما بعد صمم سيارة “ماركوس الثانية” بتصميم مبتكر جداً، وهي معروضة الآن في المتحف الوطني في فيينا.
من المسلم بالأمر أن أول سيارة تعمل على محركات الاحتراق الداخلي للبنزين بشكل رسمي هي من اختراع كارل بينز الذي سبق التحدث عنه، وبعد فترة وجيزة من اختراع بينز للسيارة قام مع التطور في التكنولوجيا وتقنيات التصنيع والمعامل؛ تطورت عملية تصنيع السيارات، فتم تصميم العديد من المحركات الحديثة واستخدام الفرامل الهيدروليكية، فيما بعد تم اختراع ناقل الحركة الأوتوماتيكي، كما أضيفت بعدها تغييرات هائلة على السيارات باختراع محركات مبتكرة من الألمنيوم وذات قوة أكبر وعزم دوران أقوى، أصبحت شركات تصنيع السيارات حينها تنتج السيارات بأعداد كبيرة وتتنافس على إنتاج الأفضل وبأسعار أرخص من غيرها، لتصبح جميع السيارات بأربع عجلات، وبقوة تصل إلى 8 سلندر.

فيما بعد أضيفت إلى السيارات تكنولوجيا حديثة لتزداد سرعتها، وتزداد تقنياتها مع زيادة قدرتها على التحمل في الطرق الوعرة، أضيف إليها الأنظمة الكهربائية لضبط السرعة ودعم الفرامل والمحرك، واُستخدم الصلب والفولاذ في صناعتها، كما أضيف إليها المصابيح الأمامية لتصبح أكثر كلاسيكية.

بعد الحرب العالمية الثانية أصاب تصميم السيارات تغيير كبير لتضاف إليها المصدات في الجسم ولوحات التشغيل، فيما بعد أصبح التوجه في تصميم السيارة نحو التصميم العسكري مع إضافة محركات أقوى مثل محرك V8.

ارتفعت قوة السيارة والمحرك وزاد إنتاجها، وأصبحت شركات التصنيع تصدر السيارات إلى خارج البلاد أو خارج أوروبا، وأصبحت بذلك شركات تصنيع السيارات تتنافس فيما بينها مثل شركات فيراري، تويوتا ونيسان، لكن لفترة من الفترات في القرن العشرين أصبحت اليابان زعيمة الإنتاج العالمي للسيارات، واليوم أصبح هناك العديد من شركات تصنيع السيارات الأمريكية أو الألمانية أو اليابانية أو غيرها.

أخيراً.. قد يكون أمراً مهماً على البعض أن يعرف تاريخ السيارة التي يقودها، لكن البعض الآخر ربما لا يهمه الأمر، يكفيه أنه يصل إلى عمله بسهولة وبسرعة، لكن في الحالتين؛ يمكن القول أن لكل أمر بداية، لكن كلما زاد التفكير في بداية كل شيء، ازدادت حوله التأويلات وصُعب معرفة الحقيقة الكاملة.

مقالات متعلقة بـ : السيارات ونشأتها

4 طرق للمعيشة بدون سيارة‎

4 طرق للمعيشة بدون سيارة‎

كيف تقود السيارة في المملكة العربية السعودية‎

كيف تقود السيارة في المملكة العربية السعودية‎

نصائح لتقليل استهلاك الوقود‎

نصائح لتقليل استهلاك الوقود‎

نصائح لتوفير وقود سيارتك‎

نصائح لتوفير وقود سيارتك‎

أفضل سيارات في عام 2018‎

أفضل سيارات في عام 2018‎

مرسيدس بنز‎

مرسيدس بنز‎

شركة تويوتا لتصنيع السيارات‎

شركة تويوتا لتصنيع السيارات‎

ما هى أوبر؟‎

ما هى أوبر؟‎

ماذا تعرف عن شركة BMW‎

ماذا تعرف عن شركة BMW‎

تصفح المزيد