الآرق بإختصار شديد يُعني اضطراب في النوم أو تقطعه أو انخفاض جودته، الأمر الذي يؤثر سلباً على صحة المريض النفسية والجسدية. ويمكن أن يعرف بإنه الشكوى من صعوبة بدء النوم، أو الاستمرار فيه، أو عدم الحصول على نوم مريح خلال الليل، أو النهوض مبكراً بغير المعتاد، وهو يؤثر على نشاط المصاب خلال النهار. وتختلف أسبابه وعلاجاته من شخص لآخر حسب حالته وظروفه.

أنواع الأرق
وتختلف أنواع الأرق من شخص لآخر حسب حالته النفسية والصحية ، فهناك الأرق المؤقت وهو الذي يدوم ما بين ليلة واحدة إلى بضع أسابيع وكل الناس تقريبا يُعانون منه في وقت من الأوقات بسبب القلق وضغوط الحياة ، وهناك أرق قصير المدى وهو الذي يحدث عندما تتراوح فترة عدم انتظام النوم أو عدم القدرة على النوم لفترات متواصلة بثلاثة أسابيع إلى ستة أشهر ، وأخيراً الآرق طويل المدى وهو الذي يحدثَ عندما يستمر الأرق لفترة طويلة قد تصل إلى سنوات. وهو النوع الأكثر خطورة .
ونأتي للسؤال الآهم ، ما هي أسباب الأرق حتى يمكن تجنبها ، أو على الأقل الإحتراز منها ، وقد قسًم الأطباء أسباب الأرق إلى ثلات أسباب وهي : الآسباب النفسية – الآسباب العضوية – الآسباب سلوكية بيئية.

الآسباب النفسية :
تـعتبر الآسباب النفسية من أكثر أسباب الآرق وقد أظهرت الدراسات أن 40% من المصابين بالأرق لديهم اضطرابات نفسية. والأسباب النفسية التي تسبب الأرق متعددة فمنها الاكتئاب والقلق والضغوط العائلية والوظيفية وغيرها. والمصاب بالأرق الناتج عن اضطرابات نفسية لا يدرك في معظم الحالات أن السبب في إصابته بالأرق يتعلق باضطرابات نفسية. ولكن نظرا لشيوع الاضطرابات النفسية كأحد أهم الأسباب للأرق يجب استكشاف احتمال وجود الأسباب النفسية عند المصابين بالأرق. ويشكو المصابون بالإكتئاب من الاستيقاظ المبكر بينما يعاني المصابون بالقلق من صعوبة الدخول في النوم.

الآسباب العضوية :
تختلف الأسباب العضوية وتتشابك ويحتاج الطبيب المعالج إلى إجراء بعض الفحوصات لمعرفة مكمن المشكلة ، فقد يكون السبب هو الآم في الظهر أو المفاصل أو البطن أو الصداع أو الحرارة ، ارتداد الحمض إلى المرئ وتُعني إسترجاع الحمض من المعدة إلى المرئ وأحيانا يصل الحمض إلى البلعوم. وهذا أحد الأسباب المعروفة لتقطع النوم والأرق ، كذلك متلازمة حركة الساقين غير المستقرة من أسباب حدوث الأرق.

الآسباب سلوكية بيئية:
بعض السلوكيات الخاطئة أو تناول مشروبات ومأكولات من شأنها حدوث أرق لصاحبها ، مثل

تناول وجبة ثقيلة قبل النوم: ويؤدي ذلك إلى عسر الهضم الذي يسبب الأرق ، الإكثار من التدخين فمن المعروف أن النيكوتين الموجود في التبغ مادة مثيرة للدماغ، يمكن أن تسبب الأرق ، تناول القهوة أو الشاي قبل وقت قصير من النوم ، الضجيج: فبعض الناس لا يستطيع النوم بسبب ما حوله من ضجيج ، عدم الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ ، عدم القيام بجهد جسماني : فيكثر الأرق عند الذين يعملون في المكاتب أو الذين لا يبذلون جهدًا جسديًا كبيرا .

أفردنا بإيجاز شديد أسباب الآرق وأنواعة، وذلك إنظلاقاً من القاعدة العلمية أن معرفة الاسباب هي نصف الحل ، ولذلك من خلال معرفة أسباب الآرق سيكون من السهولة تجنب أسباب الآرق ومن ثم عدم الإصابة به ، وربما نعرض في مقال آخر أعراض الآرق ووسائل العلاج منه .

دنيا موسى:

قراءة كُل مقالات الكاتب